Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2018

«عرار الشعري» يختتم دورة المؤرخ عبيدات
الرأي - أحمد الخطيب
 
مع النسيج الموسيقي الذي حاك مفرداته الفنان نبيل الشرقاوي، أسدلت ستارة مهرجان عرار الشعري في دورته الثامنة، دورة المؤرخ الراحل محمود سعد عبيدات، وشارك في أيامه التي توزعت على بيت عرار الثقافي، وسحم الكفارات، وكفر خل، نخبة من الشعراء الأردنيين والعرب، بقراءات شعرية تشكّلت أنماطها وإيقاعاتها من تجارب متفاوتة، ولكنها وضعت سياقاتها في مدينة الشعر.
 
الأمسية الختامية من أماسي الشعر، تجاورت فيها الموسيقي مع الغناء مع الصور الشعري، وسط حضور جماهيري أكد على مقدرة الشعر بإيقاعاته الواقعية والمتخيلة على استدراج الذائقة المتحفّزة لمتابعة الجمال على مدار أربعة أيام، ومع الأمسية الختامية التي أدارت مفرداتها الشاعرة نسيبة علاونة التي قاربت وسددت نثرها وهي تمهد الطريق للشعراء للعروج إلى غواية المواجهة، مواجهة الجمهور، برزت مقدرة العامة والنخب على مجاراة النص الشعري الطويل، ومرافقة الشعراء الذين أخذوا وقتهم، وهم يرتلون قصائدهم، ويطيحون بغابات الضجيج الملتفة حول بيت عرار الثقافي.
 
الشاعر مكّي نزّال، أوّل الشعراء الذي واجهوا الجمهور، فالتفت إلى إربد المدينة التي أحبها، وألقى التحية على شاعر الأردن « عرار»، فقدّم صورة واضحة المعالم عن الهموم الثقال التي يحملها، وعن دم بغداد، وعن الكلام الذي يخرج من القلب وليس من طرائف الشعراء، إلى ذلك قرأ باقة من القصائد، من مثل: « طائر الصراط، وزلفى، وغيرهما»، توجه مع حيواتها إلى الواحة الغنّاء.
 
تلاه الشاعر المسرحي حسن ناجي الذي قرأ سردية شعرية احتفلت بالمبدعين: الشاعر اللبناني جوزيف حرب، وحسن ناجي نفسه، والشاعر الفلسطيني محمود درويش، قرأ الأولى معالم تجربة حرب الشاعر والإنسان باللهجة اللبنانية، التي تصير فيها الحروف الناطرة دورها في قصائده امرأة، فيما ذهب في الثانية إلى الشاعر الذي يرتدي قصيدته، ويلون أصابع النور، الذي تتبعه الكلمات من عهد عاد، فيما ذهب في الثالثة التي أهداها إلى درويش لقراءة فوضى الدنيا، ورسم ملامح الحب، ومرآة الحب.
 
ومن جهته قرأ الشاعر عمر أبو الهيجاء باقة من القصائد والنصوص، التي كشف فيها عن تاريخ الدمع وذاكرة الكحل في أعين الليل، وترويد الحب، تلاها بقصيدة « تراب الشاعر»، كاشفاً عن الموت الذي يقطف دالية الموت، الموت الذي يدركنا على مخدة المنافي، الموت الذي لا يحاور ولا يناور، الموت الذي وصفه في نهاية قصيدته بأنه معراج الحياة.
 
أما الشاعر الفلسطيني علي أبو عجمية فذهب في قراءاته إلى الأيقونات الشعرية التي تحاور اللغة، وتصحبها إلى أعالي البروق، لتهطل نصوصاً كاشفة ذات بهجة تشكيلية تستمد حضورها من التكثيف العالي، والوقوف على ما يثري النص من مفردات وإيقاعات وحركة نصية، فقرأ بهذا الاتجاه « شموع، عناصر الليل الكاملة، بصيرة، أقفاص سعيدة، تكون، حيوان الجاحظ، قلّتي في الظل، كثرتي في الريح، ومنذ الأناشيد».
 
الفنان الشرقاوي نوّع في وصلته الفنية، بين الغناء الوطني الملتزم والطربي، حيث قدّم باقة من الأغنيات، ابتدأها ب « الأرض بتتكلم عربي» وتلاها بأغنية « أنا العطشان»، و « أهو دا اللي صار»، و « كرمال الأردن»، الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر نايف أبو عبيد، ولحنها شرقاوي نفسه، ليقدم باقة من أغنيات أم كلثوم « الأمل»، و»سيرة الحب»، لينهي وصلته التي تفاعل معها الجمهور بأغنيتين، الأولى « الليل يا ليلى يعاتبني، وليه يا بنفسج».
 
اليوم الثاني
 
وكانت تواصلت الفعاليات في يومها الثاني بقراءات شعرية، نظمت بالتعاون مع ملتقى سحم الكفارات الثقافي، وشارك في سردها، الشعراء: اللبنانية د. يسرى البيطار، ومن الأردن: د. خالد مياس، وإيمان العمري، والتونسي منير وسلاتي، والفلسطيني علي أبو عجمية.
 
وكان ألقى رئيس منتدى سحم الكفارات كلمة، بيّن فيها أهمية الرسالة السامية التي يحملها الشعراء، مشيراً بهذا الصدد إلى أن بنية العرب تتمتع بالمعرفة والثقافة والتراث العريق، إلى ذلك بيّن أهمية المحافظة على اللغة لأنها هوية الأمة وثقافتها.
 
اليوم الثالث
 
وفي يوم الفعاليات الثالث، أقيمت قراءات شعرية في نادي كفر خل الرياضي، وسط حضور جماهيري لافت، وشارك في الفعالية التي أدار مفرداتها د. راضي نواصره الذي قدّم قراءة في سيرة عرار، الشعراء: أحمد طناش شطناوي، أيسر رضوان، التونسي منير الوسلاتي، الفلسطيني علي أبو عجمية، ومحمد تركي حجازي.
 
وكان ألقى رئيس نادي كفر خل محمد الأصغر محاسنة في مستهل أمسية اليوم الثالث من الفعاليات كلمة أكد فيها على الشراكة التي نسجت خيوط الشعر بين النادي ومنتدى عرار، لافتاً إلى أن هذه الشراكة وقفت على أهمية الالتفات إلى الأجيال الشعرية الشابة في الأردن والعالم العربي، مع مراعاة أن تكون هذه الطاقات قد اجتازت مرحلة البدايات التي غالباً ما يصيبها الوهن، وهذا ما ألقى بظلاله على الأمسيات الشعرية التي تعزز فيها مفهوم تلاقح الأجيال الشعرية، وإنصاتها إلى مستويات التطور الشعري، والبحث عن الحوارات الجانبية بعد كل أمسية فيما بين هذه الأجيال، ونقاش الكثير من المسائل المتعلقة بالشعر والتجربة.