Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2019

وفي إسرائيل «أيضاً» زعيم يقول: أنا أو لا أَحَدْ*محمد خروب

 الراي-في الدولة الديمقراطية «الوحيدة» في الشرق الأوسط، كما يزعم قادة دولة العدو الصهيوني وكما يُروّج لها قادة الولايات المتحدة، زعيمة العالم الحُر، ثمّة زعيم أوحد ظهر في مشهد الدولة العنصرية والفاشية التي تدّعي أنها الأقوى عسكريّاً، والقادرة بترسانتها العسكرية على تدمير أيّ دولة وأيّ جيش في المنطقة.

 
هذا «الزعيم» الذي لم يغادر المشهد السياسي الإقليمي - وخصوصاً الإسرائيلي - منذ عشر سنوات, بكل ما يمثّله من نرجسية وعنصرية وكراهية، باتت تنتابه هواجس وكوابيس كتلك التي عاشها قبله أباطرة وقادة كانت أيديهم ملوثة بالدماء, وفي أعناقهم حيوات كثيرين ازهقتها آلة القتل والقمع التي توفّروا عليها عبر الغزوات والحروب واحتلال الأراضي، وداخلياً بقتل المعارضين واغتيال المنافِسين وإرهاب الجمهور وكتم أنفاسه.
 
نتانياهو يشعر بِاقتراب نهايته السياسيّة, وهو يخشى إنقلاب أقرب المقربين إليه.. عليه, الذين لن يتردّدوا في تدبير «ليلة سكاكين» حمراء, كتلك التي دبّرها هو شخصيّاً لخصومه داخل الليكود مثل بيني بيغن ودان ميريدور، ولهذا فإن وثيقة «التعهّد» التي فرضها نتانياهو على أتباعِه, والتي تنص على أن «رئيس الوزراء ورئيس الليكود بنيامين نتانياهو, هو المرشّح الوحيد لرئاسة الوزراء ولن يكون هناك مرشح آخر».. لا تروم فقط قطع الطريق على محاولات أحزاب «المُعارضَة» مثل تحالف أزرق أبيض بزعامة الفاشي غانتس, أو حليفه السابق ليبرمان لاستمالة بعض قادة الليكود للإنقلاب عليه وترشيح «ليكودي» آخر, يمكن التحالف معه بل وأيضاً للقول للمرشحين على قائمة الليكود وعددهم «40»: أن لا سبيل أمامهم سوى «التوقيع» كي يضمنوا لأنفسهم البقاء السِياسي.
 
مأزق نتانياهو يتفاقم، فاستطلاعات الرأي لا تمنح الليكود وحلفاؤه في اليمين القومي المُتطرّف والديني المتزمت سوى «57» مقعداً, واحتمالات إقدام ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا على توفير مظلة تُسعِفه تشكيل إئتلاف تبدو ضئيلة, بعد أن اختار «ليبرمان» مواجَهة نتانياهو والعمل على إسقاطه، وهو لا يتوقّف عن دعوة قادة الليكود لعزله، «إذا لم يستطِع القيام بمهمة تشكيل حكومة, فيجب على نائب آخر في الليكود الإضطلاع بالمهمة - يقول ليبرمان. ولا يتردّد بعض داعمي نتانياهو إتّهام ليبرمان بالتشجيع على «التمرّد» في الليكود.
 
شبح الفشل الذي يُلاحق نتانياهو مرتبط بقضايا الفساد, التي لم تغادر مخيلته إذا ما تخلّى الليكود عنه، وهو أمر وارد تكاد تُلخِّصه عِبارة أوردها كاتب سيرته والمُعلق في صحيفة «معاريف» بن كسبيت, عندما كتب «بيبي ذكي بما يكفي، لكي يُدرِك أن تعهدات أعضاء الليكود لن يكون لها قيمَة، إذا تبين أنه غير قادِرٍ على تحقيق مَطالِبهِم».
 
ما يعني ضمن أمور أخرى, أن التوقيع على تعهّد يقول: بيبي أو لا أحد فقَدَ قيمته, بمجرد مُوافَقة هؤلاء على التوقيع, لأن ما بعد التوقيع.. يوم آخر سيأتي بالتأكيد وهو إختفاء نتانياهو من المشهَد.. خلف القُضبان أو تيه في صحراء السياسة.. لا فَرْق.