Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Apr-2017

نتنياهو يمس بإسرائيل - أسرة التحرير

 

معاريف
 
الغد- الإنذار الذي طرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وزير الخارجية الألماني، زيغمر غبريئيل – إلغاء لقاء الوزير مع مندوبي "بيتسيلم" و "كاسرو الصمت" كشرط للقاء به – يرفع إرث حكومة نتنياهو إلى ذروة بشعة. فهذا الارث يقوم على اساس التحريض السلطوي، يحدد منتقدي الحكم بصفتهم هذه ومنتقدي الاحتلال بشكل خاص كخونة.
حسنا فعل الوزير الألماني الذي لم يستسلم للضغوط المرفوضة التي حاول نتنياهو ممارستها عليه. واصراره على لقاء مندوبي المنظمتين، حتى لثمن إلغاء اللقاء مع رئيس الوزراء – بينما هو يشير إلى أنه في الحالة المعاكسة، "كان هذا غير مفهوم" إلغاء اللقاء مع نتنياهو لو أن الاخير كان سيلتقي بمحاكم تنتقد الحكومة الالمانية – يشكل درسا أساسا في الديمقراطية لحكومة إسرائيل. تلك التي تشجع بلا خجل صيد اليساريين ونشطاء حقوق الإنسان بدلا من التصدي بشكل موضوعي لادعاءاتهم؛ تلك التي تتنكر للواقع في المناطق، والذي بات العالم لا يمكنه أن يواصل التسليم به كـ "وضع مؤقت" أو كـ"وضع انتقالي".
وبدلا من ذلك، يسعى نتنياهو ووزراؤه الى إسكات الرسل. وإذا لم تكن خطوة رئيس الوزراء النكراء كافية، فإن ردود الفعل الهزيلة من المعارضة ترفع مستوى المخاوف. رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد، اختار أن ينشر رد فعل مشوش، يعكس زعامته العليلة ("لا حاجة لنتنياهو أن يلغي لقاءه مع وزير الخارجية الالماني، ولكنه محق تماما!")، أما رئيس حزب العمل يتسحاق هيرتسوغ فقد ركز على "المس بعلاقات إسرائيل الخارجية" بينما حرص على تمييز نفسه عن المنظمتين.
بخلاف الادعاءات المتكررة من جانب حكومة اليمين المتطرف، التي لشدة الاسف تتبناها المعارضة الضعيفة، فإن الضرر الحقيقي لصورة إسرائيل لا تلحقه منظمات حقوق الإنسان بل اعضاء الحكومة أنفسهم، الذين يتنافسون فيما بينهم بالتزلف للقلة الاستيطانية وفي العمل على تشجيع مبادرات عنصرية ومناهضة للديمقراطية، تتميز بها الأنظمة الظلامية. ففي حربهم العنيدة ضد الاحتلال الذي يتسلل الى داخل نطاق الخط الاخضر ويفسد كل قطعة إسرائيلية طيبة، فإن "نحطم الصمت" و"بيتسيلم" هم الذين يحافظون على جمرة الديمقراطية في إسرائيل.
ان التشويش الأخلاقي الذي نجح نتنياهو في غرسه في قلب الخطاب الإسرائيلي يجب أن يتوقف. فالصهيونية ليست حكم رعب فظ الروح الذي تروج له ميري ريغيف ودافيد بيتان، حكم كم الافواه الذي يروج له أفيغدور ليبرمان ويريف لفين أو الاخيلة الاستعمارية لفكر اوري اريئيل وبتسلئيل سموتريتش. الصهيونية معناها ضمان دولة يهودية ديمقراطية من خلال انهاء الاحتلال. في مواجهة نتنياهو، الذي يخونها – فإن "بيتسلم" و"نحطم الصمت" يؤدون فرائضها ببطولة.