Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Sep-2016

اللوبي العربي في واشنطن - د. موسى زيد الكيلاني

 

الراي - كشفت التصريحات الاخيرة للمرشح لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب هذا الاسبوع ان الاموال العربية بملياراتها لم تستطع ان تخلق لوبياً من الاصدقاء في واشنطن على غرار اللوبي اليوناني الذي سبق ان حقق لاثينا خلال الاعوام الاربعة الماضية,عدة مكاسب سياسية واقتصادية, كما منع عنها عدة كوارث في الكونغرس. ولا يتوقع احد للعرب ان يكون لهم لوبي بكفاءة اللوبي الاسرائيلي الذي تغّذيه عقائد دينية راسخة بين أتباع بيلي غراهام ممن يعتقدون ان دعم اسرائيل عبادة لله.
 
كما لا يتوقع أحد ان يكون للعرب لوبي من الاصدقاء على غرار لوبي الصربيين الموجود في امريكا, والذي نجح في انقاذ بلادهم من الجحيم.
 
لكل سفارةٍ عربيةٍ في واشنطن اللوبي الخاص فيها, من الاصدقاء والمؤيدين والمناصرين, ولكن هذه اللوبيات لا تتكتل في بوتقة واحدة عندما يدلهم خطبٌ مشتركٌ, لان الفردية العربية الغريزية تتحكم في اتخاذ القرارات هناك. وكما قال حكيم عربي ان مباريات الاولمبياد هذا العام قد جلبت الجوائز الذهبية للعرب في المباريات الفردية فقط, ولم تكن لهم القدرة على النجاح في الالعاب الرياضية التي تتطلب تنسيقاً مشتركاَ جماعياً مثل كرة القدم او كرة السلة.
 
لقد فقدت ليبيا اللوبي الخاص بها, بعد ان انفقت عليه المليارات من الدولارات. وانتهى بمقتل الرئيس معمر القذافي, ومجيء المشير خليفة حفتر, الذي سبق ان انقذته من المقصلة المهيأة له القوات الخاصة الامريكية ونقلته من تشاد الى كاليفورنيا حيث عاش ثلاثين عاماً الى ان عاد بعد سقوط بنغازي قبل سنوات.
 
لقد بنى السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان آل سعود لوبياً قوياً قادراً على تحدي اللوبي الصهيوني, وخاصة في البيت الابيض أثناء إدارة الرئيس جورج بوش. ولم يستطع ذلك اللوبي مقاومة التصدع الذي شرخ اركانه نتيجة المؤامرات الداخلية والخارجية, ومنها ما كان عربياً ومنها ما كان صهيونياً.
 
وعندما يقول دونالد ترامب انه سينقل السفارة الامريكية الى القدس, فهذا يعني ان لا وجود للوبي العربي بين اروقة الحزب الجمهوري. وعندما تقول المرشحة للرئاسة الامريكية عن الحزب الديمقراطي السيدة هيلاري كلينتون يوم 21/3/2016 يجب ان لا نسمح للامم المتحدة بفرض قراراتها على اسرائيل لاننا بذلك ننتقص من شرعية اسرائيل, ونمنح بذلك مكافأة للارهابيين الفلسطينيين. وهذا يعني ان العرب الموجودين في حملة هيلاري كلينتون الانتخابية لا وزن حقيقياً لهم في التأثير على قراراتها.
 
ويوجد حالياً في امريكا اثنتا عشرة سفارة عربية, تمتلك كل واحدة منها فريقاً متخصصاً بالدعاية والاعلان والترويج, وتستقطب كل واحدة منها العشرات من الاصدقاء من رجال الكونغرس, والنواب, والاعلاميين ورجال القرار. ولو قـُيِـضَ لهم ان يهُـبوا وقفةَ رجلٍ واحدٍ, بدلاً من استراتيجية العمل الفردي الانفرادى والتنافس الاناني, لكان لرايهم وزن, ولكان لحضورهم احترام. ولكن كثرتهم اودت بهم الى مآل سيئ من ترسبات غثاء السيل. ولدى العرب في امريكا كفاءاتٌ من الجيل الثاني والثالث, وهم قادرون على مواجهة التحديات العديدة التي تعترض سبيلهم, ولكنهم عاجزون عن تحقيق طموحاتهم بسبب تفرق الارادة العربية, وخاصةً بين السفارات هناك, فاصبحوا كما قال احدهم « لقد غدونا الآن كسيارة سباق فراري جديدة, ولكنها بدون بنزين, ليمنحها القدرة على الفوز على آخر الاشواط».
 
ولم ينجح مكتب الجامعة العربية هناك في تحقيق التنسيق المرتجى بين الاستقطابات العديدة في الجسم الدبلوماسي العربي, بل انصبت الجهود لاطفاء الحرائق العديدة التي صَدّرتها العواصم اليهم. وتشير الاستقراءات المستقبلية ان الرئيس القادم الى البيت الابيض, سواء اكان من الجمهوريين , او كان من الديمقراطيين, سيحقق لنتنياهو كل ما يريد على حساب الشعب الفلسطيني.