الغد-معاريف
بقلم: أفرايم غانور
الميل الإيراني المغرض معروف وواضح ويعمل ضدنا بكثافة منذ نحو سنة: خوض حرب استنزاف طويلة ومريرة في عدة جبهات تؤدي بدولة إسرائيل إلى انهيار اقتصادي، اجتماعي وأمني فيما عمليا لا يمكن تجاهل حقيقة أن للايرانيين يوجد صحيح حتى اليوم نجاح لا بأس به في تنفيذ خطتهم بعيدة المدى التي تتواصل منذ سنة ونهايتها لا تبدو في الأفق.
هذه الخطة وصلت في الأسبوعين الأخيرين الى مرحلتها الحرجة والحاسمة، وبعد أن أصبح شمال دولة إسرائيل بعد 11 شهرا من الحرب "أرضا سائبة" مهجورة من السكان وعرضة لقصف يومي من الصواريخ والمُسيرات خلفت وراءها دمارا، خرابا وآلافا من الدونمات المحروقة، قررت دولة إسرائيل أخيرا العمل في الشمال وتثبيت عودة النازحين الى بيوتهم بأحد أهداف الحرب.
بشكل واضح ومتوقع كُلف بعبء المهمة الأساس لمواجهة قدرات اطلاق الصواريخ الهائلة لدى حزب الله سلاح الجو، الذي بمساعدة شعبة الاستخبارات والموساد بدأ يعمل بقوة عظيمة في لبنان وفي سورية بنجاح عظيم جدا.
لهذه الحقيقة انضم بالطبع النجاح الكبير والمفاجئ الذي أذهل حزب الله في تفجير أجهزة الاتصال والإشعار لدى رجاله، العملية التي أثبتت مستوى استخباريا وقدرات غير متوقعة، وإن كانت آلمت جدا حزب الله لكنها لم توقف إطلاق الصواريخ والمسيرات بل وتسببت بتوسيع مداها واصابة أهداف "حساسة".
وذلك انطلاقا من نية واضحة لمواصلة خوض حرب الاستنزاف هذه، رغم "التصفيات" في القيادة، رغم الضربة الشديدة لمنظومة الصواريخ، القواعد والمعنويات، يتبين أن الدافع والميل لدى حزب الله وايران لمواصلة حرب الاستنزاف هذه بقي صلبا دون أي مؤشر انكسار ونية لوقف النار.
هذه الحقيقة تبعث هنا ذكريات وحقائق من حرب لبنان الثانية. في 2008 نشرت لجنة فينوغراد تقريرها النهائي عن حرب لبنان الثانية وكتبت بانه "كان اعتقادا زائدا بقوة سلاح الجو. إحساس مغلوط في أن الحل سيكون جويا".