Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2017

التطرف الاسرائيلي والضعف العربي - محمد الشواهين
 
 الغد- المتابع للشؤون الاسرائيلية يلاحظ دون عناء جنوح المجتمع الاسرائيلي نحو التطرف الواضح، وبات المعتدلون قلة هامشية لا تأثير يُذكر لها، رئيس الحكومة الاسرائيلية بيبي نتنياهو، اصلا هو زعيم التطرف والمغالاة، وباعتقادي انه لن تحدث اي مفاجآت من شأنها التوصل الى حل او صلح تاريخي بين الفلسطينيين والاسرائيليين في المدى المنظور.
الاصوات التي خرجت من البيت الأبيض، معربة عن اهتمام الرئيس الأميركي ترامب، بايجاد تسوية للصراع العربي الاسرائيلي، هي اشبه بفقاعات صابون، لا تلبث ان تتلاشى في هذه الأجواء الضبابية، كالحرب على داعش والارهاب، التهديدات المتبادلة بين اميركا وكوريا الشمالية، استمرار القتال بين النظام والمعارضة في سورية، التوتر الروسي الاميركي، كلها امور تترك بصمات غير واضحة، على سير الاحداث ونتائجها، ما يؤثر سلبا على القضية الفلسطينية، التي كانت تُحسب على انها القضية العربية المحورية ذات الأولوية، في حين يرى مراقبون انها وضعت على الرف مؤقتا، لحين اتضاح المسارات والنتائج للصراعات القائمة، ودور الدول العظمى كأميركا وروسيا في تحريكها او حسم نتائجها، بما يتفق ومصالحها الحيوية والاستراتيجية، وهنا لا يمكن ان نتجاهل الدور الايراني والدور التركي، كدول اقليم لها وزنها وثقلها، ولديهما تفاهمات وصفقات ومصالح ظاهرية وسرية، وكذلك لا يخفى على احد ان كل ما يدور من احداث مؤسفة على الساحة العربية محصلتها  تصب لصالح الكيان الصهيوني، وتنزل على قلبه بردا وسلاما.
قبل فترة وجيزة اطلت علينا وزيرة القضاء الاسرائيلي ايليت شاكيد من حزب البيت اليهودي المتطرف جدا، الذي يقوده وزير التعليم نفتالي بينيت داعية الى ابادة الفلسطينيين، وذبح امهاتهم، لانهن ينجبن مقاتلين، وصفتهم بثعابين وارهابيين، مع العلم  انها من اصول عراقية، وزوجها طيار حربي مقاتل، وهي خدمت في الجيش الاسرايلي، في لواء جولاني الشهير، مدربة لجنود المشاة.
لم نسمع حينها مسؤولا واحدا في الدولة العبرية، يشجب هذه الاقوال او يستنكرها بسبب رائحتها العنصرية التي تزكم الأنوف. 
في اسرائيل يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، اذا لم تبادر قيادة السلطة الفلسطينية،  باستنكار او شجب اي عملية يقوم بها مقاوم فلسطيني.
اليوم، غياب التنسيق العربي الرسمي، على مستوى وزراء الدفاع وقادة الجيوش، واختفاء معاهدة الدفاع العربي المشترك، التي قد تكون اكلتها (الأرضة) وانشغال بعض الدول العربية، في ايجاد حلول أو مخارج من أزماتها الداخلية، اضف الى ذلك سرعة تحرك اللوبي الصهيوني في الغرب، لاقناع قادة تلك الدول انه لم يعد ثمة دول عربية، بل قبائل تغزو بعضها بعضا، وهذه العبارة قالها وكررها اكثر من مرة البروفيسور مردخاي كيدار من جامعة (بار ايلان)، ويتم تسويقها في الغرب، حيث يملك اللوبي الصهيوني اهم واخطر وسائل الاعلام هناك، ويسيطر على البقية الباقية. كل هذه العناصر وغيرها دفعت بالمجتمع الاسرائيلي للجنوح نحو العربدة والبلطجة والتطرف، متسلحا بقانون قوته، ضاربا عرض الحائط القرارات الدولية 242 و 338 (عيني عينك).