Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Mar-2017

تحولات سياسة ترمب الخارجية إزاء محاور الاضطرابات

فايننشال تايمز -

زعماء العالم بدأوا التأقلم مع خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ولو عبر محاولة استنباط النفاذ من خلال الدوائر ذات النفوذ في الإدارة.
بعضهم يأمل أن الأصوات البراجماتية في الحكومة ستبذل جهودها من أجل موقف يميل إلى الجانب التقليدي.
عندما أعاد دونالد ترمب التأكيد على شعار "أمريكا أولا" يوم التنصيب، تم لفْت أنظار العالم إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد سوف يتبع سياسة خارجية مختلفة جدا عن آخر أسلافه في المكتب البيضاوي.
في حين أنه كان من المتوقع حدوث بعض الاضطرابات، إلا أن الطريقة التي تعامل بها ترمب مع بعض نظرائه منذ العشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي، أوقعت العواصم من طوكيو إلى برلين في حيرة حول كيفية التعامل مع هذا الزعيم لا يتحمل الانتقادات.
الأيام قللت من صورة الرئيس والراغب في استعداء الحلفاء والراغب في الثناء على فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي.
دفع ترامب إنريكه بينيا نييتو، الرئيس المكسيكي، إلى إلغاء زيارة إلى البيت الأبيض، وأثار حفيظة قادة العالم من خلال محاولته منع المواطنين من سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.
وهاجم أيضا في مكالمة هاتفية مالكولم تيرنبول، رئيس وزراء أستراليا، في خطوة دفعت مجموعة من الديمقراطيين والجمهوريين، بما في ذلك بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ – إلى أن يؤكدوا للسفير الأسترالي أنهم يؤيدون تماما الحليف المهم للولايات المتحدة.
يقول توماس رايت، وهو خبير في السياسة الخارجية في معهد بروكينجز: "الدبلوماسيون أكثر قلقا من أي وقت مضى". ويضيف: "للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، نجد أن المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية - التحالفات، والاقتصاد العالمي المفتوح، والقيادة الأمريكية - هي معرضة للخطر".
كذلك وصف ترمب حلف شمال الأطلسي بأنه "عفا عليه الزمن" وطعن في أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية التي يمكن القول إنها أقوى شخصية سياسية في أوروبا. على أن كل ذلك بات مما يعد مجرد استمرار في الدعاية الانتخابية، ثم ما لبث أن بدأت في الفتور.
الدبلوماسيون الذين يتعاملون مع الإدارة الجديدة يواجهون تحديين كبيرين: تمييز اللغة الخطابية عن السياسة، ومحاولة استنباط من هو الشخص الذي يتمتع بنفوذ.
بعد افتراض أن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون قد تفوز، هم يسارعون منذ ذلك الحين إلى عقد اجتماعات مع الجميع ابتداء من مايك بنس، نائب الرئيس، إلى جاريد كوشنر، صهر ترمب المتنفذ وأحد كبار مستشاريه.
بعضهم متوتر بخصوص دور ستيفن بانون، المساعد القوي في البيت الأبيض الذي يوجد انسجام وثيق بين تفكيره الأيديولوجي وبين تفكير الرئيس، والدور الذي سيلعبه بعد ترفيعه غير العادي في الحصول على مقعد في مجلس الأمن القومي المهم.
وفي حين أن عدد المتشائمين ليس قليلا، إلا أن المتفائلين يرون في اختيار جيمس ماتيس لمنصب وزير الدفاع وريكس تيلرسون لمنصب وزير الخارجية دليلا على أن ترمب يعهد بمهمة العلاقات الخارجية إلى أشخاص برجماتيين لديهم وجهة نظر أقل انعزالية عن العالم. والذين يأملون بالعثور على دلائل تفيد بأن ترامب سيعود إلى سياسة خارجية جمهورية أكثر تقليدية، يرحبون بالبيانات الانتقادية حول روسيا من بعض أعضاء حكومته.
يجب على رؤساء الولايات المتحدة إعداد أنفسهم دائما للأزمات غير المتوقعة - من غزو العراق للكويت عام 1990 وهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية إلى الانتفاضات العربية عام 2011 - التي لها آثار رئيسة في السياسة الخارجية.
يمكن لهذه الأمور أن تبين أنه من الصعب إدارتها من قبل بيت أبيض بدأ بطريقة فوضوية.
بصرف النظر عن روسيا، فإن المجالات التي سيضطر ترمب إلى مواجهة تحديات خطيرة فيها تتعلق بالصين وكوريا الشمالية وإيران.
يقول رايت: "هناك مؤشرات مقلقة حقا، ولكن بين الحين والآخر تجد دفقة من السلوك الطبيعي. هذا يوازن بعض العناصر الأكثر تطرفا في الإدارة: أي قوة من بين القوتين ستهيمن؟ قوة التيار السائد أم القوة المتطرفة؟".
 
روسيا - الجمهوريون حريصون على إيقاف موسيقى المزاج الجديد
 
كان ترمب مترددا جدا في انتقاد بوتين إلى درجة أن العلاقة بينهما وُصفت بأنها "مقربة". على أن الجمهوريين بهتوا هذا الأسبوع عندما ادعت مجموعة فوكس نيوز أن "بوتين هو قاتل"، ورد الرئيس الأمريكي على ذلك بالقول: "لدينا الكثير من القتلة".
جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن أريزونا، انتقد ترمب لأنه وضع بوتين "على نفس المستوى الأخلاقي" للولايات المتحدة، ووصف ذلك بأنه "خيانة لكل ما ندافع عنه". حتى ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ الذي نادرا ما ينتقد ترمب، وبخ الرئيس.
الديمقراطيون وكثير من الجمهوريين يعانون في سبيل شرح السبب الذي جعل ترمب يتخذ مثل هذا النهج اللين حول بوتين. يقول ترمب إنه يريد تحسين العلاقات مع موسكو. المنتقدون يساورهم القلق من أنه يهدد التحالفات التي كان لها دور أساسي في الحفاظ على الاستقرار منذ الحرب العالمية الثانية، وفي الوقت نفسه تشجيع العدوان الروسي.
تقول أنجيلا ستينت، خبيرة الشؤون الروسية في جامعة جورج تاون في واشنطن: "قال ترمب في خطاب تنصيبه إننا لن نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشيرا إلى أننا نتراجع عن تغيير الأنظمة وتعزيز الديمقراطية.
وهذا له وقع جميل في أذني بوتين. التلميحات. . . تشير إلى أن ترمب يقر بـ "مجال المصالح المميزة" لروسيا في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، كما يحب بوتين أن يسميه، وأن الولايات المتحدة لن تتدخل هناك".
بعد أن أشار البيت الأبيض إلى أن ترمب يمكن أن يخفف العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، بدا الرئيس بالتراجع عن هذا المسار. صقور الجمهوريين يراقبون أي تلميحات بأنه قد ينتقل مرة أخرى في ذلك الاتجاه.
منذ انتخابه، باتت نبرة الكرملين متفائلة بحذر حول أمل إنهاء الأزمة مع واشنطن بشأن سورية وأوكرانيا. ألمح بوتين إلى أنه يود من الولايات المتحدة أن تنضم إلى صفوف تحالف عالمي ضد الإرهاب، في حين أن الشخصيات المؤيدة للكرملين رحبت بازدراء ترمب لأولويات الولايات المتحدة التقليدية مثل تغيير الأنظمة وتعزيز حلف شمال الأطلسي.
منتقدو موقف ترمب حول روسيا شعروا بنوع من الارتياح من حقيقة أن بعض المسؤولين في الحكومة، بمن فيهم ذلك نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، كانت أكثر انتقادا لروسيا.
كما اتخذ مايك بنس، نائب الرئيس، موقفا أكثر تشددا حول روسيا خلال الحملة، ولكن، مثل أعضاء الحكومة الآخرين، كان يجد نفسه في المناسبات يدافع عن تصريحات ترمب حول أمور ربما لا يوافق عليها.
في حين أنه من المتوقع لترمب أن يحضر قمة مجموعة البلدان السبعة في إيطاليا في أيار (مايو) المقبل، فإن أحد الأمور التي من المهم مراقبتها هي الطريقة التي يصف فيها بنس العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، عندما يحضر مؤتمر الأمن في ميونيخ في الأسبوع المقبل.
تقول هيذر كونلي، خبيرة الشؤون الروسية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية للأبحاث في واشنطن: "هل سيردد ببساطة صدى الرئيس؟ هذا أمر من المهم جدا مشاهدته. هل سنتعامل مع حلفائنا بصورة جافة أم هل هم مهمون بالنسبة لنا؟ وكيف سيقوم أعضاء الحكومة بالتوفيق بشأن هذا الاختلاف؟"
 
إيران – تسوية الخلافات تتحول بسرعة إلى سياسة حافة الهاوية
 
عندما فرضت إدارة ترمب عقوبات جديدة على إيران بعد أن أجرت تجربة على صاروخ ذاتي الدفع، تشير هذه الخطوة إلى أن الرئيس يعتزم الوفاء بوعده من حيث اتخاذ موقف أكثر صرامة مع طهران.
تقول سوزان مالوني، الخبيرة في الشؤون الإيرانية في معهد بروكينجز إن فريق ترمب تصرف بشكل أسرع مما توقعه الكثيرون. وتقول: "خطة اللعبة هي زيادة الضغط. يوجد هذا التصور الذي يتمثل في أن إدارة أوباما كانت تركز على مسايرة إيران. في الإدارة الحالية، هناك موضوع واضح من خلال فريق الأمن القومي الذي يحمل بوضوح وجهة النظر المعاكسة".
مايكل فلين، مستشار الأمن الوطني السابق، كان قد قال إن الولايات المتحدة تعطي الجمهورية الإسلامية "تحذيرا بإمكانية اتخاذ إجراءات". غرّد ترمب في وقت لاحق أن إيران "تلعب بالنار" باختبارها للصاروخ.
ما يؤكد تصاعد التوتر، انتقد علي خامنئي، المرشد الأعلى في إيران، ترمب قائلا إن رئيس الولايات المتحدة أظهر "الوجه الحقيقي لأمريكا"، وشدد على أنه "لا يوجد عدو يستطيع أن يشل إيران".
العقوبات الجديدة هي أيضا علامة على حقيقة أن ترمب يواجه معضلة حول اتفاق إيران النووي لعام 2015، الذي كان يصفه بشكل روتيني بأنه "أسوأ صفقة تفاوضية على الإطلاق". وقال تيلرسون إن وزارة الخارجية ستعيد النظر في الاتفاق.
الخيار الأكثر دراماتيكية هو تمزيق الاتفاق. حتى الكثير من المعارضين الجمهوريين للصفقة يعتقدون أن ذلك سيكون هزيمة ذاتية، لأنه سيكون سببا في توجيه اللوم لواشنطن حول انهيار الجهود الدبلوماسية الدولية والاستئناف المحتمل للبرنامج النووي الايراني.
لذا، فإن بعض الجمهوريين يبحثون عن سبل أخرى للضغط على إيران.
حافظت الولايات المتحدة على فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها الصاروخي، وسجلها في مجال حقوق الإنسان، ودعم الجماعات الإرهابية. ومن المتوقع للجمهوريين أن يكشفوا النقاب عن حزمة جديدة من العقوبات التي يجب أن يُفترَض أن تتلقى بعض الدعم من الحزبين.
تقول مالوني إنه، إضافة إلى العمل مع الكونجرس حول العقوبات، فإن إدارة ترمب ستكون أكثر صرامة في تطبيق الاتفاق النووي، وبذل جهود أكبر ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، واستخدام لغة أكثر حزما يمكن أن يساء تفسيرها في إيران باعتبار أنها محاولات لهندسة تغيير النظام.
يقول أنصار فرض عقوبات جديدة إن هذه التحركات قد تجبر إيران على تقديم تنازلات، ولكن بعض الخبراء يحذرون من أن طهران ستعتبر أن توسيع نطاق العقوبات الاقتصادية هو إعادة للعقوبات التي كان من المفترض أن ترفع عنها بموجب الاتفاق النووي.
 
كوريا الشمالية - موقف قوي بحاجة إلى مدخلات إقليمية أكبر
 
أحد أهم التحديات التي تواجهها واشنطن هي كيفية التعامل مع التهديد الذي تفرضه كوريا الشمالية. حاولت الولايات المتحدة اتباع أساليب مختلفة - بدءا من المحادثات سداسية الأطراف التي عقدت في زمن الرئيس جورج دبليو بوش ووصولا إلى سياسة "الصبر الاستراتيجي" التي انتهجتها إدارة الرئيس أوباما - لكن بيونج يانج لا تزال تحرز تقدما مطردا في مجال برامج الأسلحة النووية والصواريخ.
حذر أوباما ترمب من أن كوريا الشمالية يمكن أن تكون قضية الأمن الوطني الأكثر إلحاحا بالنسبة له. يتفق معظم الخبراء على أن بيونج يانج تكاد تكون وبشكل خطير قادرة خلال فترة قريبة على إعداد سلاح نووي على صاروخ بعيد المدى، قادر على الوصول إلى أمريكا.
بدأ مجلس الأمن القومي أخيرا عملية مراجعة لسياسة كوريا الشمالية، التي يقول دينيس وايلدر، مستشار سابق في البيت الأبيض حول آسيا، إنها مراجعة ستنظر في "جميع الخيارات المتاحة، بدءا من الانخراط ووصولا إلى العمليات الاستباقية".
أثناء حملته الانتخابية، قال ترمب إنه "لا يمانع" فكرة التحدث إلى كيم جونج أون، زعيم كوريا الشمالية، لكن هنالك أيضا المزيد من النقاش في واشنطن حول ضرورة توجيه ضربة استباقية في نهاية المطاف إلى كوريا الشمالية.
باستثناء ضربة من هذا القبيل، تحتاج الولايات المتحدة لأن تقوم الصين بممارسة ضغوطها على بيونج يانج، لكن هذا التعاون قد يتعرض للعرقلة بسبب علاقة ترمب المتوترة مع بكين. أثناء حملته الانتخابية، قال إنه ربما يقوم بسحب القوات الأمريكية من اليابان وكوريا الجنوبية، واقترح بأن تأخذ طوكيو وسيؤول بعين الاعتبار مسألة تطوير أسلحة نووية لردع كوريا الشمالية.
كما تشعر الصين بالغضب أيضا بسبب اعتزام سيؤول نشر نظام دفاع صاروخي أمريكي، وهي تضغط على شركات كوريا الجنوبية لكيلا تتعاون مع هذا المشروع.
ماتيس، وزير الدفاع، قال في الأسبوع الماضي عزز التحالفات خلال زيارته لسيؤول وطوكيو وحذر بيونج يانج من أن أي استخدام للأسلحة النووية ستقابله قوة "ساحقة".
يقول تشيكاكو يواكي، خبير في المسائل الأمنية في جامعة واسيدا في اليابان: "اليابان كانت قلقة من أن كوريا الشمالية، ربما تعتقد أن المظلة النووية هي أقل قوة ومتانة في ظل إدارة ترمب.
وهذا يمكن أن يشجع زعيم كوريا الشمالية على التفكير بأن ترسانة كوريا الشمالية النووية، يمكنها ردع الأمريكيين. تشعر الحكومة اليابانية بالارتياح بسبب قيام ماتيس بطمأنة اليابان وكوريا الجنوبية بوجود التزام أمريكي قوي، بما في ذلك توسيع نطاق المظلة النووية".
 
الصين - الخطوات الأولى تتداخل مع الخطوط الحمراء في بكين
 
خلال الحملة الانتخابية، جادل ترمب بأنه سيتّخذ أكثر المواقف تشددا فيما يتعلق بالصين، التي يتّهمها بالتورط بممارسات تجارية غير عادلة، لكن منذ فوزه، فإن أفعاله مهدت الطريق أمام اضطراب يتجاوز إلى حد بعيد عالم التجارة والاقتصاد.
في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كان ترمب قد أغضب الصين عندما تحدّث إلى تساي إنجوين، رئيسة تايوان، التي تعتبرها بكين بمثابة إقليم مُنشقّ. المحادثة الهاتفية - الأولى بين رئيس أو رئيس مُنتخب في الولايات المتحدة منذ أن أقامت واشنطن وبكين علاقات دبلوماسية عام 1979 - أشارت إلى أن ترمب ربما لن يحترم المعادلة الدبلوماسية "صين واحدة" التي وجّهت العلاقات عبر المضيق منذ عام 1992.
كما غذّى ترامب في وقت لاحق مزيدا من الانتقادات من خلال التساؤل "لماذا يجب أن نلتزم بسياسة صين واحدة" ما لم تكُن الصين مستعدة للتعامل في مجال التجارة.
يقول نقاد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي - خطوة قام بها ترمب في أسبوعه الأول – إن هذا الانسحاب سيكون مفيداً للصين من خلال تقليص نفوذ الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
ستيف ييتس، وهو مستشار أمني لنائب الرئيس السابق ديك تشيني وزميل لرينس برايباس، كبير موظفي البيت الأبيض، يقول إن ترمب هو "ممارس واقعي للسياسة الخارجية" ضمن تقليد ريتشارد نيكسون، لكن "بدون التعاطف [تجاه] الصين".
مع ذلك، يقول خبراء آخرون إنه يفتقر إلى سياسة واضحة ويتدخل فيما تراه الصين بأنه خط أحمر – أي محاولة تغيير الوضع الراهن في تايوان.
تقول بوني جليزر، خبيرة الشؤون الصينية لدى وكالة سي إس آي إس: "على ارتفاع 30 ألف قدم، يبدو أنه يُقدّر إبقاء الصين غير مستقرة ... لكن هذا ليس سياسة. الصين انتقلت من مرحلة التفكير ’سنحصل على عام أول صعب فيما يتعلق بالمسائل التجارية والاقتصادية‘ إلى ’هذا سيكون مثل النمط القديم وسيضع الأمور في نصابها الصحيح في العام الثاني‘ ... لكنهم تخلّوا بسرعة كبيرة عن مجموعة الافتراضات تلك بعد المكالمة الهاتفية مع تساي".
في جلسة تأكيد ترشيحه، تيلرسون أغضب بكين من خلال القول إن الولايات المتحدة ستنظر في منع الوصول إلى الجزر المُتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
في حين أن البعض رحّب بتصريحات وزير الخارجية الجديد كدليل على أن إدارة ترمب ستتخذ موقفا أكثر حزماً، إلا أن ماتيس لمّح الأسبوع الماضي إلى أن البنتاجون سيكون أكثر اعتدالاً.
وقال وزير الدفاع، متحدثاً في طوكيو، إنه "لا يرى أي حاجة لاتّخاذ خطوات عسكرية كبيرة" لحل مسألة من الأفضل معالجتها من قِبل الدبلوماسيين.
ماتيس أعطى أيضا إشارات إلى الصين بأن الولايات المتحدة ستعارض أي إجراءات تهدد الإدارة اليابانية لجزر سينكاكو، وهي سلسلة من الجزر في بحر الصين الشرقي، وهو موضوع تنازع بين الصين واليابان ويُطلَق عليها اسم ديايو في اللغة الصينية.