Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2017

تحاذق لغوي - كارولينا ليندسمان

 

هآرتس
 
الغد- العام 1948 هو عام ذو مغزى بالنسبة لكوستاريكا بقدر لا يقل عنه بالنسبة لإسرائيل. فبعد بضعة اشهر من اعلان دولة كوستاريكا، الغوا هناك الجيش. وفي المؤتمر الصحفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستخفاف كوستاريكا كنموذج للدولة الفلسطينية، التي يريد أن يراها أمام ناظريه، حين يحاول تخيل حل الدولتين.
ذات مرة كانت هذه أندورا، وهي ايضا دولة مستقلة وسيادية بلا جيش، أما الان فهذه هي كوستاريكا. التغيير، كما يمكن التخمين هو بالإجمال محاولة للحديث بلغة ونماذج يفهمها ترامب. لماذا فمن سمع عن أندورا، أنحن اوروبيون؟
كان يبدو على مدى حديث نتنياهو، ان عدم فهم ترامب شكل له فرضية عمل. ومن أجل ايقاظه من الوهم العقاري، وكأن النزاع هو تجاري "فقط"، شرح له مثلما يشرح للأميركيين: الصينيون يسمون صينيين لانهم من الصين. واليابانيون يسمونهم يابانيون، واليهود يسمونهم يهودا لانهم يأتون من يهودا. ولعله في المؤتمر التالي فليتفضل نتنياهو ليشرح لماذا يسمى الفلسطينيون فلسطينيين.
في المرة التالية يمكن أيضا التأكيد لدى ترامب كل موضوع الكارثة هذا. يخيل أنه ليس مغلقا على ان الكارثة وقعت قبل قيام دولة إسرائيل. فقد قال: "لا يمكنني أن أتخيل دولة اخرى اجتازت الطريق الذي اجتازته ونجت في مواجهة قتل الشعب".
من جهة أخرى، ستكون هذه تفاهة من جانب نتنياهو: قبل، بعد، ماذا يهم في واقع الامر. كل شيء تجارة، أليس كذلك؟ أو كما صاغها هو نفسه "صنعة الصفقة". تلك "صنعة الصفقة" التي على ما يبدو أملت سكوت نتنياهو في كل ما يتعلق باليهود الأميركيين، الذين يعانون من مظاهر لاسامية جديدة. تلك "صنعة الصفقة"، التي في إطارها سيضطرون للاكتفاء بوعود ترامب بأن يحبوهم. 
لقد امتنع ترامب عن الإعراب عن تأييده لشرطي نتنياهو لاتفاق السلام: الاعتراف بالدولة اليهودية والسيطرة العسكرية الإسرائيلية على كل المنطقة. فقد تجاهل ترامب مسألة السيطرة العسكرية. وقد غفر هذا في ضوء التلميحات باتفاق إقليمي محتمل، يشرك الكثير من الدول الكبرى والجميلة والرائعة. فاذا كان المقصود اعادة رسم الخريطة، فيمكن تأجيل البحث في الجيوش. 
ولكن موقفه بالنسبة للاعتراف بالدولة اليهودية أوضحه جيدا: فقد اكتفى باعتراف فلسطيني بدولة إسرائيل. "عليهم أن يعترفوا بإسرائيل، سيتعين عليهم ان يفعلوا ذلك. لا أمل في عقد صفقة اذا لم يكونوا مستعدين ليعترفوا بدولة جد جد عظيمة ومهمة". 
صحيح ان هذه كلمات "فقط"، ولكن هذا لا يبدو كما يطالب به نتنياهو الفلسطينيين. فدوما يمكن القول ان ترامب جاهل وغبي ولا يفهم ما هو الفرق بين طلب الاعتراف بدولة إسرائيل، مثلما فعلت م.ت.ف، مصر والاردن، وبين الفخ الفكري الذي طبخه نتنياهو وتسيبي لفني على نحو خاص من أجل عرقلة كل اتفاق، والذي يعلق فيه اليوم معظم الجمهور الإسرائيلي: الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
من جهة اخرى، قد لا يكون غبيا ولا حتى جاهلا على الإطلاق. لعله يفهم جيدا هذا الفخ. لعله يفهم الفرق بين اليهود ودولة إسرائيل ويعلم نتنياهو كيف ينشغل فقط بشؤون الدولة التي يقف على رأسها. توجد له ابنة يهودية، صهر يهودي وأحفاد يهود. يمكن الصراخ له بأنه لا سامي حتى بعد غد، وهذا لن يكون صحيحا. هذا ببساطة أمران لا يمكنهما أن يسيرا معا. 
ان رئاسة ترامب ما تزال كفيلة بأن تكون فصلا خاصا بالنسبة لليهود: بدءا بموقفهم من ذكرى الكارثة، استمرارا للاستخدام الذي يقومون به للاسامية، وانتهاء بعدم استعدادهم للموافقة على حدود محددة حول هويتهم السياسية.
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment