Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jun-2017

نور الإسلام في القارة الهندية - ابراهيم العجلوني
 
الراي - كان جلوس الملك أُورانك زيب الذي اعتبره مؤرخو الهند المسلمة من «بقية الخلفاء الراشدين» على سرير المُلك سنة 1068 للهجرة (اي قبل ثلاثمئة وسبعين عاماً تقريباً)، وكان مم يرون ان العمل لاسعاد الناس واقامة العدل ورفع الظلم والضرب على ايدي المفسدين في الارض (كل ذلك كالصلاة في المحراب، بل هو خير من صلاة النّفل، وصوم التطوع وعدل ساعة افضل من عبادة اربعين سنة».
 
على ان من دلائل صلاح هذا الملك التي حفظها التاريخ برّه بوالده «شاهجهان» الذي بنى ذلك البناء المعجب «تاج محل» تخليداً لذكرى زوجته «ممتاز محل» فقد هيأ لشاهجهان الذي زهد في الدنيا بعد موت رفيقة عمره الجميلة «قصرا من قصور المملكة، جعل فيه ما يلزمه من الفرش والطعم واللباس والحاشية – ولنتذكر هنا مع الفارق ما صنعته ابنتنا «الملك لير» بوالدهما في مسرحية شكسبير المعروفة – وجعل له حيال سريره مرآة اقيمت على صناعة عجيبة لا تزال تدهش السياح، يرى منها «تاج محل» على البعد،وهو مضطجع في سريره كأنه امامه، وكان ذلك هو كل ما بقي له من لذائذ دنياه» كما جاء في كتاب «رجال من التاريخ» للاستاذ علي الطنطاوي رحمه الله.
 
***
 
صور جميلة مؤنسة من حضور الاسلام في الهند. ولقد مرت بالهند اربعة عهود اسلامية، كما يقول الاستاذ الطنطاوي في كتابه آنف الذكر: عهد الفتح العربي، ثم عهد الفتح الافغاني ثم عهد المماليك، ثم عهد المغول» وشهدت هذه العهود الممتدة منذ «محمد بن القاسم الثقفي» الى دخول الاستعمار الانجليزي سلاطين وملوكا وعلماء ومجاهدين صاغ الاسلام شخصياتهم وزكّى انفسهم وعقولهم مثل السلطان محمود الغزنوي» والعلاّمة البيروني صاحب كتاب «تحقيق الخُلجي» اكبر ملوك الهند في زمانه، والشيخ المفسّر «الدولة آبادي» وكثير غير هؤلاء من أعلام الدنيا والدين.
 
***
 
لم يكن هذا الحضور الاسلامي، في هذه الازمنة الممتدة خافيا على دهاقنة الاستعمار الغربي ولا سيما الانجليز الذين نفخوا في نيران الفتن الطائفية في القارة الهندية، وهيّأوا لكثير من المذابح التي تعرض لها المسلمون في الهند، واتخذوا كل وسيلة ممكنة لكي ينحسر نور الاسلام عن الارض الهندية وان يتقلص ظله الوارف فيها.
 
***
 
ولا نحب هنا حديث السياسة ولا نزعم القدرة على كشف ألاعيبها، ولكننا نقول انه وعلى الرغم من كل المؤامرات التي حيكت لدفع الاسلام عن القارة الهندية، فان هذا الدين السمح مرشح لكي يكون هو الدين الاول فيها قبل نهاية هذا القرن.
 
***
 
لقد كان للاسلام منجزات حضارية في الهند تفوق ما كان في الاندلس من ذلك. وفي الهنود اليوم مئات الملايين من المسلمين، وهم اهل علم وثقافة واصحاب اموال، وبناة جامعات ومؤسسات فكرية، وكل ذلك مؤهل لان يعيد اليهم ذاكرتهم التاريخية وملامحهم الحضارية التي كان للاسلام فيها السهم الوافر.
 
***
 
يريدون لطيفئوا نور الله بما يمكرون، والله سبحانه متمُّ نوره وغالبٌ على امره، ولكن اكثر الناس لا يعلمون.