Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2018

ظاهرة السطو على البنوك و«عبد المجيد شومان» - علاء الدين المصري

 الراي - من الصدف السارة في حياتي المهنية الطويلة نسبياً أني عملت ولفترة طويلة

مستشاراً هندسياً لعبد المجيد شومان امتداداً لفترة خدمات أستاذي وشريكي
المهندس المعلم ديران الذي كان قد عمل مع عبد الحميد شومان مؤسس
البنك العربي ، والمهندس ديران كما هو معروف كان المهندس المؤسس
الرائد لهندسة البنوك في الأردن ( رحمهم االله جميعا ).
وأذكر أن خالد شومان ( مدير عام البنك العربي – رحمه االله ) كان قد كلفنا في بدايه تسعينات القرن الماضي
بتهيئة وتحديث أحد فروع العربي لتقديم خدمات بنكية معظمها « آلي» وليكون البنك العربي الرائد «آلآلي»
الأول في الأردن لا بل في الشرق الأوسط.
استدعتنا حاجة معرفة التصميم إلى الاجتماع مع «عبدالمجيد وخالد شومان « عدة مرات ومناقشة طبيعة
عمل هذه الأفرع وتطوير العلاقات الوظيفية الجديدة وغيرها من الأمور التي تهم المصمم للوصول إلى الغاية
المطلوبة.
وأتذكر الآن النصائح التي قدمها لنا «عبدالمجيد بك»- قبل 28 عاما ، أتذكرها لأن حاجتها تطفو على السطح
الآن في عهد انتشار آفة السطو على البنوك، وهي الظاهرة الجديدة الدخيلة على مجتمعنا من قبل قلة من
ذوي النفوس الضعيفة، نأمل جميعاً القضاء عليها، ولا ننكر أن لها آثاراً سيئة اقتصادياً واجتماعياً وأصبحت
ظاهرة مقلقة على المجتمع بحسب وزير الداخلية الذي يعمل مع منظومته الأمنية لمحاربة واجتثاث تلك الآفة
بكل كفاءة.
يقول «عبدالمجديد شومان « ويأمرنا بصراحة بأن «نحصن» نفسية الزبون المتعامل مع البنك ونشعره
«بالأمان» سواء كان مراجعاً أو مودعاً للأموال أو ساحب لها وأيضاً موظفي البنك، وأن نقوم بعمل وتهيئة
مخارج التصاميم والديكورات الداخلية والخارجية، وأن نستعمل الأدوات والتجهيزات الحديثة (في ذلك الوقت)
سواء أجهزة الإنذار المسبق والكاميرات والكواشف والصافرات والأبواب المحصنة وحديد الحماية وغيره،
وتوظيف هذه المخرجات لمنع السرقة استباقياً، وأن نصعب على السارق بتصعيب المداخل والمخارج
وتأهيلها لهذه الغاية.
وفي جميع الأحوال ( وكما قاله لي حرفياً ) « أن نتجنب أن تكون صالات البنك كصالون شعر أو كمكاتب
شركات سياحة « كما كان يردد، وأنه يجب أن يستشعر مستهدف السرقة بالاحباط المسبق، ولا سهولة له
بهذا المغنم.
أما اليوم وفي أفرع البنوك، نجد أنفسنا في صالات عرض كأنها «صالونات قص شعر أو مكاتب سياحية « كما
وصفها «عبد المجيد شومان « ودعانا لتجنبها في ذلك الوقت ، صالات عرض معظم مكوناتها المادية من
ألواح زجاجية وجدران ديكورية معظمها من ألواح الجبسوم بورد وغيرها.
ومن الخارج (لابل) من الطريق العام أو الرصيف وحتى وأنت تقود سيارتك من الشارع فإنك تسطيع رصد
الفعاليات الجارية داخل البنك بكل سهولة ويسر، لابل يمكنك حصر عدد الموظفين وجلهم من الشباب
والشابات صغار العمر، والمراجعين وعددهم بالنظر من خلال واجهات البنك الزجاجية الشفافة حسب ماهو
دارج ومعمول به في واجهات البنوك هذه الأيام، حتى أن بعض المارة تمكنوا وبكل وضوح من تصوير حوادث
السرقة من الخارج، مما يجعل من جميع المؤثرات المتماشية مع متطلبات العصر بأن تكون عاملاً اضافياً في
اغواء واثراء ذوي النفوس الضعيفة لتنفيذ السرقة والنظر إليها كعمل بسيط ومغامرة ممكنة.
وأعتقد أن ماهو مطلوب وممكن فنياً هو ابتكارحلول ومخرجات وأفكار هندسية جديدة ومن مواد تعمل
على مزج متطلب الحداثة والعصرنة المطلوبة وبدون اسقاط لمتطلبات المنظومة الأمنية الحسية والعمل
على تناغم كليهما للخروج بمشروع هندسة بنكية تعمل تلقائياً على وقاية نفسها.