Tuesday 30th of December 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Dec-2025

يا ترامب: نتنياهو سيحاول التملص

 الغد

هآرتس
بقلم: أسرة التحرير  29/12/2025
 
 
 
 
 
تباهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا في خطاب للأمة فقال: "حليت ثماني حروب في عشرة أشهر.. وجلبت السلام إلى الشرق الأوسط". في لقائه هذا الأسبوع في فلوريدا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستختبر قدرته على صب محتوى حقيقيا لتصريحاته المتفائلة.
 
 
قبل نحو شهرين أوضح ترامب بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. كانت هذه خطوة مهمة، أوضحت لحكومة نتنياهو بأن الإدارة الأميركية لا تسمح بهذيانات الضم في الضفة أو للترحيل في قطاع غزة.
إذا كان ترامب مصمما على تحقيق رؤيا السلام، فان عليه أن يبدي الحزم إياه أيضا في ضوء سياسة إسرائيلية أخرى وخطيرة بقدر لا يقل: سياسة الجمود التي ترتبط بنتنياهو. نتنياهو يتميز بإبقاء ساحات مفتوحة وبتعطيل كل إمكانية تغيير. هكذا بحيث أن لا تحسم أي مسيرة ولا تستكمل أي تسوية.
يصل نتنياهو إلى فلوريدا فيما تكون كل الجبهات حول إسرائيل – قطاع غزة، لبنان، سورية وإيران – مفتوحة وغير مستقرة. كل هذا في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى استقرار الشرق الأوسط كي تدفع قدما بخطوة إقليمية شاملة، توسيع اتفاقات إبراهيم وعرض إنجاز سياسي. في سورية ترامب يدفع إلى تسوية أمنية محدودة تستقر فيها الحدود فيما أن نتنياهو يريد أن يجعل كل إمكانية للتسوية متعذرة. في لبنان أيضا تصر إسرائيل على إبقاء الجبهة ساخنة فيما تواصل الهجوم على مواقع حزب الله، وفي إطار ذلك تضعف حكومة لبنان وقدرتها على الدفع قدما بنزع سلاح حزب الله. بالتوازي تتكاثر الأحاديث عن جولة إضافية في إيران.
في القطاع يسعى ترامب لان يدفع نتنياهو بالتقدم إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. هذه المرحلة، التي يحاول نتنياهو التذاكي فيها وتحويل المؤقت إلى دائم: سيصر على الإبقاء على الوضع المرحلي – لا حربا كاملة، لكن أيضا لا انهاء لها. يعرف نتنياهو جيدا أن ترامب في خطة العشرين نقطة خاصته ثبت حل الدولتين كجزء من خطته بل وأيد مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع. غير أن نتنياهو الذي تباهى بدفن حل الدولتين وحكومته التي تشبه السلطة بحماس وتشبه حماس بالنازيين سيفعلان كل ما في وسعهما كي يعارضا ذلك.
كل تسوية من شأنها أن تعرض للخطر استقرار ائتلاف نتنياهو ستصطدم برفض من جانبه. إن لم يكن علنيا ومباشرا – فخفي ومتلاعب. من ناحية نتنياهو الخط الأصفر هو الخط الأحمر. إذا كان ترامب يريد السلام حقا فان عليه أن يلزم نتنياهو بالانتقال إلى المرحلة الثانية في الخطة وان يثبت ثمنا لكل تأخر، تسويف أو مماطلة. فهذه تستهدف الإحسان لنتنياهو وحكومته فقط وليس لمواطني إسرائيل ودول المنطقة.