Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2019

«الحراك» يثير القلق*بشير المومني

 الراي-من الواضح أن ثمة تغييرات جوهرية طرأت على الحراك ستفرض إيقاعها على المشهد الوطني وقضاياه الاقتصادية والسياسية ستصل إلى تحول تاريخي بإعادة رسم المشهد الأردني خلال مدة زمنية قصيرة لن تتجاوز العام، وهذا الأمر يثير رعب جهات عديدة حتى خارج الأردن فتحركت بعض البيادق كبديل جماهيري، التي قامت بإرسال رسائل للسلطة صنفت «كغرام سياسي» ومن الواضح أن هذه الجهات باتت تخشى على وجودها لا سيما أن مشروع وإطار «الحراك» بدأ يتبلور وسيفضي لتصدره للمشهد وقيادة دفة الجماهير حتى في صندوق الاقتراع..

 
اجتماعات مكثفة لقيادات الحراك بدأت بعملية مراجعات للمشهد وتقييم للحالة وإعادة توصيف ماهية الحراك نفسه وتوجهاته للإجابة على أسئلة نوعية طرحت للبحث مثل ماذا بعد الشارع وإلى ما سينتهي اليه الحراك وما هو مشروعه وكيفية بلورة هذا المشروع واطاريه العام والخاص ومدى إمكانية الوصول إلى «الرابع» والمشاركة في حكومة برلمانية وكيفية اختراق مؤسسات المجتمع المدني وكيفية عدم ترك الرأي العام الذي صنعه «الحراك» عبر سنوات النضال لتحصد نتائجه تنظيمات أخرى..
 
«الحراك» اليوم ليس كما بدأ فهو يظهر استقلالية عن الأحزاب ويرفض وصايتها ويمتلك قدرة خطابية وأدوات للتحشيد الجماهيري ولديه أفكاره الاقتصادية والسياسية وبرامج موضوعية قابلة للتطبيق تقترب من أوجاع الناس وهو بهذا المعنى يستقل كتيار أيدولوجي عن التنظيمات التاريخية التقليدية والتي ينظر اليها الحراك كجزء من المشكلة ويتهمها بأنها كانت ولا تزال جزءا من حالة عامة ساهمت في وصول الاردن لهذه المرحلة..
 
اليوم نتحدث عن حراك شعبي بدأ محاولات جادة للتوحد بإطار أيدولوجي اقتصادي وسياسي ومشروع أردني يبدأ من الداخل للخارج ومن القاعدة نحو الهرم وليس من الخارج للداخل ومن القمة نحو القاعدة وهو بهذا الوصف سيثري الحياة السياسية كتيار ثالث وقوة فرضت نفسها على الجميع مما يمهد فعليا وواقعيا لحكومات برلمانية وللعلم فقد بدأ الحراك بترتيبات جادة لاطلاق ذراع حزبي لتحقيق نقطة الوصول الدستوري تحت قبة مجلس النواب ولربما ما بعد مجلس النواب في حال أفضت التحولات لحكومات حزبية برلمانية..
 
الحراك الشعبي اليوم لا ينظر إلى «الرابع» كحالة احتجاجية بقدر ما ينظر اليه برمزية قادرة على الوصول للسلطة التنفيذية وهنا فإن الجهات المتضررة من بلورة المشروع الاقتصادي السياسي تسعى إلى إجهاض المنافس ومن هنا فإننا نختلف مع التحليلات بأن مشهد رمضان القادم سيجتر الماضي فقضية الحراك اليوم مختلفة تماما ولم تعد مطلب إسقاط حكومة بل صناعتها من خلال مشروع سينبثق خلال فترة وجيزة له ادواته ومثقفوه ومناضلوه وهذا الأمر تحديداً يثير القلق لا بل الرعب لدى بعض الجهات التي لطالما استأثرت بالمشهد..