Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Mar-2017

ما الذي يحدث فـي أميركا! - صالح القلاب
 
الراي - لو أن هذا الإختراق الأمني حدث في إحدى دول العالم الثالث وليس في الولايات المتحدة، التي هي أهم دولة في العالم، لكان أعتبر فضيحة كبرى ولبقيت وسائل الإعلام تتداولها لفترة طويلة ولربما سقطت بسببها رؤوس كبيرة وسقط النظام السياسي الذي من المفترض أن يتحمل كل صغيرة وكل كبيرة في بلده أمّا في هذه الدولة العظمى، التي إنْ هي «تنحنحت» فإن العديد من دول الكون تطأطئ رؤوسها، فإن الأمور، كما يبدو، تمر بسهولة بل ويُوصف كل حديث عن هذه المسألة بأنه كـ «مطاردة الساحرات» !!.
 
كانت تهمة الإتصال بالسفير الروسي في واشنطن من وراء ظهر الإدارة الأميركية ومسؤوليها وأجهزتها قد أسقطت مستشار الأمن القومي الجديد مايكل فلين الذي دافع عنه دونالد ترمب كما دافع عن وزير (عدله) جيف سيشينز وكأنه يدافع عن نفسه وكل هذا وقد تم الإكتفاء بإستقالة هذا وذاك وكأن شيئاً لم يكن.. وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة!!.
 
كان هذا الإختراق المزدوج قد تم في عهد إدارة باراك أوباما ولعل ما أثار تساؤلات كثيرة بقيت تترد حتى الآن هو كيف من الممكن يا ترى أن تخترق روسيا الإتحادية أميركا التي تعتبر أقوى دولة في العالم ولديها أهم مخابرات وأهم وأقوى جيش في الكرة الأرضية وحيث أن المعروف أنَّ الولايات المتحدة كانت هي التي تخترق الإتحاد السوفياتي وفي مفاصله الرئيسية وإلى حد أن الـ «سي.آي.ايه» كان، كما قيل في ذلك الحين الذي أصبح بعيداً، قد وصل إلى أعضاء أساسيين في المكاتب السياسية للعديد من أحزاب البلدان الشيوعية التي كانت توصف بأنها تتحصن وراء جدران حديدية.
 
والمشكلة أنَّ هناك في الولايات المتحدة نفسها من يرى أن الإختراق الروسي قد وصل إلى هذا الرئيس الجديد دونالد ترمب وأن أكبر قنبلة إعلامية كان فجرها «الديموقراطيون» ضده في ذروة المعركة الإنتخابية هي الحديث عن أن المخابرات الروسية كانت قد «ضبطته» من خلال عدسات التجسس وهو في أوضاع «مخجلة» وإنها قد إستخدمت ما سجلته له من أفلام لإبتزازه في أمور كثيرة حتى بعد إنتقاله إلى البيت الأبيض.. والعلم في هذا المجال عند الله وحده وقد يكون كل هذا مجرد «فبركات» خصوم في ذروة أهمِّ مواجهات إنتخابية.
 
في كل الأحوال إن ما يجب التوقف عنده وما ستكشفه الأيام المقبلة هو ما الذي أصاب الولايات المتحدة، هذه الدولة العظمى، يا ترى حتى يصل الإختراق الأمني الروسي، كما يقال، إلى هذه المواقع الرئيسية الهامة فيها:»وزير العدل جيف سيشينز ومستشار الأمن القومي مايكل فلين»..؟!.
 
والجواب هو أن هناك من يحمل الرئيس باراك أوباما مسؤولية «تمييع» الصراع مع روسيا والتخلي لها عن الشرق الأوسط إستناداً إلى خطأ في التقدير وإعتبار أن هذه المنطقة لم تعد منطقة مصالح حيوية (إستراتيجية) بالنسبة للولايات المتحدة وهذا ما أدى إلى زوال الحواجز بين بعض كبار المسؤولين الأميركيين وبعض المسؤولين الروس حتى من منهم من له مهمات وأنشطة أمنية.