Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Sep-2019

الملك “هاشمي مصطفوي” ويسابق احتجاجات المعلمين في اليوم الدراسي الأول.. عامٌ جديد بدأه عاهل الأردن بين “أحفاد الثورة العربية” بذقن طويلة وختمه بمكالمة مع أمير قطر.. غاب نشيد “موطني” وإصرار على المرجعية

 “رأي اليوم” – فرح مرقه:

استبق عاهل الأردن الأحد الغضب الأكاديمي المتوقع على خلفية اقتصادية الخميس المقبل، بمشاركته الطلاب والمعلمين في واحدة من أعرق مدارس العاصمة عمان طابورهم الصباحي الأول في العام الجديد (2019- 2020). المشاركة الملكية النادرة والمعدّ لها بعناية، استبقت بطبيعة الحال اول تعبير عن غضب المعلمين من أوضاعهم المادية المتردية في اعتصام لا يزالون يحشدون له، ومضروب له موعد يوم الخميس المقبل.
حضور الملك عبد الله الثاني مع مجموعة ضيقة من الشباب في مدرسة كلية الحسين في منطقة جبل الحسين، حمل رسالات مفترضة، أهمها أنه مدرك لأهمية اليوم الأول في الدوام الدراسي لدى الطلاب والمعلمين، وهو الأمر الذي لا يبدو انه يخفف من غضب الأخيرين الذين لا يزالون متمسكين بتنظيم وقفة احتجاجية على الدوار الرابع (بعدما أطلقوا عليه اسم “دوار المعلم”)، للمطالبة بزيادة قدرها 50%على رواتبهم.
المعلمون ليسوا الوحيدين المشتكين في السياق التربوي، فالأهالي في المملكة يمكن رصد غضبهم أيضا بعدما غابت عنهم طقوس اليوم اليوم الأول من شراء لمستلزمات أبنائهم ضمن الضائقة المالية الخانقة التي يخيم شبحها على الاقتصاد الأردني.
بهذه الحالة، يستبق الملك الغضب المتوقع في الاعتصام، خصوصا وان اعتصامات المعلمين لطالما اربكت حسابات الدولة الأردنية لعدة أسباب أهمها التنظيم والاستمرارية، ما يعني ان حكومة الدكتور عمر الرزاز وسط أزمة إضافية وحقيقية هذه المرة يمكن إدراكها من الصمت الحكومي الذي رافق اليوم الأول بالتوازي مع اللفتة الملكية المذكورة.
بكل الأحوال وعلى مستوى التواصل وايصال رسالة المتابعة قد يكون الملك قام بمجهود بسيط، الا ان مستوى اخر من الرسائل يمكن التقاطه من مشاركة بطابور في مدرسة تمت تسميتها على اسم جده الأول الشريف الحسين بن علي، وفي واحدة من المناطق المتوسطة في العاصمة الأردنية والحيوية.
المدرسة بحد ذاتها خضعت للكثير من التأهيل والترميم في بنيتها التحتية خلال الفترة الماضية وفق تقرير نشرته صحيفة الرأي اليومية ذات الصبغة الرسمية في اليوم الذي سبق الزيارة الملكية، الأمر الذي كان واضح المعالم على الأقل في المبنى الذي وقف امامه عاهل البلاد.
إلى جانب ذلك، فقد تم استغلال المناسبة لاطلاق نشيد جديد حلّ محلّ نشيد موطني المتعارف عليه في الطوابير الصباحية. النشيد المذكور يكرّس هوية الأردنيين كأحفاد للثورة العربية الكبرى ويكرّس الملك كـ “هاشمي، ومصطفوي”، وفق الاوصاف التي يطلقها النشيد؛ الأمر الذي يوحي ان ملك البلاد بات يلوح بورقة المرجعية الدينية الهاشمية بصورة أقوى وأوضح في الداخل والخارج.
مجددا، ملك الأردن يصرّ على الظهور مدنياً وبذقن طويلة خلال الأشهر الحُرُم أيضاً ما يؤخذ بصورة أو بأخرى كرسالة تذكيرية على رغبته في تكريس مرجعيته الدينية المذكورة كحفيد للهاشميين وللرسول محمد عليه السلام، وهنا رسالة مجددا للمحيط وتحديداً للسعودية التي باتت علاقتها بالأردن في أضعف مستوياتها.
التشديد بالرسالة للرياض من الواضح ان عمان لم تكتفي في سياقه بالتذكير بان الثورة العربية الكبرى التي بدأها الحسين بن علي من مكة المكرمة تمتد اليها، كما لم يكفِ أيضا بالنشيد الجديد ان الطلاب يتغزلون بـ”مؤتة والاقصى”، فقد انهى عاهل البلاد زيارته الخاطفة للمدرسة ليعقد مكالمة هاتفية مع امير قطر تميم بن حمد، وهي مكالمة أولى من نوعها منذ أكثر من عامين حين بدأ رباعي الرياض أبو ظبي البحرين ومصر ما عرف بالمقاطعة فانطلقت الازمة الخليجية.
 بهذا المعنى، وبالتزامن مع علاقات جامدة وفيها جانب من التحرش السعودي الذي تحتمله عمان من وقت لاخر، تبدأ العاصمة الأردنية العام الجديد بقواعد أكثر وضوحا، وبغضّ النظر عن مدى نجاعتها من عدمها، فالأردن أوضح بمحيطه الضيق رغم عدم وجود علاقات “دافئة” في الآونة الأخيرة إلا مع العراق وأحيانا.
بالنسبة للوضع الإقليمي فعمان لا تظهر انفتاحا كاملا على محور قطر- تركيا (وريثة الدولة العثمانية التي انطلقت ضدها الثورة العربية الكبرى)، ولكنها تترك الباب مواربا لنمو حذّر للعلاقات.
مجدداً، الأخطر على الأردن اليوم وبكل الصور يبدو الداخل والازمة الاقتصادية التي ستتحول بطبيعة الحال لسياسية بمجرد توسط المعلمين مشهد الدوار الرابع قريباً، حينها وبوضوح قد يتعين على الحكومة ان تبدأ بالعد التنازلي لبقائها وصمودها.