Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2017

اليمين المتطرف إلى «الاليزيه» - د. صفوت حدادين
 
الراي - «اوروبا» تحتفل بفوز «ماكرون» في الجولة الأولى بيقين أنه القادم لحكم «الاليزيه» لكن حساب الحقل قد لا ينطبق على حساب البيدر فهناك ٥٤٪‏ من الناخبين الذين شاركوا في الجولة الأولى باتوا فرس الرهان لترجيح كفة أحد المتأهلين للجولة الثانية.
 
المرشح اليميني الخاسر «فرانسوا فيون» حاز على ٢٠٪‏ من الأصوات و أعلن أنه سيصوت لماكرون و دعا مؤيديه للتصويت لماكرون لكن الفرنسيين ليسوا بقطيع يأتمر فيطيع و الأهم أن الفكرة اليمينية التي يحملها «فيون» و مؤيدوه تجد ثنائيتها المتطرفة لدى «الجبهة الوطنية» التي تقودها «مارين لوبان» لا لدى «الوسط» المتمثل بماكرون و هذا معناه أن غالبية الخُمس الذي حصل عليه «فيون» سيذهب إلى «لوبان».
 
نزيد على ذلك بأن ١٦٪‏ من الأصوات و التي كانت نصيب المرشحين الذي حصلوا على نسب متواضعة تمثل فرنسيين لا ينقادون مع الأكثرية و هذا معناه أنهم غير معنيين بالنجوم أمثال «ماكرون» بل و لديهم مواصفات خاصة للرئيس الفرنسي القادم و الذي يمكن تفسيره على أن ميله للاتجاه المحافظ و بالتالي يمنح «لوبان» فرصة لانتزاع معظم هذه الأصوات.
 
أقصى اليسار و الخُمس الذي حصل عليه قد يتراجع تأثيره إذا ما قرر كثير من ناخبيه الاعتكاف عن المشاركة في الجولة الثانية و هو أمر وارد.
 
لا يجب أن نُغفل أيضاً ما نسبته ٣٠٪‏ من الناخبين الذين لم يشاركوا في الجولة الأولى و الذين قد تدفع الاثارة جزءاً كبيراً منهم للتصويت في الجولة الثانية و هؤلاء توجهاتهم غير واضحة و قد تقلب الموازين.
 
نسبة التصويت في الجولة الثانية قد لا تتعدى الأولى لكن أطياف الناخبين و توجهاتهم قد تختلف كثيراً.
 
«اوروبا» تدعم «ماكرون» و الرئيس «هولاند» يقف معه بقوة و نصف مليون يهودي في «فرنسا» يدعمونه و عدة مرشحين أعلنوا أنهم سيصوتون له لكن حصول اليمين المتطرف على ما يقارب ربع الأصوات معناه أن فرنسا باتت قريبة جداً من قبضة اليمين المتطرف.
 
الزخم الاعلامي يدفع بماكرون إلى قصر «الاليزيه» الأنيق بقوة و هذا معناه أن «لوبان» باتت مصدر قلق شديد حتى لماكينات الاعلام إلى حد أنها تعيش تجربة «ترامب» في العداء من «الميديا» و أمس علق «ترامب» على الانتخابات الفرنسية من زاوية «الاعلام المزيف» و توقع ضمنياً أن «لوبان» تخطو بسرعة نحو «الاليزيه».
 
ألا يذكركم الاحتفاء بتقدم «ماكرون» بذات الاحتفاء الذي لقيته «هيلاري كلنتون» في الايام الأخيرة قبل الانتخابات الأميركية؟
 
ملفت أن «هآرتس» الاسرائيلية أمس عنونت أن «يهود فرنسا مرتاحين لفوز «ماكرون» لكن الرئاسة ليست في جيبه»!
 
الارهاب ضرب في فرنسا قبل الجولة الأولى و قد يدمي مقلة «ماكرون» قبل الجولة الثانية!
 
«اوروبا» تغيرت و لا أظن أن «الوسط» سيجد طريقه إلى النهاية في حقل «الغام» من ضربات الارهاب..
 
لننتظر و نرى...
 
sufwat.haddadin@gmail.com