Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jan-2018

الشرق الأوسط: عواصف على الطريق - يعقوب عميدرور

 

إسرائيل هيوم
 
الغد- الاحتجاجات في ايران هامة جدا لأنها تشير إلى فشل قيادة ايران في المجال الاقتصادي وإلى أنه في اعقاب هذا الفشل، ينظر مواطنون ايرانيون غير قليلين بغضب إلى الاستثمارات الايرانية في دول بعيدة كلبنان وسورية، إحساسه هو أن هذا يأتي على حسابهم. 
من كل التقارير يصعب ان نعرف اذا كان لهذه الاحتجاجات تأثير حقيقي على النشاط الايراني وعلى مهام الحرس الثوري، ولكن يبدو أن الجواب على ذلك سلبي. كما أن الشائعات عن اخلاء قوات الحرس الثوري في صالح قمع الاضطرابات في ايران تبدو مبكرة وغير دقيقة، إذ في هذه الايام بالذات يجري قتال حقيقي في منطقة إدلب، بدأ بمبادرة الحكم السوري وحلفائه الروس والايرانيين.
الاحتجاج، كما يبدو في تقارير وسائل التواصل الاجتماعي كان على ما يبدو تعبيرا عن خيبة أمل الطبقات الوسطى والشباب: فقد جذبت الآلاف ولكن ليس الملايين، اقل بكثير مما كان عشية الثورة في 1979 بل واقل من عدد المتظاهرين في 2009. اما النظام الذي تمكن من التغلب على الموجة التي كانت أعلى بكثير وجارفة قبل ثماني سنوات، طور منذئذ ادوات القمع لديه، ويبدو أنه نجح في التغلب على الموجة الحالية. 
وجاء بيان الحرس الثوري أنه انتهت مهمتهم، ليكون على ما يبدو مبكرا ومتفائلا أكثر مما ينبغي. ولكن اذا لم يطرأ تغيير مفاجئ – فليس هذا هو الحدث الذي عليه سيسقط النظام.
سؤال مشوق هو هل مثلما قبل تسع سنوات، الاضطرابات في ايران هي بداية سياق شرق اوسطي، الاضطرابات في ايران في 2009 كانت مثابة مقدمة للربيع العربي الذي اندلع في تونس. هل احساس خيبة الامل في الدول العربية، والذي هو ليس اقل من احساس الخيبة لدى الشباب الايراني، سيجد تعبيره في احتجاج شعبي غاضب في الزمن القريب القادم؟
الايرانيون ليسوا وحيدين، إذ ان الوضع الاقتصادي للمواطنين في مصر لم يصبح افضل بعد سقوط مبارك، وبالتأكيد حياة الليبيين لم تصبح اكثر راحة بعد أن تخلصوا من القذافي، ويمكن التقدير ان معظم سكان سورية ليسوا سعداء اكثر بعد سبع سنوات من الحرب. لم يصبح الشرق الاوسط مكانا آمنا اكثر للجيل الشاب، ولا حتى في تونس التي بدت للحظة كمكان أجرت فيه الثورة تغييرا مباركا. 
يتبين انه من اجل احداث التغيير، من اجل ان تحظى الاضطرابات ضد الحكم الطاغية بالفعل وعن حق باللقب الملزم "الربيع"، هناك حاجة لاكثر من جماهير في الميادين وحاكم مطاح به. هناك حاجة لتغيير ثقافي، وهذا هدف اصعب بكثير على التحقيق. هل ايران أو أي دولة عربية اصبحت اقل فسادا في اعقاب الثورة؟ يبدو أن لا.
هل في أي من الدول اصبح المجتمع منفتحا أكثر، والاقتصاد أقل ارتباطا بالروابط العائلية والصداقات مع الحكام؟ من شبه المؤكد أن لا. باختصار، في افضل الاحوال أدت الثورات إلى تغيير الحكام – ولكن ليس إلى تغيير حقيقي، في اسوأ الاحوال استبدلت الدكتاتورية بالفوضى، وليس مؤكدا ما هو الافضل.
الاستنتاج من هذه الامور محزن، ولكن يجدر العمل في ضوئه: فعذابات سكان دول المنطقة لم تنتهي. وعليه فيمكن التقدير بان العواصف التالية على الطريق، وحتى لو تغلب الحكم عليها وربما حتى منعت اندلاعها، ينبغي الاعتراف في أنه من تحت السطح الوضع متوتر ومن شأنه أن يتفجر.
لا يوجد اي سبيل لان نعرف ما الذي سيشعل النار. الحكام على وعي بذلك. ولهذا فهم يحاولون تأجيل كل مواجهة، واعداد ادوات افضل كي يكون في وسعهم التصدي للظاهرة التي لم ينجحوا في التصدي لها في العقد الاخير: جموع غاضبة من الناس، مستعدون لان يضحوا بأرواحهم وان يسجنوا. وفي مثل هذه المواجهات لا يكفي الجيش، حتى لو اراد، وهو لا يريد دوما. 
في هوامش الامور يجدر بالذكر بان كل المتحدثين عن "مظالم الاحتلال" يتجاهلون الاحاسيس السائدة بالتأكيد في اوساط الفلسطينيين، اي ان الاحتلال صعب، ولكن حياة اخواننا العرب والمسلمين غير "المحتلين" اصعب منا بكثير، نحن "المحتلين". يحتمل ان يكون إلى جانب أسباب اخرى هذا هو السبب الذي لا يجعل الانتفاضة الثالثة تندلع: الفلسطينيون، الذين صعب عليهم حقا، تعلموا بان كل شيء نسبي، بما في ذلك معاناتهم.