Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jul-2020

«نشف ومات».. تصريح سياسي أم فني؟*أحمد حمد الحسبان

 الراي

سؤال يتخطى مفهومه الحرفي، على وقع جملة من التطورات التي شهدتها الساحة المحلية على مدى الأيام القليلة الفائتة.
 
فالفارق ما بين «المهني والسياسي»، قد يكون كبيرا في بعض المحطات، وقد يتلاشى في محطات أخرى، وفقا لمهارة صاحب التصريح وحساسية موقعه، والظرف الذي أطلق خلاله.
 
في هذا السياق، اكتسب التصريح الذي أطلقه معالي وزير الصحة الدكتور سعد جابر أهمية خاصة، بحكم ما يتمتع به هذا الوزير من مكانة في نفوس متابعي تصريحاته اليومية، حيث العفوية، والبساطة، والمباشرة، عناوين رئيسة لتعاطيه مع الملف الأهم والأخطر بالنسبة للأردنيين جميعا. وحيث الأمل الذي يكتنف النفوس بأن يكشف المسؤول الأول عن القطاع الصحي وتداعيات الوباء عن انتهاء الجائحة والوصول إلى بر الأمان.
 
فقد تلقف الأردنيون المعلومة التي قالها الوزير عبر قناة المملكة، وبنوا عليها الكثير. وسط تفسيرات وقراءات تحمل الكثير من التناقض.
 
على سبيل المثال، هناك من ربط بين ذلك التصريح الإعلامي وبيانات أخرى تتقاطع معه. وربط آخر بين تحذيرات متواصلة من عودة الوباء في أية لحظة ما لم تتواصل الإجراءات الاحتياطية، ويلتزم كافة الأردنيين وضيوف الوطن بجملة ضوابط متفق على اعتبارها من وسائل المكافحة. ومن بين أشكال الربط المتقاطع، تأكيد الوزير نفسه بأن «صالات الأفراح أكبر خطر يتهدد الأردنيين»، وذلك في معرض الرد على مطالب أصحاب الصالات بإعادة فتحها.
 
وهناك ربط إيجابي بين ما قاله الوزير حول «جفاف الفايروس»، وبين ترتيبات السماح بالسياحة الداخلية، وإطلاق برنامج تشجيعي لدعمها. وربط مماثل مع ترتيبات السياحة العلاجية التي يراها البعض عصية على الفهم من زاوية الصعوبة في ضبط حركة المرافقين لطالب العلاج. فالمفهوم السائد يتمثل بوجود مرافق أو أكثر لكل مريض قادم من الخارج، وهناك صعوبة في استيعاب هؤلاء المرافقين في داخل المستشفيات، وصعوبة أخرى في ضبط تحركهم، وفي إخضاعهم للحجر، ما يعني إمكانية انتقال الفايروس من أي مصاب منهم إلى المخالطين أيا كان موقعهم.
 
وهناك ربط بين تلك الفرضية التي أطلقها الوزير، وبين معلومة تم تسريبها حول اكتشاف إصابة أو اكثر لمسؤولين عرب كانوا قد دخلوا البلاد ضمن وفود رسمية. وأن من بين الإجراءات الرسمية عدم إخضاع مثل هذه الوفود للفحص أو للحجر. وأن ما يكتشف من إصابات يكون بالصدفة.
 
وقناعة بأن مثل تلك الاستثناءات من شانها أن تسهل دخول الوباء ونقله إلى المخالطين بحكم وظيفتهم الرسمية، ومباحثاتهم المشتركة. في الوقت نفسه حاولت بعض الجهات قراءة تصريح الدكتور جابر من زاوية استحقاقات دستورية وشيكة، ومن بوابة احتمالية التمهيد لضوء أخضر بخصوص تلك الاستحقاقات. وجهات أخرى من زاوية أنه رغبة في بث التفاؤل في النفوس، والتأكيد أن ما بذله الأردنيون من جهد، وما أجرته الحكومة ومؤسساتها المختلفة من متابعة لكل تفاصيل الحياة لم يكن عبثا، ولم يذهب هدرا.. وأننا بدأنا بقطف الثمار.
 
وهناك قراءة أساسية عبر عنها البعض بتساؤل حول مبررات استمرار العمل بقانون الدفاع، وفهم بأننا لم نعد بحاجة لتطبيقاته، خاصة وأن الفايروس قد «نشف ومات».