الراي - قرأت خبرا رسميا نشر أمس ويقول :- القبض على شخص يرتدي لباسا فاضحا ويحمل الجنسية الأرمنية ...كل الشكر لجهاز الأمن العام , على تجاوبه مع الإعلام ...

 

و قبل فترة قدر لي أن اطلع على تاريخ أرمينيا, وللعلم هي جمهورية في جنوب القوقاز ..دفع أهلها في الصراعات التي حدثت مطلع القرن الماضي , مئات الألوف من الشباب والفرسان ضحية لإستقلال هذه الجمهورية ولبقائها ..

 

ولأنها الاجمل بين كل البلدان لم تستقر أبدا , ولم تكن فترات استقلالها طويلة ,ومما يؤلم النفس أنك حين تقرأ فترات الصراع في الحرب العالمية الأولى , وتقرأ عن هذا الوطن ..وتكتشف كيف أعدم المثقفون فيه والفنانين والشعراء , تعرف لماذا موسيقاهم حزينة ولماذا كل الأغنيات لديهم ممزوجة بالدمع .

 

الشعب الأرمني من أقدم شعوب الأرض , ويقال إذا أردت أن تستنشق الهواء العذب وتنعم بسحر الطبيعة فعليك أن تمضي وقتا من العمر في (يرفان) عاصمة هذه الجمهورية ..

 

ما زال الشعب الأرمني في إقليم (ناغورني كارباخ) يعاني , قيام ستالين باقتطاع هذا الإقليم من أرمينا وضمه إلى أذربيجان ..ومخطيء من يعتقد أن أرمينيا ظهرت كدولة في العام (1991) فقط , فهي حضارة ضاربة ممتدة في جذور التاريخ وأضافت غلى الإرث الإنساني الشيء الكثير .

 

ما يعنيني في الأمر أن الألوف من الإخوة الأرمن حضروا هنا إلى دولتنا وشكلوا جزءا من نسيجنا الإجتماعي , وكانوا إضافة مهمة للدولة الأردنية فقد عملوا في معظم القطاعات , ولم يتبدل ولاؤهم ..لم تتغير شكيمتهم , وعنفوانهم ما زال هو ذاته ..

 

الشذوذ , ليس له جنسية , والإنحطاط لا يملك هوية ...وتدني الأخلاق ليس حكرا على شعب دون سواه , وما جعلني أغضب هو ذكر جنسية هذا الشخص ..كان من الممكن أن نقفز عن المسألة , ونقول أنه قد تم القبض عليه ونكتفي ...

 

الأرمن شعب عانى في التاريخ , كما لم يعان شعب اخر ..ذبح وشرد وقهر , ولكنه استرد إرادته ,وعاد للحياة دولة حرة مستقلة وعظيمة ..وإذا أردنا أن نلصق به شيئا فسنلصق به كل معاني الإباء والتضحية ...على الأقل كان بإمكاننا أن نراعي شعور إخوتنا الأردنيين من اصل أرمني ..دون الإيغال بالتفاصيل ...مع ذلك شكرا للأمن العام