Thursday 19th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Sep-2024

هل حقا زورت حماس استطلاعات رأي في غزة؟

 الغد-إسرائيل هيوم

بقلم: د. اوري فيرتمان
 
 
استطلاعات الرأي للبروفيسور خليل الشقاقي صعدت هذا الأسبوع إلى العناوين الرئيسة بسبب الادعاء بأن حماس زورت نتائج الاستطلاعات في قطاع غزة في آذار 2024 لأجل خلق عرض عابث من التأييد لها بعد مذبحة 7 أكتوبر.
 
 
الشقاقي، الذي يعتبر الاستطلاعي الرائد في المجتمع الفلسطيني يقف على رأس المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والاستطلاعات PCPSR الذي يتخذ من رام الله مقرا له ويجري الاستطلاعات منذ أيلول (سبتمبر) 1993. الادعاء هو أن حماس أجرت تضليلا في المعطيات، مثلا في سؤال "هل القرار بمهاجمة إسرائيل في 7 تشرين أول (أكتوبر) كان صحيحا؟" بينما أظهر الاستطلاع بأن 71 % مقابل 23 % اعتقدوا بأن القرار كان صحيحا، تدعي وثائق حماس بأن النتائج الحقيقية كانت
 64 % مقابل 31 % اعتقدوا بأن القرار كان مغلوطا. سؤال آخر زعم حوله أنه كان تزويرا، كان لمن ستصوت في الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية؟": أظهر الاستطلاع بأن مترشح حماس إسماعيل هنية حصل على 48 %، مقابل 22 % لأبو مازن مترشح فتح، 
و 23 % أجابوا بأنهم لن يشاركوا في الانتخابات.
على سؤال: "ما هو الطريق المفضل لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية؟"، الاستطلاع في قطاع غزة أظهر بأن 39 % يؤيدون الكفاح المسلح، وأيد الاحتجاج الشعبي 27 % والمفاوضات
23 %؛ وثائق حماس تدعي بأن النتائج كانت
28 % للكفاح المسلح، 21 % للاحتجاج الشعبي
و 50 % للمفاوضات.
مع أن الشقاقي نفسه يدعي بأنه من غير المعقول أن تكون الاستطلاعات زورت، يبدو أنه من الصعب جدا أن نعرف إذا كانت حماس نفذت هذا مع ذلك، كجزء من حملتها لتعزيز مكانتها في المجتمع الفلسطيني وفي الرأي العام العالمي. 
يجب أن نأخذ بالحسبان أمرين عند فحص الادعاءات بالتزوير: أولا الاستطلاعات تظهر بأن الفلسطينيين في الضفة الغربية يؤيدون هجوم 7 تشرين أول (أكتوبر)، حماس والكفاح المسلح حتى أكثر مما يؤيد ذلك عرب غزة. 
zهكذا مثلا، استطلاع من آذار (مارس) 2024 أظهر أن 71 % من الفلسطينيين في الضفة يعتقدون أن قرار الخروج إلى هجوم 7 تشرين أول (أكتوبر) كان صحيحا وفي استطلاع حزيران (يونيو) 2024 ارتفع هذا المعطى إلى 73 %. كما أسلفنا، في قطاع غزة كان المعطى "الكاتب" 71 % في استطلاع اذار (مارس) 2024 (مقابل 31 % حسب وثائق حماس)، بل وانخفض إلى 57 % في استطلاع حزيران (يونيو) هذه السنة. 
كما أنهم في سؤال الانتخابات للرئاسة حسب استطلاع حزيران (يونيو) 2024 حصل هنية على 38 % مقابل 21 % لأبو مازن في قطاع غزة، وفي الضفة كانت الفجوة حتى أكبر في صالح هنية الذي حصل على 46 % مقابل 5 % فقط لأبو مازن. في سؤال الطريق المفضل لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية أيضا يظهر استطلاع آذار (مارس) بأن في قطاع غزة، حسب المعطيات الـ "الكاذبة" يحصل الكفاح المسلح على 39 % تأييد (في معطيات حماس 28 %) وفي الضفة الغربية يرتفع المعطى إلى 51 %.
هكذا، يطرح السؤال هل تنجح حماس حتى في الضفة الغربية أيضا أن تزور الاستطلاعات أم أن هذا حقا تأييد شعبي واسع لحماس التي هي في نظر الفلسطينيين التنظيم الوحيد الذي نجح في أن يشكل تحديا أمنيا لإسرائيل ويضرب في بطنها الطرية، فيما أن السلطة الفلسطينية وفتح فشلتا في المهمة.
ثانيا، كيف يمكن أن نفسر هتافات الفرح في قطاع غزة بخاصة وفي الجمهور الفلسطيني بعامة بعد هجوم 7 تشرين أول (أكتوبر)، حين تخيل الكثيرون من بين الفلسطينيين بأن دولة إسرائيل توشك على الاختفاء؟
فهل حماس لا تريد أن نعرف بأن المجتمع الفلسطيني محب للسلام وكل هدفه هو التعايش مع دولة اسرئيل ومواطنيها، ولا يدور الحديث عن مجتمع بربري يقدس قتل اليهود؟ يبدو أن معظم الجمهور الغزي "يعتقد في معظمه أن طريق المفاوضات السياسية مع إسرائيل هي الطريق المفضلة لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.