Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2019

إنهاء الصراع وإعلان الانتصار*إسماعيل الشريف

 الدستور-«أنا ضد التسوية ولكن مع السلام، وأنا مع تحرير فلسطين، وفلسطين هنا ليست الضفة الغربية أو غزة، فلسطين بنظري تمتد من المحيط إلى الخليج»، ناجي العلي.

أعلن نتنياهو عزمه ضم غور الأردن وشمال البحر الميت ضمن برنامجه الانتخابي، وبعدها تسربت رسالة تحريضية منه ضد العرب، وقد فسّر المحللون هاتين الخطوتين على أنهما تدخلان من باب الدعاية الانتخابية. 
في حقيقة الأمر المسألة تتعدى الدعاية الانتخابية، فهي تعبر عن مزاج المجتمع الإسرائيلي الرافض لأي سلام مع الفلسطينيين، لا بصفقة القرن ولا بغيرها، بل يريد مواجهة حاسمة للصراع يخرج منها منتصرا ومعلنا فوزه.
ما أقوله ليس وجهة نظر وإنما حقيقة قائمة على دراسات؛ فقد قامت مؤسسة الموجة الجديدة للأبحاث -بتمويل من منتدى الشرق الأوسط اليهودي- بإجراء دراسة خلصت إلى أن الرأي العام الإسرائيلي يتطلع إلى إيقاع هزيمة واضحة حاسمة ضد الفلسطينيين، فهم يرون أن النزاع سيستمر طالما آمن أحد طرفيه بقدرته على الفوز، كما أثبتت الدراسة سقوط مقولة أن النزاع لا يمكن حله إلا بقبول الفلسطينيين بإسرائيل.
فعلى الجانب الإسرائيلي:
70 % يرون أنه حان وقت التوقف عن إدارة الصراع وحسمه وإعلان الفوز.
 76 % يرون أن شرط استمرار المفاوضات يكون بإثبات الفلسطينيين المستمر اعترافهم وقبولهم بالكيان الصهيوني.
79 % من الإسرائيليين يرون أن المؤسسة العسكرية ناعمة في تعاملها مع الفلسطينيين.
 82 % يرون أن الحكومة الإسرائيلية لينة في تعاملها مع حماس.
 82 % يرون أن سبب الصراع هو رفض الفلسطينيين للكيان الصهيوني.
 91 % يرون أن الفلسطينيين سيستفيدون عندما يتوقفون عن شن أية عمليات ضد الإسرائيليين.
وعلى الجانب الفلسطيني:
 41 % تخلوا عن حلمهم بالقضاء على الكيان الصهيوني.
 49 % يرون أن السلطة الفلسطينية ناعمة في التعامل مع الكيان الصهيوني.
إذن لا عجب أن نسمع تصريحات نتنياهو ونقرأ رسالته، فهي تتناغم مع تلك النغمة التي ترى أنه آن الأوان لإعلان انتصار الصهيونية في حربها على الفلسطينيين، وسنشهد قريبًا حملة إعلانية عن هذا الفوز المزعوم في وسائل الإعلام المختلفة.
من الواضح أن المجتمع الصهيوني يزداد عنفًا وتشددًا، فلا عجب من انعكاس ذلك باختيار حكومة قادمة أكثر تشددًا.
الاستراتيجية الحالية هي عزل الشعب الفلسطيني عن محيطة العربي، من خلال وقف الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني، ليُصنَّف لاحقًا كعدو للعرب، كما أخشى أن أي تقارب إيراني أمريكي بدأ يطفو على الساحة سيكون على حساب القضية الفلسطينية وشعبها الصابر.
دعونا من أية وعود أو ثمرات ستأتي بها صفقة القرن، هذا كله للحالمين والأغبياء، فقد تجرعنا السم وأكلنا الحنظل من أوسلو.
نستطيع القول بأن الصهاينة يستطيعون الآن إعلان هزيمتهم للعرب، بعد أن أصبحت «إسرائيل» الصديق والحليف المعلن الجديد للكثيرين؛ لذلك فالعبء الأكبر القادم سيقع على الشعوب العربية ومنظمات المجتمع المدني في رفض كافة أشكال التطبيع، وتقديم الدعمين المادي والمعنوي لإخواننا الفلسطينيين، ثم تعليم أطفالنا ما تعلمناه من أن إسرائيل ما هي إلا كيان غاصب محتل، ولن نستقر وننعم بالسلام إلا بعد زوال الاحتلال.