Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Apr-2017

حسم التكهنات .. ماي تدعو إلى إجراء انتخابات مبكّرة

فايننشال تايمز - 

في كثير من الأحيان رفضت تيريزا ماي فكرة انتخابات مبكرة، إلى درجة أن المستثمرين لم يجدوا خيارا سوى الافتراض أن المملكة المتحدة والجنيه الاسترليني، يتجّهان معاً نحو فترة طويلة من عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا.
كل هذا تغيّر في الساعة التي فاجأت فيها رئيسة الوزراء الأسواق المالية ووستمنسر، من خلال إعلانها أنها تسعى إلى إجراء انتخابات في الثامن من حزيران (يونيو) المقبل.
على حد تعبير جورج سارافيلوس من "دويتشه بانك"، الذي كان حتى هذا الأسبوع واحدا من أكثر مختصي استراتيجية الاسترليني تشاؤماً، فإن خطوة ماي كانت "بمنزلة مُغيّر لقواعد اللعبة لكل من مفاوضات خروج بريطانيا والاسترليني".
ارتفع الجنيه إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر، ليخرج من نطاق 1.20-1.27 دولار الذي هيمن منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وتماماً كما استفادت أسهم مؤشر فاينانشيال تايمز 100 من انخفاض قيمة الاسترليني العام الماضي، كذلك خسرت من ارتفاعه، حيث إن مؤشر الشركات الكبيرة عانى أسوأ خسارة له في يوم واحد منذ يوم الإثنين الماضي، الذي جاء بعد الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي.
ما يعمل على تعزيز الجنيه هو الاحتمال أن هناك، للمرة الأولى منذ الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي، خريطة طريق لخروج سلس لبريطانيا، أو انفصال عن القارة أكثر ودية للسوق والاقتصاد.
هذا يبدو أمرا غير معقول، بالنظر إلى أن المستثمرين قد وازنوا في السابق الانتخابات المبكرة مع وجود عوامل اللبس.
غير أن المستثمرين الذين لديهم استشعار سياسي عرفوا أن عوامل اللبس الأكبر بكثير تكمُن معه في المستقبل.
يقول سارافيلوس "إن الانتخابات المبكرة هي مقامرة محسوبة من قِبل رئيسة الوزراء لتعزيز أغلبيتها في مجلس العموم - التي تبلغ 17 نائباً- وتحييد المناهضين المتطرفين لأوروبا في حزبها، وتعزيز موقفها التفاوضي".
كما أن ذلك يغيّر أيضاً مشهد المفاوضات. الانتخابات العامة التي كان من المقرر إجراؤها في عام 2020، ربطت ماي بجدول زمني غير واقعي لاستكمال المحادثات.
يقول سايمون ديريك من وكالة بي إن واي ميلون، "الانتخابات المُبكرة ستمنح ماي احتمال زياة الأغلبية، وصلاحية واضحة، وإجراء الانتخابات المُقبلة في عام 2022 وليس عام 2020، بالتالي تقليل عدم اليقين السياسي".
مع الضعف الذي أصاب معارضة حزب العمال، فإن ماي في سبيلها لتحقيق أغلبية أكبر في الحكومة التي ينبغي أن "توفّر الدعم للجنيه من خلال تخفيف تأثير المتشددين بشأن خروج بريطانيا"، كما يقول ديريك هالبيني من MUFG، الذي يتوقع الاسترليني بقيمة 1.3250 دولار.
مشاعر السوق نحو الجنيه انقسمت بين المستثمرين المتشائمين على نحو متزايد بشأن خروج بريطانيا والذين يعتبرون أن الاسترليني بات رخيصاً.
حتى من خلال النزاع على المادة 50 والمأزق الخاص بميزانية المملكة المتحدة، إلا أن الجنيه حقق في الأصل أداء جيدا في الأشهر الأخيرة، كما يقول نيك بارسونز، رئيس أبحاث المملكة المتحدة وأوروبا في بنك أستراليا الوطني، وحيث الين فقط هو الذي يُظهر أداء أفضل مقابل الدولار بين العملات الرئيسية.
الآن، يبدو أن العملة مستعدة للعثور على نطاق جديد أعلى - وليس فقط بسبب إعادة تقييم المخاطر السياسية.
يقول ستيفن أندرو، مدير أصول متعددة في M&G "الحقائق حول النمو النسبي والتضخم ووضع أسعار الفائدة في المملكة المتحدة، جنباً إلى جنب مع المسار الأضعف بشكل حاد في الأصل الذي اتّبعه الاسترليني خلال العام الماضي، تُشير إلى أن العملة رخيصة جداً ويُمكن أن ترتفع من هنا".
بالنسبة إلى بعض المستثمرين، فإن الانتخابات المبكرة تُضيف حدثا سياسيا كبيرا غير مرغوب إلى أجندة مزدحمة في الأصل.
ديفيد دوشرتي، مدير صندوق الأسهم البريطانية في بنك شرودرز، يقول "إن الانتخابات تُقدّم شكوكا جديدة للمستثمرين".
ويضيف أن "استطلاعات استثمار الشركات وثقة المستهلكين ستكون مؤشرات مهمة بشكل خاص لمشاهدة ما يُمكن أن يأخذ شكل إعادة إجراء الاستفتاء (على عضوية الاتحاد الأوروبيٍ)".
هناك أيضاً احتمال معقول أن أغلبية أكبر من حزب المحافظين لا تشكل فرقا يذكر بالنسبة إلى سيطرة ماي التفاوضية. بالنظر إلى الرياضيات الانتخابية، جيمس آثي، مدير استثمار أول في شركة أبردين لإدارة الأصول، لا يستطيع رؤية نتيجة الثامن من حزيران (يونيو) المقبل، في "أي مكان قريب من فرصة للحصول على خروج بريطانيا سلس".
بعد كل شيء، يُمكن أن ينتهي حزب المحافظين بكونه حزب خروج بريطانيا الأكثر تشدداً في مجلس العموم، من خلال خسارة النواب المحافظين المعتدلين لمصلحة حزب الديمقراطيين الأحرار في الجنوب، والفوز بمقاعد من حزب العمال في الدوائر الانتخابية المناهضة للتكامل الأوروبي في الشمال.
كما لا ينبغي أن يفترض المستثمرون تلقائياً أن ماي ستستخدم أغلبية حزب المحافظين الأكبر لتحقيق صفقة خروج أكثر سلاسة، كما يقول.
رد الفعل على إعلان نادر بقدر الانتخابات المبكرة قد يوفر أيضاً غطاء لمزيد من تحوّلات السوق العادية. آثي، الذي فوجئ من رد فعل السوق على إعلان الانتخابات، يتساءل ما إذا سيكون بمنزلة "عذر شبه ملائم لبعض المصارف لتحديث دعواتها القديمة للاسترليني".
من يُردد صدى رأي آثي هو نيك بارسونز، الذي يقول "إن بعض المستثمرين تمسّكوا بشدة بالتعاملات على المكشوف في الاسترليني في الأسابيع الأخيرة حتى في الوقت الذي ارتفع فيه الجنيه"، فيما يرى كثيرون في الصناعة وجوب تغطية التعاملات على المكشوف.
هناك بعض الأشياء لم تتغير بالنسبة إلى الاسترليني. كان عملة سياسية في معظم عام 2016، وهناك احتمال كبير أنه سيبقى كذلك على مدى كثير من الشهور المقبلة.