Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2018

«مجازر غزة»... بعيون صهيونية!! - محمد خروب

الراي -  متابعة وسائل الاعلام الصهيونية وبخاصة المرئية والمقروءة، تكشف مدى الفاشية والغطرسة التي بات عليها الاعداء, في ظل النشوة الهستيرية التي سيطرتعلى الغالبية العظمى من قادة العدو, على نحو واصلوا.. من خلال تصريحاتهم وتعليقاتهم على احداث غزة الدموية والمذابح التي يقارفها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين الذين يشاركون في مسيرات العودة الكبرى وإحياء الذكرى السبعين للنكبة، تكرار روايتهم المُضلِّلة التي, مِن أسف وغضب شديدين, يتبنّاها بعض العرب ويتخذون منها قناعا لإخفاء تواطئهم مع العدو ومواصلة التنسيق معه على مستويات استخبارية وسياسية ولوجستية وعسكرية, ظناً منهم انهم بذلك يكتبون جدول اعمال جديد ينهض على وضع ايران على رأس اعداء الامة, كعدو «مضمون» فيما لم يعودوا يرون في الصهيونية ومشروعها الاحلالي الكولونيالي سوى عدو «مظنون» وربما اقل عداءً، من عربٍ آخرين, يصنفهم هؤلاء بأنهم اعداء لهم وخطرا ماثِلاً, يتوجب شنّ الحروب عليهم ومحاصرتِهم ومقاطعتِهم.

الإعلام الصهيوني لا يتورع كعادته عن اختراع الاكاذيب ومواصلة صرف الانظار عن الجرائم التي يرتكبها التحالف الصهيو اميركي بحق الشعب الفلسطيني, واعتبار ما يجري على خط التماس مع قطاع غزة انما هي «اوامر ايرانية ورغبة من حماس في استغلال ضائقة اهالي غزة وتدهور الاحوال المعيشية وارتفاع نسبة البطالة» كي تُواصِل التحكّم بالقطاع وبالتالي تحسين شروط تفاوضها مع اسرائيل بل مع مصر, وغيرها من تلك الاساطير التي لا يغادر الاعلاميون والساسة الصهاينة نظرتهم للفاشية الصهيونية في تعاملها مع تظاهرات اهالي القطاع والضفة الغربية السلمية, والتي يستحيل على الحلف الصهيواميركي إثبات ان رصاصة واحدة قد أُطلقت «مِنهُما» طوال ايام مسيرات العودة الكبرى, التي انطلقت في ذكرى يوم الارض في الثلاثين من آذار الماضي.
تُورِد صحيفة معاريف في «خبرها الرئيس» ليوم اول من امس, على لسان الناطق بلسان جيش العدو رونين منيلس بعد المجزرة التي ارتكبها القتلة واسفرت عن سقوط اكثر من «60 «شهيدا وازيد من ألفي جريح: «...اعمال الإخلال بالنظام على حدود قطاع غزة, هي في حجم لم يسبق ان رأيناه حتى اليوم، لدينا – يواصِل هذا الفاشي – معلومات استخبارية بان حماس تريد اختطاف جنود تحت غطاء المظاهرات ونحن جاهزون لهذه السيناريوهات».. وبالطبع أبرز الاعلام الصهيوني تصريح عضو المكتب السياسي لحماس.. خليل الحية الذي جاء فيه: «ان صبر فصائل المقاومة لن يكون طويلا، مُحذِّراً اسرائيل الاّ تُجرّب صبر الفصائل... وكتائب القسام» للايحاء بان حماس تتّخذ من المسيرات والإحتجاجات غطاء لعمل عسكري بهدف «استئناف.. نار الصواريخ».
في الصحيفة اليمينية ذاتها (معاريف) كتب محرّرها الاول «بن كسيبت» مقالة بعنوان «يموت المسيح» يقول: «..الانباء الطيبة: الجيش الاسرائيلي نجح في صد الجماهير الفلسطينية ومنع اقتحام الجدار في غزة.. كل الجهود – يستطرِد – وكانت غير قليلة, لاختراق السور الحديدي الاسرائيلي، المسمّى بالجدار, او خلق فوضى تؤدي الى اختراق المنظومة الاسرائيلية.. فشِلَت». وفي الاتجاه ذاته يذهب نبي السلام المزيّف الذي نسج معه قادة فلسطينيون مبادرات «سلمية» وتفاهمات لا تلبّي الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية (ياسر عبد ربه وقبله محمود عباس) وهو.. يوسي بيلين, حيث كتب في صحيفة نتانياهو «اسرائيل اليوم» يدعو فيها الفلسطينيين الى «الكفِّ عن الحرَد» قائلاً: «الفلسطينيون مُلزَمون بان يفهموا بان الوضع الجغرافي الاستراتيجي يَتغيَّر لسنوات عديدة, درج الفلسطينيون(يضيف) على انتظار الانتخابات في اميركا، على امل ان يكون الرئيس القادم مريحا لهم اكثر.. هذا لم يحصل، شيء لن يحصل لهم اذا واصلوا لانتظار,الرئيس ترمب – يواصِل بيلين – هو زعيم غير متوقَّع.. معنِيّ جدا بالإثبات بانه بخلاف اسلافه, فانه يُحقِّق الواحد تلون الاخر... وعوده الانتخابية, احدها هو معالجة التحدّي الدولي الأصعب: النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، يَجدُر بهم – ينصح بيلين الفلسطينيين – ان يفهموا بان طموح ترمب كفيل بان يكون (فرصتهم) مثلما يمكن ان تكون فرصة اسرائيل. (اسرائيل اليوم5/15..( ويقرأ بن درور يميني «المسألة» من المنظار العنصري الفاشي ذاته, عبر زجّ ايران في الموضوع قائلاً: «..ان قتلى امس هم نتيجة الدفعات من ايران، الإدمان على فكرة الضحية والتضليل الذاتي، وتنمية وهم العودة من جانب وكالة الغوث ايضا.يمكن – والقول له – سفك الدماء والمعاناة.العالم الحرّ يجب ان يقول للفلسطينيين بصوت واضح: السلام والرفاه والازدهار، سيأتي عندما تكفّوا عن الحلم في الدمار، الخراب..
والعودة».. (يديعوت احرونوت 5/15.( في المقلب الآخر ثمة اصوات تبدي بعض الموضوعية لما يجري, لكن تأثيرها ضعيف,يكاد اصحاب هذه «الأقلام» لا يزيدون على عدد اصابع اليدين, مثل عميرة هاس التي كتبت اول من امس في «هآرتس» تحت عنوان «الشجعان والجبناء»:».. الجدار الذي يحيط بقطاع غزة يفصل بين اشخاص شجعان لا يملكون سوى الطائرات الورقية والاطارات، تمرّدوا على سجّانيهم الذين هم دولة عظمى عسكريا، والتي تقوم بتجربة وتطوير على هؤلاء السجناء وسائل قت�'لِها.. الشعبية والمريحة».
كما يكتب حيمي شليف في الصحيفة ذاتها عن احتفال افتتاح السفارة الاميركية في القدس المحتلة الذي اظهر التحالف المسيحاني الذي سيطر على العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة:».. الامور التي نراها من هنا عن الصداقة الرائعة والدعم الحماسي المدهش للرئيس الاميركي، لم تتم رؤيتها في اي يوم من هناك، بالنسبة الى الليبراليين يهود وغير يهود. ليست هناك شهادة اكثر إدانة لابتعاد اسرائيل نتانياهو وانحرافها تحت رئاسته الى جهة اليمين المجنون, من الإخلاص بـ»إرادتها» لرئيس يُثبِت مُجدّداً,تقريبا في كل يوم, كم هو كاذب وفاسد وفظ، وكم هو يُشكِّل تهديداً على القيم المتنوِّرَة والمقدّسَة بالنسبة لهم. (هآرتس5/15.(
kharroub@jpf.com.jo