Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2017

جولة ترمب - ماذا بعد؟ - د. فهد الفانك
 
الراي - تسعة أيام قضاها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب في أول جولة له في العالم خارج أميركا منذ دخول البيت الأبيض.
 
اشتملت الجولة على خمس محطات بدءاً بالسعودية ، فإسرائيل ، فالفاتيكان ، ثم بروكسل وجنوب إيطاليا ، فماذا كانت الحصيلة وما هي انعكاسات هذه الجولة على صورة ترمب داخل أميركا وخارجها؟.
 
لعل أول ما لفت الأنظار في تنظيم هذه الجولة أنها شملت، السعودية مهد الإسلام ، وإسرائيل، والفاتيكان، هذا فضلاً عن بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي وحلف الاطلسي. وأخيراً المشاركة في مؤتمر السبعة الكبار لاول مرة.
 
معظم أمجاد هذه الجولة تحققت في السعودية ، حيث عقدت قمة كبرى خاطب فيها الرئيس الأميركي زعماء خمسين دولة إسلامية ، وعقد اتفاقيات تسليح ومشاريع أخرى بمئات المليارات من الدولارات.
 
استفاد ترمب من هذه الجولة من حيث تأكيد موقعه كزعيم عالمي ، وإظهار دوره القيادي في الحشد ضد إيران ، فضلاً عن العقود التي ستوفر آلاف فرص العمل في مصانع الاسلحة الأميركية.
 
ترمب يهمه أن يسجل في هذه الجولة نجاحاً يخفف من الضغط الواقع عليه ، والحملة الإعلامية والقانونية التي يتعرض لها وتذكرنا بورطة الرئيس الأسبق نيكسون. لا يريد ترمب أن يكرر تجربة نيكسون فسجل هذا النجاح النسبي ، على امل أن يقول معارضوه: دعونا نعطيه فرصة.
 
خلال جولة ترمب لم يقع في مقلب ، ولم يرتكب خطأ يستحق الذكر ، ويبدو أنه نجح في ضبط لسانه. الخطأ الذي يستحق الذكر أنه زار موقعاً دينياً في القدس (الحائط) مما أثار غضب الفلسطينيين الذي كان يجب أن يزور الموقع من خلالهم ، ولكنه لم يستطع أن يخفي انحيازه للجانب الإسرائيلي.
 
ومع أن ترمب ذهب إلى كنيسة المهد في بيت لحم كمجاملة فلسطينية ، واجتمع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ولكن هذا النشاط بقي في الظل كي لا يثير غضب الإسرائيليين.
 
خلال وجود ترمب في بروكسل أكد دعمه للاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي الذي قال عنه خلال الحملة الانتخابية أن الزمن تجاوزه. وهذا صحيح ، ففي غياب تهديد الاتحاد السوفييتي ومن ثم روسيا ، لغرب أوروبا ، لم يبق مبرر لوجود حلف عسكري يعيش على ذكريات الحرب الباردة التي وضعت أوزارها بسقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي.