Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2024

نتنياهو رجل الهدم

 الغد-هآرتس

بقلم: أسرة التحرير
 
 
 
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمكنه أن يضيف إلى قائمة اخفاقاته الفاخرة أزمة دبلوماسية مع حليفتها الأقرب، عرابتها في العالم، القوة العظمى الأميركية، التي خرجت عن طورها كي تقف إلى جانب إسرائيل منذ نشبت الحرب. مجلس الأمن في الأمم المتحدة تبنى أمس مشروع قرار يدعو إلى وقف نار فوري وتحرير المخطوفين، فورا وبلا شروط. بخلاف المرات السابقة، اجيز المشروع هذه المرة لأن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت ولم تستخدم حق النقض الفيتو.
 
 
بدلا من أن يعترف مرة أخرى بإخفاقه، يبدي تغييرا فوريا في النهج في الموقف من الولايات المتحدة، يعتذر لمواطني دولة إسرائيل على التسونامي السياسي الذي أوقعه عليها، ويستقيل مكللا بالعار على سياسته السائبة، التي حملت إسرائيل في 7 أكتوبر إلى شفا الهوة، اختار نتنياهو أن يواصل المهانة واستفزاز الأميركيين.
في أعقاب التصويت ألغى نتنياهو سفر الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن واتهم الولايات المتحدة بأنها "تراجعت عن موقفها الثابت ومست بالجهد الحربي". دون ذرة خجل، اتهم مكتبه الولايات المتحدة بالمس بالجهد لتحرير المخطوفين وإعطاء ريح إسناد لحماس. وقد كانوا على مسافة خطوة عن اتهام الأميركيين بدعم العنف، وفقا للصيغة التلقائية لآلة السم.
كعادته، حاول الوزير بيني غانتس مرة أخرى أن يصلح قليلا ما خربه نتنياهو. "ليس فقط صحيح أن يسافر الوفد  خير كان فعل رئيس الوزراء لو كان سافر بنفسه إلى الولايات المتحدة، وأجرى حوارا مباشرا مع الرئيس جو بايدن ومسؤولي الإدارة". لكن في محيط نتنياهو رأوا بهذا إشارة للانقضاض على غانتس.
نتنياهو لا يمكنه أن يتهم إلا نفسه. فالأميركيون خرجوا عن طورهم كي يوضحوا لإسرائيل بأن صبرهم نفد. التوتر ارتفع حول إمكانية العملية في رفح. معارضة بايدن القاطعة لعملية واسعة هناك طرحت في حديثه مع نتنياهو، كما طرحت في زيارة غانتس إلى واشنطن وفي زيارة وزير الخارجية انطوني بلينكن الى القدس. كما أن نائبة الرئيس كاميلا هاريس اطلقت أمس تحذيرا في المقابلة لشبكة "اي.بي.سي" لكن شيئا من كل هذا لم يمنع نتنياهو وزراءه ورجاله من أن يستخفوا بالدعم الأميركي: "إذا اضطررنا، سنفعل هذا وحدنا"، بربر نتنياهو فيما أن آخرين بثوا الرسالة إياها بصياغات أخرى، وكأن إسرائيل ليست متعلقة بالولايات المتحدة وبدعمها.
لقد أصبح نتنياهو مشكلة لإسرائيل. فهو يكشفها أمام مخاطر إستراتيجية من شأنها أن تجبي ثمنا باهظا على نحو خاص. باسم البقاء الشخصي يمس بنية مبيتة لمواطني إسرائيل.
نتنياهو ملزم بأن يستقيل ويعطي إسرائيل فرصة لأن تنقذ نفسها من الضرر الذي ألحقه بها. ينبغي الأمل في أن تشكل استقالة جدعون ساعر أمس بداية سقوط الحكومة.