Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Apr-2019

الفقر في بؤرة الأهتمام*ناجح الصوالحة

 الراي-منذ وجدت البشرية وبعض الأفراد يعانون من القلة والعوز، ليس بجديد أن يـكون الفقر مؤلما ومتشعـبا وحادا في أوقات معينة حسب الظروف التي تمر به أي دولة, نشاهدهم في شوارع كثيرة من ولايات أميركا وبلدان أخرى في اوروبا وغالبية دول أفريقيا وآسيا, عينة قليلة لم تجرب الحاجة والعوز ومعاناة متطلبات الحياة وخاصة في هذه الأوقات, تجد البعض يباهي بما مر به من ضائقة مالية في بدايات حياته ولكنه يفتخر بأنه تجاوزها ووضعها في زوايا الماضي.

 
من قدر هذا البلد رغم نشاطه وصعوبة انحناء أفراده للظروف والمعيقات وتفردهم في الريادة على مســــتوى العالم، لكنه يعترف الآن بأنه رغم محاولاته المتكررة وإنفاقه على خطط كبيرة لإخراج الأسر من الحاجة والفقر الى الإنتاج والعمل والتدريب الا ان المحيط الخارجي يزداد سماكة و يصعب تكسيره، كثير من المحطات الصعبة في السنوات الأخيرة أعادت ما بني الى المربع الأول وعندها يتم وضع اليد على الرأس للسعي من جديد، نعم جلد ومثابرة للتصدي للحالة الصعبة التي يمر بها الكثير من أبناء الوطن وتردي مستوى معيشتهم ورفع الصوت للنهوض بهذه الأسر وتخطي مرحلة بدأت واضحة للعيان ولا ينكرها أي مسؤول, من جنوبه المتألق بوطنيته إلى وسطه الذي يتماشى مع تحديات الصمود والثبات الى شماله الذي جاور جار ظرفه أعاد الشمال الى صعوبة البديات.
 
لن ننكر بأننا في ضيقة تربك أصحاب المسؤولية والقـــرار، الإرباك يأتي من تحديــات الجوار وطغيان السياسة على إنسانية سكان هذه الارض, من قال إن بلدا يوجه اليه السهام من كل مداخله ومخارجه وللآن هو يضع نفسه موضع الطبيب والجراح والمريض, طبيب يضع العلاج والحلول للحالة الميؤس منها له ولمن يحتاج هذا العلاج، جراح أقدم وُيقدم على استعمال المقص المجبر على استخدامه, ومريض مما وقع به الشــــقيق والجار والصديق, فقرنا كان بفعل غيرنا وزاد وتضخم بسبهم, كنا نتمنى أن نساند بعضنا البعض وان لا نرى أوجاعنا في لقمة خبزنا وحبة الدواء وإنتحار شباب في عز العطاء.
 
في السابق تم وضع كثير من الخطط والاستراتيجيات وعقد المؤتمرات وإعطاء الحديـث لاصحاب الفكر النظري المبني على مفاهيم لا تمت للواقع بصلة, يبادر البعض وله الحق أين ذهبت تلك الخطط؟ من راقب وتابع؟ هل نستفيد مما مررنا به؟ للفقر في بلدي صبغته الخاصة من هنا فلنأتي بمن يحدثنا عن الفقر وهو جائع, فيحدثنا عن فقرها أرملة لم يترك لها زوجها بعد موتها شيئا تستند عليه, فليحدثنا عن فقرنا صاحب أغنام في الرويشد عجز عن تأمين علف لاغنامه لارتفاع ثمنه, فيحدثنا عن فقرنا مزارع في الأغوار وقع تحت في فخ المؤســسات الاقراضية والشركات الدائنة لمواد زراعته, هذا الفقر الذي لابد أن يوضع على الطاولة ويبحث بنفس وطني, في غرف ومكاتب صندوق المعونة فقرنا الأردني, كان جدوى وجوده أن رافق الفقر منذ ارتفاع وتيرته, كأن وطني بعمله وعلاجه, بحث عن هؤلاء الفقراء في زوايا الوطن البعيدة, يدير عمله من غرفة اينما وجدت تلك الأسر الطالبة لاستمرار المعيشة ببساطتها وسترها.