من فجة صبح حصناوية وزهرة دحنون ربيعية، ولد النغم وحصاد الكرم وصوت شجي يقول «كثير حلوة كثير عيشتنا مع ضمة ورد من جنينتنا» ليهديها لتلك السمراء خفيفة الروح ليتبع محبوبتة ويسكن تلك القرية الوادعة ليرى البنت الريفية وهي تحمل الجرة ويتغزل بها بشوق إلى عينيها الواسعتين ورموشها الطويلة، ويخرج ما بداخله من حب ويقول لها بكلمات خارجة من القلب «ويلي ما أحلاها البنت الريفية» ليطير عقلة بحسن تلك الفتاة ليناديها وتناديه وبنظرة يجتمع المحبان في رابط مقدس ليأخذنا ويزور وادي السلط ليشتم تلك الزهور الجميلة التي خرجت من سباتها ويركب تلك السيارة ليلف ويدور ويذهب الى العارضة ومن ثم ناعور ومن معان لعمان وعند أم الحيران يطلق الزامور ويرجع إلى حيث القرية والحارة والعقد، ليرى طيارة تحوم فوق سهول القمح التي تتمايل سنابلها تنذر بحصاد وفير ولكن إن جاء نداء الوطن يتطلع إلى غرب النهر ويغنى للنهر الخالد على ضفافك يا أردن وبحماسة ووطنية يغنى لمدرعاتنا ويدعو إلى النفير العام «يا أبا الخير شد المهرة العافية مثل الطير ناولني البندقية» ويصر أن القدس ديرتنا ومنها عشيرتنا لأجلها نحارب لتبقى فلسطين والقدس بالبال.