Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2017

أكاذيب تكشفها الحقائق!! - صالح القلاب

 الراي - كان وزير إعلام ألمانيا في العهد النازي غوبلز قد رفع شعاراً كنظرية للعهد الهتلري تقول :»إكذب ثم إكذب وواصل الكذب فإن الناس سيصدقونك في النهاية»، ويبدو، لا بل المؤكد أنَّ الذين إخترعوا كذبة أنّ سعد الحريري قد إستدعي إلى الرياض إستدعاءً وأنه أُحتجز هناك والبعض قال أنه سُجن قد «أخذوا» بهذه النظرية الآنفة الذكر، والدليل هو أنهم واصلوا كذبهم وأن كثيرين من عشاق «حبكات» التآمر والمؤامرات لا زالوا يرددّون هذه الكذبة ويصرون عليها وغير مستغرب أنهم سيذهبون بعيداً ويقولون أن فرنسا خلال الأسبوعين الأخيرين قد أعادت بناء «الباستيل» بتمويل سعودي وأنهم سيضعون رئيس الوزراء اللبناني المستقيل فيه لإستكمال ما حصل معه في الرياض.

 
والغريب أن موجة الكذب والتكاذب هذه قد جرفت معها مسؤولين كباراً بعضهم عرب وبعضهم عجمٌ وبعضهم أوروبيون وروس ومن كل الملل والنحل، وبالطبع فإنَّ الجنرال ميشيل عون قد إنجرف مع هؤلاء جميعاً تلاؤما مع المقاتل في فيلق الولي الفقيه حسن نصر االله الذي هو أول من تلقف هذه الكذبة وصنع من الحبة قبة وأعتبر أن لديه معلومات لا يلامسها الشك بأن رأس سعد الحريري سيتدحرج في إحدى ساحات العاصمة السعودية بضربة سيف بتار إعتاد على قطع الرؤوس منذ مائة عام وأكثر.
 
قصص وحكايات لا أنزل االله بها من سلطان وكان البعض يحرص على تسويق هذه الكذبة ، التي غدت بحجم جبال جلعاد، همساً ومع تنويه بأن مصادره «عُليا» .. لا يرقى إليها الشك في حين أن نسبوا رواياتهم إلى «عمة» الحريري وإل أشقائه وأبناء عمومته وكبار المسؤولين في حزبه... بينهم من ذهب بعيداً ونسب معلوماته إلى أحد الأمراء السعوديين الكبار.. بينما نسب آخرون معلوماتهم إلى
مدير المخابرات الأميركية الـ «سي.أي.أيه»!!.
 
الآن أصبح سعد الحريري في باريس وسيقول بعض العرب وبعض «العجم» أنه سيقضي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في هذه العاصمة الجميلة ليطرد من رأسه وقلبه كوابيس ظلام السجون السعودية في «الدرعية» التاريخية التي في موقعتها الشهيرة قبل مائة عام قد إستعاد وأسترد عبدالعزيز آل سعود ملك أجداده الذي لم يضع، والذي هو ومن معه قد دافعوا عنه وأستردوه ليس كالرجال .. لا بل لأنهم رجال ..رجال.
 
لقد ذاب الثلج وأتضحت هذه الكذبة على حقيقتها ولعل ما يمكن التذكير به هو أن «المعلق» المصري الشهير أحمد سعيد الذي أعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة كان له برنامج «ردح» شهير عنوانه:»حقائق وأكاذيب» أصم فيه آذان العرب ولم يصل بالطبع إلى آذان العجم وهنا فإنه بالإمكان قلب ترتيب كلمات هذا العنوان ليصبح :»أكاذيب وحقائق» وها هو سعد الحريري في عاصمة النور في طريقه إلى بيروت الجميلة بدون أن يكون هناك أيُّ أثر في جسمه الشاهق لا رمية برمح ولا طعنة بسيف!!.