Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2018

هل سيكتب إعلان ترامب المنتظر عن “نتائج التحقيقات” الفصل الأخير في قضية خاشقجي؟

 

إسطنبول –”القدس العربي”: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل محدد أن بلاده سوف تعلن بحلول الاثنين أو الثلاثاء خلاصتها النهائية حول قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول الشهر الماضي، وسط اتصالات مكثفة معلنة مع الجانب التركي، واتصالات سرية مع السعودية.
 
ملفات حرب اليمن وحصار قطر وتسليم غولن طرحت بقوة بالتزامن مع اتصالات أمريكية تركية مكثفة
 
وبغض النظر عن فحوى الإعلان الأمريكي المنتظر وما إن كان سوف يدين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أم لا، يتوقع أن يكون أقرب للرواية النهائية المقبولة من الجانبين السعودي والتركي على حد سواء.
 
ولا يتوقع أن يكون الإعلان الأمريكي مشابه للروايات السعودية المكررة والمتناقضة التي تمكنت أنقرة من تكذيبها وإثبات عدم دقتها أكثر من مرة، وإنما يتوقع أن تكون رواية تتوافق مع ما تمتلكه تركيا من أدلة ومعطيات، أو مع الثمن الذي يمكن أن تقبل فيه تركيا لإغلاق ملف القضية.
 
وفي حال حاولت الإدارة الأمريكية تقديم رواية خاصة بها تقوم على مبدأ حماية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدون تنسيق وتوافق مع تركيا، فإن هذه الرواية لن يكتب لها الصمود كثيراً في وجه الأدلة التي تمتلكها أنقرة حول عملية اغتيال خاشقجي وتدين بالحد الأدنى قيادات عليا من مساعدي بن سلمان وذلك على شكل تسجيلات صوتية لما جرى داخل القنصلية واتصالات هاتفية جرت بين القنصلية والرياض وهو ما يمكن أن تلجأ أنقرة إلى تسريبه بالصوت إلى وسائل الإعلام لنسف الرواية الأمريكية.
 
لكن السيناريو السابق لا يبدو هو الأكثر ترجيحاً في ظل تزامن هذه التحركات مع الاتصالات المكثفة الحالية بين أنقرة وواشنطن على مستويات مختلفة، لا سيما أنها تأتي بالتزامن مع وزير الخارجية التركي إلى واشنطن والتي جاءت بناءا على اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
 
ومساء الجمعة، جرى اتصال هاتفي بين ترامب واردوغان اتفقا فيه – حسب الإعلان الرسمي- على “الكشف عن ملابسات جريمة قتل خاشقجي بكافة أبعادها، وعدم السماح بالتستر عليها”، بالإضافة إلى بحث “التحقيقات الأمريكية المتواصلة بشأن منظمة غولن، الإرهابية، وأنشطة مكافحة الإرهاب في سوريا، والعلاقات الاقتصادية الثنائية”.
 
وعقب الاتصال مباشرة جرى الإعلان عن زيارة تستمر ليومين لوزير الخارجية التركي لنيويورك وواشنطن، قال جاويش أوغلو إن مباحثاته خلالها سوف تكون بمثابة تقييم شامل للعلاقات التركية الأمريكية، متحدثاً بإسهاب عن مطالب تركيا من واشنطن المتعلقة بتسليم فتح الله غولن، ووقف دعم الوحدات الكردية في سوريا، وهي نفس المطالب التي كررها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لدى لقائه، الأحد، رئيس الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد في كندا.
 
ومع تكثيف الحديث التركي عن ضرورة تسليم فتح الله غولن، ورغم النفي الأمريكي المباشر من قبل ترامب، إلا أن الكثير من الأخبار تحدثت عن ميول أمريكية جديدة فيما يتعلق بإمكانية تسليم فتح الله غولن لتركيا أو نفيه خارج البلاد.
 
وفيما يتعلق باليمن، شهدت الأيام الأخيرة ضغوطاً أمريكية غير مسبوق على التحالف السعودي الإماراتي أدى لوقف معركة الحديدة والحديث عن عودة جهود بدء مفاوضات للحل السياسي، وهو الضغط الأكبر منذ بدء الحرب قبل سنوات، كل ذلك جاء بالتزامن مع تطورات قضية خاشقجي الذي أدت لظهور مواقف جديدة تتعلق بالحصار السعودي لقطر لعل أبرزها مغازلة محمد بن سلمان للدوحة من بوابة الاقتصاد القطري.
 
كل الملفات السابقة المتناثرة من اليمن لقطر لملف تسليم غولن إلى دعم الوحدات الكردية في سوريا، جميعها طرحت على الطاولة وشهدت تحولات وإشارات لافتة، وهو ما يشير بلا شك إلى أن جميعها كان مثار بحث ومفاوضات بين الأطراف المعنية بالأزمة، دون تأكيد حتى الآن ما يمكن أن تشمله “صفقة” واردة بين أنقرة وواشنطن تكتب الفصل الأخير في القضية التي شغلت العالم على مدار الـ48 يوماً الماضية.