Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2018

قانون القومية؟ وثيقة الاستقلال؟ نفس الشيء -الون مزراحي

 

هآرتس
 
الغد- الامتيازات العنيدة جدا هي تلك الشفافة. الامتيازات المفهومة جدا من تلقاء ذاتها والتي حتى لا يشخصونها بأنها ليست جزءا لا يتجزأ من المشهد، بل نتاج مستقل. النقاش حول قانون القومية مثلا هو مثال ممتاز للنقاش حول الامتيازات الذي يتم اخفاؤه بواسطة ادعاءات فارغة بشأن الحقوق والتاريخ وباقي الخضراوات.
بالنسبة لليمين اللعبة واضحة. الامتيازات التي يجسدها القانون هي تفضيل مكشوف لليهودي على الفلسطيني في أرض إسرائيل، كاستمرار طبيعي لمشروع المحو الواسع للفلسطينية. اليمين بهذا المعنى مخلص لطريقه ومخلص أيضا للفكر الصهيوني الكلاسيكي. الذي هو مركزية عرقية عنيفة بغطاء تحرر الشعوب.
ولكن في اليسار الصهيوني النقاش حول قانون القومية يكشف امتيازا لا يقل قبحا. بالنسبة لليسار قانون القومية سيئ ليس بسبب الجوهر الذي يمثله، بل بسبب أنه يشوه جمال وطهارة الدولة العبرية. عندما يتظاهر اليسار الصهيوني بأنه يثور ضد قانون القومية، فهو ليس غاضبا من التمييز بل من تشويه صورة دولته. عندما يبكي ممثلو اليسار الصهيوني بسبب قوانين التمييز، فهم لا يبكون على مصير الفلسطينيين لا سمح الله؛ بل هم يذرفون الدموع على تقليص مجال المناورة الحساس الذي يمكنهم من دعم (بالصمت أو بالفعل) الابرتهايد، وفي نفس الوقت يظلون يحظون بالهالة السائدة في المعسكر الديمقراطي.
اريد القول: تخريب الامتياز الذي يمكن من أن تكون جنديا يضرب ويقمع أبناء بشر في الوقت الذي يكسو وجهه بتعبير ازرق- ابيض ساذج لمن حرر منذ فترة قصيرة الحائط الغربي (بقصد حائط البراق- تحرير الترجمة).
هذا الامتياز ليس فقط قبيحا بحد ذاته بل هو السبب الاول للضعف السياسي الايديولوجي لليسار الإسرائيلي. لأن هذا ليس فقط تقزما اخلاقيا، عندما يختارون البكاء على فقدان الوجه الجميل في الوقت الذي يدفع فيه أشخاص آخرون ثمنا باهظا، شخصيا وجماعيا. عندما تلتقي العصا والرصاصة والجرافة والقنبلة والجدار الإسرائيلي مع الجسم الفلسطيني. هذا انتحار سياسي.
عندما يروج اليمين بشجاعة الامتياز الصهيوني واليسار لا يشارك بتاتا في النقاش فهذا فقط هو بداية السقوط. لأنه عندما نختار عدم الانشغال بالمسألة الاساسية فإننا نفصل انفسنا عن المصدر الحقيقي الوحيد للحماسة السياسية: انتفاض امام الظلم.
المس بامتياز السير مع والشعور بدون العنصرية المؤسسة للصهيونية لا ترتقي للاسف إلى ظلم حقيقي. هذا هو السبب في أن احتجاج اليسار الصهيوني ضد قانون القومية يعتبر كما هو حقيقة، كعمل تدليل وجبن وليس كتعبير عن الغضب الاصيل.
ولكن حتى في هذا لا تنتهي اضرار معارضة قانون القومية من خلال امتياز صهيوني في اليسار. سبب آخر أكثر خطورة هو ابعاد آخر للمعسكر الإنساني الفلسطيني، ورفع آخر لسور الفصل بين اليهود والعرب في إسرائيل – فلسطين. من الفظيع جدا ان تكون عربيا، اليسار يقول (وهو يعارض المس بالصورة الجميلة ولكنه لا يعارض اعمال التمييز نفسها) أنا حتى لا استطيع اعتباركم عاملا في معارضة الظلم الانساني والسياسي الفظيع الذي ارتكب بحقكم.
نحن ضد العبودية، لكننا لا نقبل السود.
اللص دائما يعود إلى مكان الجريمة. يقول الشعار. اليسار الصهيوني عندما يريد أن يعطي حجما كبيرا لامتيازاته يعود إلى وثيقة الاستقلال، وكأن المطالبة، مع تعبير محرر الحائط الغربي كما هو مقبول في الرواية، بجعل وثيقة الاستقلال كقانون اساس تحل مسألة ما ليست هي علاقات عامة للامتياز. في وثيقة الاستقلال يؤسفني أن اخيب أملكم، توجد يد ممدودة ودعوة لاخوة الشعوب، لكن ليس فيها أي ذكر ولو بسيط جدا لشرعية الوجود الفلسطيني. بصورة كانت مضحكة اذا لم تكن مأساوية، يوجد فيها يد ممدودة ودعوة للسلام ولكن ليس فيها أي اعتراف بعلاقة الفلسطينيين بفلسطين. في الجوهر، بالعكس. الوثيقة وقانون القومية متشابهان تماما. الفرق الوحيد بين هذين النصين هو القدرة الادبية لمن صاغوهما.
إذا كان هناك أصحاب ضمير ومحبون للحقيقة في اوساط الجمهور اليهودي في إسرائيل، من فضلكم، يجب عليهم أن يهبوا للنضال ويعلنوا "نحن لا نستطيع العيش تحت نظام تمييزي. نحن بالتأكيد لا نستطيع ان نخدمه أو نتماهى معه ليس لأنه يمس بصورتنا، بل لأنه يمس كرامتنا الانسانية والمبادئ المقدسة لنا وببني البشر امثالنا.
من يريدون معارضة الفاشية بصورة ناجعة يجب عليهم استجماع الشجاعة ورمي الامتيازات في القمامة. ورؤية الظلم الحقيقي والقسم لأنفسهم: إما المساواة أو لا شيء.