Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-May-2019

نكبة الأمس.. ونكبة غد!* موفق ملكاوي

 الغد-نحيي اليوم ذكرى مرور 71 عاما على اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها، وبعثرتهم في منافي الله الكثيرة على اتساع خمس قارات. كان حدثا مؤلما، ما يزال صداه ماثلا حتى اليوم أمام أعيننا، خصوصا أن العدو استحكم فوق أرضنا، وتوسع بطريقة شملت فيها أذاه الجميع.

تلك كانت نكبة الأمس التي انبنت على وعد مشؤوم لمسؤول بريطاني من القارة العجوز، أعطى أرضنا وسماءنا لعصابات استحكمت فيها، بدعم غير محدود ولا مشروط من الإمبريالية العالمية التي أمسكت بالسلاح، وقتلت أبناءنا، وهي حال مستقرة منذ ذلك الوقت، فالاحتلال ما يزال حتى اليوم يمارس التقتيل والتهجير والاقتلاع، من أجل بناء كيانه المشوه!
لكن يبدو أن تلك النكبة لن تكون الوحيدة التي ستسجل في سفر خساراتنا الكبيرة، إذ أن السيناريوهات تعد على قدم وساق من أجل تنفيذ وعد جديد، أطلقه هذه المرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيد العالم الجديد، تحت لافتة مبهرة، أطلق عليها اسم “صفقة القرن”، إمعانا في التسويق والتشويق، كما يبدو، ولكنها في النهاية تشكل ضربة جديدة في خاصرة أمتنا العربية التي لم تعد تعرف كيف تعد اللطمات!
في نكبة الأمس، كان العرب خارجين من استعمارات كثيرة، أو أنهم يرزحون تحتها، ومع ذلك فقد وحدتهم بوصلة فلسطين إلى الهدف، ولكن لم يسعفهم ضعفهم في أن يحققوا أي اختراق في تلك الحرب، فكانت الهزيمة، وكان تثبيت الكيان على أرض فلسطين، غير أن الوجدان ظل يهجس بفلسطين، فجاءت أحداث كثيرة بعد ذلك، بعضها سعيد، وأكثرها مر، لك، وعلى الدوام عبر العرب عن قناعاتهم ووجدانهم في أن فلسطين هي قضية العرب الأولى، وأنهم لن يتركوها للأغراب.
اليوم، يعود شبح نكبة العرب من جديد، وهم يستبدلون العدو الأصلي بآخر اخترعوه، مدفوعين برغبات إدارة أميركية تبدو الرعونة واحدة من أكثر صفاتها جلاء، وتسيطر عليها رغبة إعادة تقسيم المنطقة من جديد، إمعانا في تحقيق الأمن والرفاه لدولة الاحتلال.
لكن الثابت اليوم، أن فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى، حتى أن بعضهم لا يعتبرها قضية على الإطلاق، وآخرون يجهرون في أن للاحتلال حقا أصيلا في أن يثبت مساميره في جسدنا، ويستكثرون الصراخ على الفلسطينيين الذين أدماهم التخاذل العربي، فيما هم يقدمون كواكب الشهداء، غير مفرطين بحقهم التاريخي في أرضهم.
نعم؛ نعيش اليوم ملامح نكبة جديدة، سوف يستحكم من خلالها الاحتلال على كل شيء، وسنصبح تحت رحمة خياراته الجغرافية والديمغرافية.. وكل هذا بمباركة وتمويل من جيوبنا!
أما الفلسطينيون، فهم ما يزالون منذ واحد وسبعين عاما يصرخون: يا وحدنا!!