Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2018

مزاج وطني رائق - د. محمود عبابنة

الراي - بعد أن ساد الحزن و الألم والإحباط جميع الأردنيين على ضحايا الكوارث الطبيعة المفاجئة وما كشفت عنه ، وباستثناء آخر المناكفات التي تدور حول قانون ضريبة الدخل الذي لا يخلو من شوائب ستضرّ بالاستثمار، ولا سيما قطاعا الشركات والصناعة اللذان يعانيان أصلاً، فإن المزاج الشعبي الأردني يعيش حالة من الفخار والاعتزاز الوطني ، بعد أن تسلّم جلالة الملك»جائزة تمبلتون»العالمية وقد كنا أحوج م نحتاج إليه كعرب ومسلمين لتغيير الصورة النمطيّة السلبية المرسومة لنا مسبقاً. إن فوز ملك أردني عربي ومسلم بجائزة عالمية بهذا الحجم لم تُمنح اعتباطا أو مجاملة، بل كانت مكافأة على الجهود الحثيثة التي قادها الملك ابتداءً من بلورة رسالة عمان التي تصبّ في قنوات تعزيز السلم المجتمعي العالمي وتوطيد حوار الاديان والحضارات، وانتهاءً بنموذج العيش المجتمعي المشترك الرائع في الاردن، ولطالما ذكّر الملك من على منابر المحافل الدولية بخطيئة الاسلاموفوبيا التي جسدتها الفئة الضالة التكفيرية من شذّاذ الآفاق الذين وصفهم جلالته بالخوارج . الجائزة تضع جلالته قائداً وشخصية ذات وزن دولي عالي الشأن، ويضع الاردن في صدارة الدول التي تتباهى بالعيش المشترك بين اتباع الاديان السماوية وتحابّهم وتعاضدهم هو انجاز وطني لكل الاردنيين ، وربما فاقت جهود الملك في إجلاء حقيقة الاسلام المعتدل والدعوة الى التسامح والحوار جميع ما يبذله وزراء الخارجية العرب مجتمعين، والذين في أغلبهم لا يقومون إلا بدور حمل الرسائل المغلقة، والمختومة ، والذين لا يعلمون مضمونها.

هذا المزاج الفرح تعزز بإعلان خطة أولويّات الحكومة أو مشروع النهوض الوطني للعامين القادمين وهي حصيلة دراسات وخطط الحكومة على مدى الأيام الماضية، وقد ارتكزت الخطة بمحاورها الثلاثة الرئيسية .. ( دولة القانون والمؤسسات، ودولة الإنتاج، ودولة التكافل الاجتماعي ) وتختزل هذه المحاور توفير فرص عمل، والشروع بتطبيق خدمة الوطن، لعتزيز الانضباط والاندماج الاجتماعي وتعظيم القيم الاجتماعية النبيلة لدى فئة الشباب الاردني وتأهيله مهنياً وثقافياً .
سيقول البعض إن هذه الشعارات جميلة وهي تتكرر كلما اعتلى رئيس جديد كرسي الدوار الرابع، وفي هذا جزء من الحقيقة فلا نستطيع أن نجامل ونبجّل ما يقول به الرئيس الرزّاز ونعطيه وثيقة براءة الذمة، وبنفس الوقت لا يجوز ان نقلل ونشكك بقوة التسارع والعادة المتّبعة بمشروعه الذي يعلنه، ما دام انه وضع نفسه وحكومته في خانة الرصد والمراقبة وقيد محاوره الرئيسية ببرنامجٍ زمنيّ و مؤشرات أداء قابلة للقياس تمكّن ممثلي الشعب ومنظمات المجتمع المدني من الرقابة والمحاسبة وهذا أساس حوكمة الدولة، وغايتها التي يجب ان تهدف الى تحسين حياة الأردنيين مؤكداً أن الأولويات تركز على المشاريع والبرامج التي ستنعكس بشكل مباشر وأساسي على حياة المواطن من حيث تلبية الحاجات وتقديم الخدمات، لا ننكر أنّ موجة التفاؤلات التي تتصدّر الصّحف اليومية تبعث فينا الأمل والبهجة من جرّاء الإفصاحات الحكومية المتتالية عن تحويل العديد من القضايا وآخرها إرساليّات الفستق الحلبي والقهوة الكولمبية التي فضح طابقها ديوان المحاسبة وتم إحالتها إلى هيئة مكافحة الفساد، او الايعاز باسترداد ما تم الافتئات عليه من المال العام الى الخزينة، كلّ ذلك أمر يبعث على الطمأنينة والرضى وبزوغ الأمل أن شعار مكافحة الفساد المُفرّز ربما تدبّ الحياة فيه، وان جسور الثقة المنهارة بين المواطن والحكومات ربما سيعاد بناؤها من جديد.
من المقبول أن نوجّه النّقد المبني على الحقيقة ضد الحكومات والمؤسسات ومن الجيد أن نشير إلى الإنجازات وإلى المؤشرات الإيجابية والقرارات الحكيمة التي نأمل ان تتحقق وحالات الإنجاز الوطني التي تُوجّت بفوز جلالة الملك بأرفع جائزة للوئام بين الأديان والطوائف والشعوب على اختلاف ثقافتها ومعتقداتها وهو ما يبعث الامل على التفاؤل واعتدال المزاج الوطني.
mababneh2012@yahoo.com