Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Dec-2017

«نبوءة» ستالين! - صالح القلاب

الراي -  «جيلنا» قرأ الكثير عن جوزيف ستالين وبعضنا أعجب به ، وأنا أحد هؤلاء، فهذا الجيل جيل مرحلة كان شعارهاوربما لا يزال:»إنما العاجز من لا يستبد « ولعل ما يجب أن يقال بعد إطلالة على الماضي أنَّ هذا الذي كان يوصفبأنه ديكتاتور كان هو من بنى الحزب الشيوعي في بلاده وكان صاحب ثورة أكتوبر (تشرين الأول) العظيمة حقاًّ

وكان بطل الحرب العالمية الثانية كما كان هذا الجورجي، الذي صوره الإعلام الغربي.. الإعلام الصهيوني تحديداً
بأنه مجرد قاتل وزعيم عصابة، إنسان مرهف ومثقف ومنظمّ من طراز رفيع.. وأنه قاهر أدولف هيتلر وبطل
معركة ستالين غراد وأنه فاتح برلين النازية.
لم يقل الإعلام، الذي كان يضع فوق عينيه «جلدتين» كالجلدة التي كان يضعها موشيه دايان فوق عينه، أنَّ جوزيف ستالين هذا لم يكن
مؤيداً للصهيونية لا بل أنه مضاد لها ويكرهها وأنه كان في البدايات قبل قيام دولة إسرائيل من المؤيدين والساعين لـ «السلام» بين
العرب واليهود في فلسطين أي أنه كان ضد قيام دولة «إسرائيلية» في هذا الجزء من الوطن العربي ولعل هذا هو الذي دفع الأطباء
اليهود بدس السم له في عام 1947 وحيث كان الإعلام السوفياتي قد كشف النقاب لاحقاً، يناير (كانون الثاني) عام 1948 ،عما اعتبره
مؤامرة لتدمير القيادة السوفياتية كانت قد طالت عدداً من القادة السوفيات من بينهم الكاتب الشهير الكسندر ستشير باكوف كان
منفذوها من الـ «معتنقين» للصهيونية.
كان ستالين بعد تعرضه لمحاولة إغتيال بالسم من قبل أطباء يهود مؤيدين للقومية اليهودية أي الحركة الصهيونية قد إتهم هؤلاء
بالتجسس على الإتحاد السوفياتي لحساب الإستخبارات الأميركية وقام بحملة لتصفية العديد منهم وإغلاق مؤسساتهم ومدارسهم
التي تدرس باللغة العبرية والإعلان في إجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي :إن كل قومي يهودي «صهيوني» هو جاسوس
للأميركيين وإن إنشاء دولة يهودية قومية «صهيونية» في الشرق الأوسط سيعني زرع بؤرة حرب دائمة هناك.
والغريب هنا أن حتى الشيوعيين، وكانت أكبر أحزابهم في أوروبا الغربية «الرأسمالية» في إيطاليا أولاً، التي لمع فيها في تلك الفترة
الكاتب الشيوعي العظيم أنطونيو غرامشي صديق صديقي الشهيد وائل زعيتر رحمه االله، وفي فرنسا لاحقاً قد انساقت مع حملات
تشويه ستالين التي قادها بعده نيكيتا خروشوف وأغلب الظن لا بل المؤكد أن الحركة الصهيونية ومعها الأجهزة الغربية الإستخبارية
هي التي قامت بتلك الحملات التي لا يزال تأثيرها مستمراً رغم مرور كل هذه الفترة الطويلة ورغم إنهيار الإتحاد السوفياتي الذي لا تزال
أسباب انهياره غامضة حتى الآن.. ومع الإشارة إلى أنَّ هذا الإنهيار قد بدأ عملياًّ مع ميخائيل غورباتشوف صاحب الـ «غلاسنوست» والـ
«بيريسترويكا».
إن ما يهمنا بالدرجة الأولى في هذا المجال هو أن نبوءة «ستالين» هذه، التي كان قد كشف النقاب عنها خلال إجتماع للمكتب السياسي
للحزب الشيوعي السوفياتي في الأول من (ديسمبر) 1952 كانت:»إن إنشاء دولة يهودية قومية «صهيونية» في الشرق الأوسط سيعني
زرع بؤرة حرب دائمة هناك «.. وهكذا فإن المفترض أن تجربة سبعين عاماً قد أكدت لنا..ولغيرنا كم أن هذه «النبوءة» كانت صحيحة
وصادقة وإستشرافاً للمستقبل الذي عندما ننظر في إتجاهه على أساس واقع الحال لا نرى إلا تواصل هذه الحرب التي من الواضح أنها
ستبقى مستمرة وبلا نهاية طالما أنَّ شعار قادة الحركة الصهيونية هو:»من الفرات إلى النيل».