Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2018

لنتعلم من دروس قصف سورية - تل ليف - رام

 

معاريف
 
الغد- نشرت مجلة "نيو يوركر" الأميركية منذ أيلول 2012 تحقيقا مفصلا للغاية عن قصف المفاعل النووي في سورية. بعد سنوات من الاشتباه، وفقا لذاك التحقيق توفر المسدس المدخن: فقد اجتاح وكلاء الموساد منزلا في فيينا كان يسكن فيه رئيس لجنة الطاقة الذرية في سورية، والمعلومات التي وجدت في حاسوبه وفرت للقيادة السياسية ولجهاز الأمن كل ما كانت تحتاجه كي تعد الأرضية للهجوم، هكذا حسب مصادر اجنبية. ويشار إلى أن إسرائيل لم تأخذ ابدا المسؤولية عن هذه العملية. الكثير من "حروب اليهود" تبقى بلا عنوان والاتهامات ستنشأ في الأيام القادمة، ولكن عن الدور المركزي لمئير دغان الراحل، رئيس الموساد في حينه، لا يختلف أحد.
في شخصية دغان أثر أيضا على ثقة رئيس الوزراء ايهود اولمرت لتنفيذ العملية حتى بثمن محتمل بالحرب. فاتخاذ مثل هذا القرار يتطلب شجاعة ورباطة جأش، ولا سيما حين كانت مكانة اولمرت الجماهيرية قد تضررت بشدة بعد حرب لبنان الثانية وكذا مدى الثقة بجاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب اخرى.
لقد كان الجدال العسير بين اولمرت ووزير الأمن ايهود باراك في الزمن الحقيقي على موعد الهجوم على المفاعل، على الاقل من زاوية نظر عسكرية، هو جدال شرعي؛ وزير أمن وافد يسعى لفحص الخطط العملياتية وجاهزية الجيش ويدعي بانه يوجد وقت لمزيد من الاستعدادات حتى لحظة الهجوم حيال رئيس وزراء يدعي بان كل شيء جاهز، والزمن ينفد.
ان ادعاءات بانعدام الموضوعية في عملية اتخاذ القرار لدى باراك لاسباب شخصية بعد الحلول محل عمير بيرتس هي مسألة تحليل. ففي مدى السنين كان العداء والشك من أعضاء الطاقم الوزاري للشؤون العسكرية والسياسية، "الكابينيت" في 2007 قد اكتسبه عن حق. هذا لا يغير حقيقة انه هو أيضا كان له دور مهم في نجاح العملية.
ان الجدال بين الأشخاص والشخصيات المركزية سيجتذب على ما يبدو جزءا مهما من البحث الجماهيري في الأيام القريبة القادمة. وقد يكون هذا بحثا مشوقا، ولكن برأيي اقل أهمية. اولمرت كرئيس وزراء وحيد وجريح اتخذ قرارا ليس هناك أكثر تعقيدا منه – ان يهاجم، يفاجئ العدو ويخاطر بحرب يكون هو بدأها. حين تكون هذه المسألة قيد الاختبار في مواجهة المفاعل والسلاح النووي في سورية، لم يكن ظاهرا خيار آخر. والاجماع التام بين هيئات الأمن، القيادة السياسية واعضاء "الكابينيت" بوجوب الهجوم على المفاعل هو دليل جيد على ذلك.
لقد كان ينبغي لقيادة اولمرت باتجاه القرار الصعب ان تشكل مرجعية لسياسة إسرائيل في السنوات الاخيرة، حتى عندما لا تكون التهديدات الناشئة تشبه المفاعل والتهديد النووي وهي اقل بكثير. هكذا يجدر السؤال مثلا الم يكن ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يهاجم الانفاق قبل الجرف الصامد.
كما أنه ينبغي مراجعة الفكرة التي تقول ان إسرائيل لا تبادر ابدا إلى عمل ضد تعاظم العدو حتى عندما يزيد تنظيم مثل حزب الله كمية صواريخه عشرة اضعاف ما كانت لديه منذ الحرب الاخيرة ويحسن دقة الصواريخ بشكل دراماتيكي. ليس في هذه الاقوال ما يبرر الخروج إلى الحرب ضد كل تهديد متعاظم ينشأ في المنطقة، ولكن ثمة في السؤال ما يفحص السبيل باتخاذ القرارات بعدم العمل العسكري على مدى السنين ضد تهديدات تعاظمت بشكل دراماتيكي، بسبب عدم التصدي لها.