Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

الجیش والإرهاب الیهودي - ھاس عمیرة
ھآرتس
 
الغد- ”عیون الجنود كانت ملیئة بالخوف، نفس الخوف الذي اشاھده أیضا لدى الجنود قرب البؤر
الاستیطانیة في شمال الغور، لیس فقط ھنا في منطقة العوجا (شمال مدینة أریحا، في ظل بؤرة
استیطانیة قید الشرعنة باسم عینوت كیدم).
”عندما یكون المستوطنون الذین یعطون الاوامر بعیدین، فإن الجنود یسمحون للرعاة بالرعي.
وعندما یقترب المستوطنون – احیانا على حصان واحیانا في سیارة تسرع نحو القطیع – فإن الجنود یبعدون بأنفسھم الاغنام“. المتحدث ھو غاي ھیرشفیلد، نشیط یساري یذھب إلى الغرب
المتوحش بشكل دائم مع شجعان آخرین، یحاولون وقف الإرھاب. والرعب في العیون ھو لدى
الجنود الذین یشعرون بعدم الرضى، لكنھم یدركون أن علیھم الخضوع لأوامر رئیس
المستوطنین، لأن قادتھم أیضا یفعلون ذلك.
الصدمة الكبیرة من عدد من طلاب المدرسة الدینیة وعرضھم كمجسدین للإرھاب الیھودي، ھو
حرف للانظار. لیس ھناك خلاف على أن الشباب متھمین بعمل مثیر للاشمئزاز – قتل عائشة
الرابي. یسھل أن تصدم من قتل امرأة تقود سیارتھا بحسن نیة، وحتى ھذا أكثر من تدنیس
السبت الذي كان مقترنا بالعمل. ولكن قتل الفلسطینیین لیس ھو ھدف الإرھاب الیھودي، حتى لو
كانوا لا یبكون على دم فلسطیني مسفوك. الإرھاب الیھودي، أي نشاطات فرض الرعب التي
تتم من قبل رسل الله على الأرض، یسعى إلى السیطرة على الفضاء الفلسطیني المتبقي. وھنا
یلتقي مع الإرھاب الرسمي الإسرائیلي.
في یوم الجمعة 4 كانون الثاني شرحت مجندة لھیرشفیلد لماذا یجب على الرعاة من عائلة كعابنة
من قریة العوجا مغادرة المنطقة، التي رعى فیھا اجدادھم حتى قبل قیام دولة إسرائیل. وقد قالت
”یوجد ھنا أمر، وھو یزعجھ وجودكم ھنا (القصد ھو صاحب البؤرة الاستیطانیة عومر عتیدیا).
ھذا یزعجھم جمیعا. یزعج الأشخاص الذین ھنا في المزرعة، ھذه منطقة عسكریة مغلقة“.
البؤرة الاستیطانیة اقیمت في 2004 مكان موقع عسكري تم اخلاؤه. تنكیل عنیف بسكانھا حقق
الغایة: الرعاة الذین یعیشون في القریة منذ الانتداب البریطاني امتنعوا عن الخروج إلى
المراعي، ودفعوا مبالغ كبیرة لشراء الاعلاف. ولكن قبل سنتین تقریبا سئموا من ذلك، وقرروا
الرعي مرة اخرى في المنطقة المفتوحة بمساعدة ومرافقة نشطاء إسرائیلیین. ھذا لم یمر
بسھولة، دائما كان ھناك قادة خضعوا للقائد الأعلى للبؤرة الاستیطانیة. ومع ذلك تم تحقیق اتفاق
مبدئي وأغنام الكعابنة عادت إلى المرعى. والآن، عند سقوط الامطار في ھذه السنة، یطرد
الجیش الإسرائیلي من مراعي الیھود بتصمیم الرعاة الفلسطینیین ومواشیھم. ”في الساعة الثامنة
صباحا نخرج إلى المرعى“، قال محمود كعابنة للصحیفة، ”وعلى الفور یظھر الجنود ومعھم
شخص من البؤرة الاستیطانیة ویقومون بطردنا“.
طلبت من المتحدث بلسان الجیش الإسرائیلي تفاصیل عن ھذا الأمر، مثل من الذي وقع الأمر،
وإذا كان یؤكد اقوال المجندة أعلاه. وسألت إذا كان الجیش الإسرائیلي یرى أنھ لیس للفلسطینیین
الحق في رعي أغنامھم في المنطقة التي قاموا بالرعي فیھا خلال عشرات السنین، وما ھو الرد
على الانطباع السائد بأن الجنود یخافون من رجال البؤرة الاستیطانیة. كالعادة المتحدث بلسان
الجیش لم یرد على الاسئلة، لكنھ صادق على أن الجیش یخضع للإرھاب الیھودي. ”في 11
كانون الثاني اقترب عدد من الأشخاص من منطقة مجاورة لعینوت كیدم.
وفقا لتقدیر الوضع الأمني ومنع احتكاك عنیف في المكان تم اصدار أمر بأن المنطقة ھي منطقة
عسكریة مغلقة. الطریقة التي یتم فیھا تنفیذ الأمر على الأرض سیتم فحصھا. الجھات الأمنیة
ستواصل العمل على الحفاظ على النظام العام والأمن في المنطقة“.
”احتكاك“ ھو مفھوم – شرعنة للتخویف الذي یبادر الیھ المستوطنون. ما یحدث ھنا یصف ما
حدث ویحدث في ارجاء الضفة الغربیة: برعایة الجیش یدفع الإرھاب الیھودي الخاص بعیدا
الفلسطینیین عن اراضیھم التي قاموا بفلاحتھا والرعي والتجول فیھا. نجاحھ كبیر، لأن ھذا
أیضا ھو ھدف الدولة، وقلیلون ھم الأشخاص المصدومون من الإرھاب العقاري الإسرائیلي.
وأقل ھم الأشخاص الذین یحاولون صده.