Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2018

اختلف ولا تكن طابوراً خامساً - د. سمير قطامي

الراي - بنظرة تعال وادعاء بمعرفة ما لايعرفه الآخرون ، قذفنا بمجموعة من الأخبار والتحليلات حول بيان الحكومة ضبط شبكة إرهابية مكوّنة من 17 فردا ، كانت تنوي القيام بمجموعة أعمال إرهابية قبل نهاية عام 2017، ضد مراكز أمنية وتجارية وبنوك وشخصيات دينية.. فهذا المدّعي العلم والمعرفة ، وقراءة الممحي ، أو ما وراء السطور ، وفهم آلاعيب الحكومة التي تُمرّر على البسطاء ، يرى بحصافة عقله، ونافذ بصيرته ، وحدة ذكائه !! أن كل ما يُنشر لا يعدو كونه فبركة وتزويرا من الحكومة ، لإشغال الناس عن تمرير زيادة الأسعار والضرائب ، ورفع الدعم عن الخبز ، وإلهائهم وترويعهم بقضايا أمنية.. والغريب في الأمر أن كلماته أدارت عقول بعض الحضور الذين بدأوا يميلون إلى تصديقه قبل أن أتدخّل وأطرح عليه بعض الأسئلة والتساؤلات التي عجز عن الإجابة عليها ، فتلعثم وأخذ يتحدث عن أحداث وقصص قديمة لا علاقة لها بموضوع حوارنا.. سألته :

1 -ألا تعلم يا هذا أن خبرا مثل هذا سيؤثر على الأوضاع العامة والاقتصادية في البلد ، ويزيد الأزمة والتوتر في ظروف حساسة ، والدولة في غنى عن مثل هذه الأخبار لو لم تكن صحيحة ؟
2 -ألا تقرأ يوميا في الصحف عن محاكمة عدد من خلايا داعش والتكفيريين ، دون أن نعلم متى قُبض عليهم ، وأين ، أم أن هذه أيضا فبركة ؟ ألم تضبط أجهزة الأمن خلية إربد والكرك ، أم أن هذه أيضا مزوّرة ؟
3 -هل يماري اثنان بأن فكر داعش وأخواتها منتشر في أوساط قطاع واسع من المواطنين ، وبخاصة في بعض المناطق ، ومنها الرصيفة والزرقاء حيث ضبطت الخلية ، وحيث رفع بعضهم في تلك المناطق رايات داعش والقاعدة علنا ؟
4 -أنا لم أفاجأ بالقبض على هذه الشبكة قبل تنفيذ أعمالها الإرهابية ، فقد كنت أتوقع دائما أن يقوم هؤلاء بأعمال إرهابية داخل الأردن ، وقد لاحظت خلال الأسابيع الأخيرة تكثيف الحراسة ودوريات الأمن على المؤسسات والمولات ودور العبادة والفنادق ، بما يشي بأن لدى الأجهزة الأمنية معلومات حول شيء ما يخطط ، وذلك ماثبت ، ولولا يقظة أجهزة الأمن والمخابرات ، لنجح هؤلاء في أعمالهم الإرهابية وقتل الناس الأبرياء ، كما حدث في تفجيرات الفنادق سنة 2005 ، ومع ذلك هذا لايعني أن الخطر قد تلاشى ، فما يزال هذا البلد في عين العاصفة معرّضا لخطر هؤلاء وغيرهم من الإرهابيين والعملاء.
لقد اكتشفت أن ما أثاره ذلك الدعيّ يتردد على كثير من الألسنة التي تشكك في أخبار الحكومة ، وقد أعادني ذلك إلى سنة 2005 عندما حدثت تفجيرات الفنادق ، ويومها حاولت أن أستطلع آراء طلبتي في الجامعة الأردنية بما حدث ، لتكون المفاجأة الصادمة لي أن عددا من الطلاب والطالبات شكّكوا في الأمر ، في الوقت الذي كانت فيه الدماء والأشلاء متناثرة ، مدّعين أن الأمر زائف وهو من تدبير المخابرات !!
عند ذلك سألتهم: هل تعتقدون أن دولة مهما كان مستواها ، يمكن أن تفتعل شيئا رهيبا كهذا ، بما يمكن أن يترك من آثار سلبية على الاقتصاد والسياحة لسنوات عديدة قادمة؟ عندها خجل بعضهم مما قال ، وقد بدا لي أن هؤلاء الطلبة يردّدون ما يسمعونه في بيوتهم أو من أفراد عائلاتهم..
للمواطن الحق أن يختلف مع حكومته ، لكن ليس له حق أن يكون طابورا خامسا ، يطعن دولته في الظهر في الوقت الذي تواجه أخطر الأعداء في الداخل والخارج ، وتمرّ بأصعب الظروف وأكثرها حساسية ، فلنتقّ االله بوطننا.