Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2018

عندما يغضب الملك.. إقرأوا جيداً ما قاله قائد الوطن

الراي -  لا يختلف اثنان على أن المصطلحات والأوصاف التي جاءت في حديث جلالة الملك عبداالله الثاني مع رؤساء تحرير صحف يومية وكُتّاباً صحفيين وزميلات إعلاميات، كانت ذات منحى غاضب تعكس حجم المرارة التي يشعر بها جلالته إزاء بعض التصرفات التي يقوم بها نفر من أبناء شعبنا ظنّاً منهم أنهم عندما يأخذون على عاتقهم وبعيداً عن مؤسسات الدولة، تطبيق القانون بأيديهم أن أعمالهم المرفوضة والمستنكرة هذه ستكون بلا عقاب أو عواقب، وهم بذلك يعطون المثل الأسوأ لغيرهم ممّن يفتقرون إلى حسّ احترام القانون وسيادة في دولة مؤسسات راسخة لم تنجح كل محاولات تقويضها أو إضعافها عقوداً طويلة، في ممارسة سلوك شائن يرفضه الأردنيون كافة ولا يوفرون أي غطاء لأي كان.

من هنا جاءت عبارات جلالته واضحة ومباشرة وحاسمة عندما قال: لا يوجد أحد أكبر من البلد ومصلحة الأردن فوق كل اعتبار، وأن القانون يجب أن يُطبق على الجميع - نكرر على الجميع - بحزم ودون تردّد أو محاباة، ومَنْ يتخاذل في إنفاذه فليعلم أن مشكلته باتت مع الملك شخصياً وليس مع أحد آخر، وفي ذلك تلخيص ملكي بليغ للمعضلة التي باتت تواجهنا هذه الأيام، حيث آن الأوان لأن يتم حلّ لها وليعلم الذين لا يحترمون القانون عندما يتعارض تطبيقه مع مصالح بعضهم أو يطال أقرباء لهم أنهم سيدفعون الثمن الذي ينص عليه القانون والذي يتوجب عليهم احترامه والامتثال له بعيداً ان مواصلة اساليبهم السلبية والمرفوضة من قبل المجتمع ومن أغلبية الأردنيين الذين يدركون أن قوة الدولة وتقدم الشعوب مرهون باحترام القانون والمهمة الأساسية هنا هو قيام المسؤولين، كل في موقعه بتأدية مهامهم وواجباتهم بتفانٍ وإخلاص ومسؤولية وطنية عالية حيث لن يتم التهاون بعد الآن مع أي مُقصر أو متراخٍ في تطبيق القانون على الجميع وبلا استثناء.
ليس صدفة أن تتكرر في حديث جلالته إلى الزملاء عبارة سيادة القانون وترسيخ هيبة الدولة بما هي أولوية وضرورة من أجل المضي للأمام، الأمر الذي قصد منه جلالته القول إن هذه رسالته الواضحة والمُحدّدة للجميع وعليهم الإلتزام بها ومنحها الأولوية التي تستحق في عملهم اليومي في الوقت ذاته الذي يؤكد فيه جلالته اننا نريد حماية المجتمع ممن يحاولون إثارة الشكوك ونشر الشائعات وبث الأجواء السلبية حتى يحصلوا على شعبية رخيصة وهي رسالة ملكية أخرى تأتي لدحض محاولات البعض اضعاف نسيجنا الوطني وتعريض جبهته الداخلية للخطر عبر بث الشائعات وفبركة الأخبار واختلاق الأكاذيب التي يدرك الأردنيون بحسهم الوطني العميق ووعيهم المعروف أنها من صناعة أعداء الوطن وكارهيه، إضافة إلى إشارة جلالته المهمة وهي وجود حالة من الاستقواء والتنمّر على بعضنا وعلى الدولة.
وكما دأب جلالة الملك في أحاديثه للأسرة الإعلاميّة الأردنيّة فإنه أعاد التأكيد على الدور الأساسي للإعلام في تقديم المعلومات والحقائق في ظل انتشار الأخبار المُفبركة  والشائعات لافتاً في الوقت نفسه إلى أن ما نحتاجه لتطوير الحياة السياسية هو وجود حزبين أو ثلاثة يمثلون مختلف الاتجاهات ولديهم برامج، مؤكداً جلالته أن مواقف الأردن ثابتة ولن تتغيّر وسنبقى ندافع عن القضية الفلسطينية والقدس إلى الأبد، ولم يعد هناك أي شك لدى دوائر سياسية وإعلامية ودول ذات وزن في المشهد الدولي بأن حل الدولتين الذي يدعو إليه الأردن منذ زمن طويل هو السبيل الوحيد والأقصر والأجدى لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.