Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2017

في كَبَد.. - ابراهيم العجلوني
 
الراي - في الناس ناس معزولون عن السمع، محجوبون عن النور، يُنادون من مكان بعيد، تحسبهم أيقاظاً وهم رقود.
 
هؤلاء استغرقتهم الغفلة وأطبق عليهم الذهول، وإنْ كان لهم لون انتباه، فهو الى ما يعيدهم الى ما هم فيه من قريب، فهم في لذاذة ما يرتعون فيه ساهون.
 
**
 
أنقول إنهم هم السعداء وإننا نحن الأشقياء؟
 
ام نقول إن هذا حكم لا يستأني به من يطلقه باديَ الرأي ولا يعرضه على بصيرة او تجربة او اعتبار؟
 
**
 
تلك مشكلة حار فيها أولو الألباب من كل أمة وتشعبت طرائق التفكير فيها، وكُتبت الأسفار، فكلّ نظر مستأنفٍ فيها لا بد ان يوافق جملة أنظار سابقة، وأن يقع مواقع كانت قد وطّأت أكنافها العقول من قبل، حتى ليمكن القول انها حوض مستباح، وان الخائضين فيها – الا من رحم الله – قلّما يأخذونها بجدِ حازم او تحوّط لازم، مع أنها اخطر مسألة تداولتها الأديان والفلسفات عليها الافهام وتكثرت التساؤلات..
 
**
 
وإذا كان من شأن الانسان ان يغادر طفولته وأن يشبّ عن الطوق وان يشتبك بالحياة على تقلّب احوالها، فإن من تحصيل الحاصل ان يكون تحصيل «السعادة» همّه الأكبر ومطلوبه المرتجى.
 
**
 
ولكن، ما هي هذه السعادة؟
 
هل هي هدأة الروح وفراغ البال؟
 
هل هي السكون والاستقرار والاطمئنان على أي نحو كان؟
 
هل هي الشعور بالكفاية والامتلاء؟
 
هل هي الشعور بالمجد والعزة والهيلمان؟
 
هل هي الأخذ من كل ما سبق بطَرَفٍ؟
 
هل هي في استيقان الخلود بعد استيفاء أحدنا أيامه في هذه الحياة الدنيا؟
 
هل هي في الرجوع المطمئن الى الله سبحانه وتعالى؟
 
**
 
إن الانسان لفي كَبَد، ولفي شقاءٍ مقيم ما لم يستقر على معنى للسعادة يضبط على وفقه ارادته.
 
ولقد حارت الجِنّة في فهم طبيعة التجربة الانسانية فقالوا انهم لا يدرون: أشَرٌّ أريد بمن في الأرض أم اراد بهم ربهم رشَدَا؟
 
ولا نماري في حق الجنة ان يحاروا لما يكابده الانسان، ولكننا نعتقد ان هذه المكابدة هي برهان تكريم الانسان، ودليل عِظَم الامانة التي حُمّلها، وأنها منتهية به الى خير مآل وإنْ تقلبت به طبقاً عن طبق او حالاً بعد حال.