Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Mar-2018

اي فصول من الكارثة والعار تحمل ازمة سوريا في عامها الثامن ؟! - فيصل ملكاوي

 الراي - تدخل الازمة السورية الطاحنة اليوم عامها الثامن بفصول ماساوية ، قوامها حمام متدفق من الدم ودمار شامل وممنهج في كارثة بات عمرها ثماني سنوات ضحيتها الاولى الشعب السوري الذي مزقته الحرب ما بين ضحايا ومشردون ومهجرون ولاجئون ونازحون ، وبعلامة كاملة لفشل المجتمع الدولي ازاء ماساة العصر ، في ظل استقطاب اقليمي ودولي غير مسبوق وبلا افق قريب يلوح لاي حل بل الى مزيد من فصول الماساة والكارثة والتي تتحول وتتحرج كل يوم الى مخاطر قد تغادر الارض والسماء السورية الى احتمالات انفجار واسع ياخذ المنطقة والامن والسلم الدوليين الى ازمة وربما مواجهة لا يمكن التنبؤ بمآلاتها ونتائجها.

حلقة الجنون التي تحدث في سوريا ، هي كالباب الدوار اللاعبون الداخلون منه اكثر من الخارجين ، وليس هناك رابح في الجحيم الذي يضرب سوريا الدولة والشعب التي اعادتها الحرب الى قرون مضت من الخراب والماسي ، وعاث فيها ايضا شذاذ الافاق من الارهابيين من كل انحاء العالم ، وتطاير شررهم الى كل العالم ايضا ، بجرائم بربرية ، وجد مقترفيها البيئة الخصبة في الفوضى العارمة وملاذات واوكار في ثنايا الكارثة للتخطيط والتدمير واستباحة دم الابرياء في سوريا وخارجها ، تحت انظار المجتمع الدولي الذي نكص عن مسؤولياته في معالجة الازمة مبكرا قبل ان تستفحل وفي ظل نظام وحلفاء له يصرون على الحرب وماسيها وظلماتها كطريق للحسم في دولة فشلت وتحولت الى كومة من الدمار وكتلة من النار اكلت الاخضر واليابس في كل مكان على التراب السوري.
كل لحظة من الازمة السورية كانت علامة فشل للجميع ، وعلامة فشل كبيرة ايضا للمنظمة الاممية التي تم شلها وشل مجلس الامن فيها ، تحت عناوين الاجندات المتعارضة والمتصارعة على ارض وفي سماء سوريا ، وليس فقط الارهاب من وجد فيالارض السورية ساحة  مستباحة لارتكاب ابشع صور البربرية ، بل ايضا القوى الدولية والاقليمية وجدت في كل زاوية من سوريا ساحة لتصارع النفوذ وتصفية الحسابات ، والعيش على التناقضات ، حتى ان المرء ما ان يبعد نظره عن الساحة السورية لمجردسويعات حتى  يرى التحالفات تتبدل ، والمعارك تشتعل ، والجغرافيا تختلف حسب اقدام اللاعبين التي تطاها اقدامهم لتفرض بالقوة والسطوة والسلاح مصالحهم واجنداتهم على حساب الدم والتراب السوري في هذه الفاجعة التي لم يكن يخطر على بال بشر ان تحدث في سوريا الدولة الموغلة في عمق التاريخ والحضارة والتي باتت خارج التاريخ وعلامة صارخة على تدمير كل معاني الانسانية والحضارة.
الازمة السورية منذ اشهرها الاولى ، تحولت الى كارثة متحركة على كافة التراب السوري ، فمن ثورة بدات على وقع ما سمي الربيع العربي في مثل هذا اليوم من العام 2011 الى رؤية قاصرة من الحكم في سوريا وعدم التقاط اللحظة لتدشين وصفة النجاة والامان بالاصلاح ، الى انزلاق الازمة الى الصدام المسلح ، وتحولها سريعا الى حرب اهلية طاحنة، كانت بوابة  لتصارع نفوذ واجندات وارادات القوى الاقليمية والدولية ، بالاصالة والوكالة من بيت الى بيت ومن حارة الى حارة ومن شارع الى شارع في كل ارجاء سوريا ، فازدحمت الارض السورية باللاعبين الذين تصارعوا بالذخيرة الحية من كل صوب وحدب ، ولم تعد سوريا تتسع لابناء شعبها الذين من كان منهم له قدر ونصيب النجاة من الموت لم يجد الا اللجوء والنزوح والتشرد ملاذا كمصير اسلم من مصير الموت المقيم في كل قرنة من سوريا.
للاسف تدخل سوريا عامها الثامن من الحرب الطاحنة ومن مسيرة الالم والماساة المتحركة في كافة الاتجاهات ، دون بصيص امل على النجاة او نهاية في الافق ، تحقن الدم السوري ، وتضع سوريا على طريق جديد ، بل ان العام الثامن يدخل وتدخل معه الماساة في الغوطة الشرقية ، كصورة صارخة حدثت مثلها في السنوات الماضية ومن غير المستبعد ان تحدثاصعب واكثر كارثية منها في العام الجديد وغير السعيد من الازمة ، فاي فصول من الماساة والعار يحمل العام الثامن من حرب سوريا ؟!