Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Nov-2018

تراشقات وتجاذبات داخل حكومة نتنياهو ومصيرها ما زال مجهولا

 

الناصرة: “القدس العربي”: تواصل حكومة نتنياهو ترنحها بين الاستمرار والسقوط بعدما أطاحت غزة بوزير الأمن أفيغدور ليبرمان ونشوب خصومات داخلية لوراثته وتجاذبات حول فكرة تبكير موعد الانتخابات العامة المقررة رسميا في نوفمبر/ تشرين ثاني 2019.
 
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية الأحد إنه ليس من الصواب تبكير موعد انتخابات الكنيست في ظل الأوضاع الأمنية الحساسة، فيما أكد مواصلة المشاورات مع رؤساء أحزاب الائتلاف خاصة مع رئيس كتلة “كولانو”، موشيه كحلون، لإقناعه بالعدول عن موقفه الداعي لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة..
 
وجاءت تصريحات نتنياهو، في الوقت الذي أعلن وزير الدفاع المستقيل، أفيغدور ليبرمان، عن تقديم حزبه “يسرائيل بيتنو”، مشروع قانون لحل الكنيست، وهو المقترح الذي سيقدمه أيضا كل من حزب “المعسكر الصهيوني” وحزب “ميرتس”، حيث من المتوقع أن تناقش الكنيست هذه المقترحات الأربعاء، فيما يواصل نتنياهو مشاوراته للحفاظ على ائتلاف حكومته.
 
وقال نتنياهو في مستهل كلمته خلال جلسة الحكومة: “نتذكر جيدا ماذا حدث عندما عملت أحزاب في الائتلاف على إسقاط حكومة الليكود في العامين 1992 و1999، حيث حصلنا على اتفاق أوسلو والانتفاضة الثانية على التوالي، وعليه يجب العمل كل ما بوسعنا لمنع تكرار هذه الأخطاء.
 
لكن مراقبين كثر يرجحون أن السبب الحقيقي خلف مساعيه المحمومة لمنع الانتخابات المبكرة مرتبط بحساباته الانتخابية فهو لا يريد خوضها وقد خرج ضعيفا من المواجهة الأخيرة مع غزة  والتي يبدي معظم الإسرائيليين عدم رضاهم من إدارته لها. هذا علاوة على رغبته إجرائها بعد احتفالات “يوم الاستقلال” واحتفالاته الرسمية في مايو/ أيار القادم التي تكسبه نقاطا بحكم تجارب الماضي.
 
الخان الأحمر
 
وضمن محاولات تسجيل نقاط لها ولحزبها عقبت وزيرة القضاء، أييليت شاكيد( البيت اليهودي)على محاولات نتنياهو لمنع حل الكنيست بالقول: “في هذه المرحلة، الحكومة الحالية ما عادت حكومة تمثل معسكر اليمين، وخلال ولاية هذه الحكومة لن يتم إخلاء الخان الأحمر.
 
ومضت بما يبدو محاولة ابتزاز نتنياهو بقولها إن “المبرر الوحيد لاستمرار وجود هذه الحكومة حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، هو أن يحدث بينيت ثورة في الأمن ويعيد إلى إسرائيل الردع الذي تبدد تحت قيادة ليبرمان لحقيبة الأمن خلال العامين الماضيين، ويساعد بينيت في تخطي أزمة الثقة الأمنية العميقة. بدون ذلك، فإن الحكومة المحسوبة على تيار اليمين تنفذ عمليا أجندات وسياسات معسكر اليسار”.
 
من جهته اعتبر الوزير عن ياريف ليفين (الليكود) إن الحكومة يمكنها مواصلة مهامها حتى بعد استقالة ليبرمان وانسحاب حزبه من الائتلاف.
 
وتابع مشاركا بالتراشق الدائر بين عدة جهات على خلفية الإطاحة بليبرمان “لماذا كان بالإمكان أن تعتمد الحكومة على 61 نائبا في بداية ولايتها، وعليه الآن وفي هذه المرحلة يمكن للحكومة مواصلة عملها. نحن قبالة سلسة من الأحداث ومواقف بدون مسؤولية، ليبرمان منح حماس هدية كبيرة، أتوجه للوزيرين بينيت وكحلون للبقاء في الحكومة”.
 
وسبق هذه التصريحات وجلسة الحكومة، إلغاء نتنياهو جلسة المشاورات مع رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومية التي كانت مقررة صباح الأحد وذلك بغرض مواصلة المشاورات والتوصل إلى تفاهمات تحول دون حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.
 
فرصة اليسار الصهيوني
 
وبعد موقفه الحازم أبدى كحلون نوعا من الليونة الأحد بقوله للقناة الإسرائيلية الثانية إنه في حال لم يقدم نتنياهو أي حلول جوهرية، فإنه سيصوت إلى جانب حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، خلال مشاريع القوانين التي سيناقشها الكنيست يوم الأربعاء المقبل.
 
ذات الموقف، عبر عنه رئيس حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت، الذي قال إنه سيؤيد حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، علما أن بينيت سبق واشترط البقاء في الحكومة بتوكليه حقيبة الأمن ويبدو أن هناك أوساط في اليمين دفعته لتليين تهديداته بسبب خوفها من انتخابات مبكرة تتيح فرصة لليسار الصهيوني للعودة لسدة الحكم. على خلفية هذا السجال كتب يونتان أورليخ الناطق بلسان رئيس الحكومة، تغريدة على “توتير” قال فيها: “يمكن للوزيرين كحلون وبينيت منع إسقاط الحكومة، بالتأكيد يمكن منع انتخابات مبكرة في هذه الفترة وتمكين الحكومة من مواصلة عملها لأشهر، فالساعات المقبلة ستكون حاسمة، وهي بمثابة فرصة أخيرة لمنع تفكيكها”.
 
الانتخابات وغزة
 
ويحذر محللون عسكريون إسرائيليون من أن تبكير الانتخابات العامة للكنيست من شأنه التأثير سلبا على جبهة إسرائيل مع غزة، خاصة وأن أغلبية الإسرائيليين تؤيد شن عدوان عليها وليس راضيا من أداء نتنياهو، بسبب استنكافه عنه وفقما أظهرته استطلاعات إسرائيلية يوم الجمعة الماضي.
 
محللون عسكريون إسرائيليون يحذرون من أن تبكير الانتخابات العامة للكنيست من شأنه التأثير سلبا على جبهة إسرائيل مع غزة، خاصة وأن أغلبية الإسرائيليين تؤيد شن عدوان عليها وغير راضية من أداء نتنياهو
 
المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، المقرب من المؤسسة الأمنية أليكس فيشمان اعتبر أن “رصيد حماس انتهى.  وتابع بلغة لا تخلو من التهديد ” هكذا هي الأجواء اليوم في هيئة الأركان العامة على الأقل.
 
وإذا اختارت حماس أن تُدهور مرة أخرى، لأي سبب كان، الوضع الأمني على طول حدود القطاع، فإن الجيش جاهز للهجوم خلال دقائق معدودة، ليس ساعات ولا أيام. كما أنه لن تكون هناك “استيضاحات” مطولة لقضايا مثل من أطلق النار وأين: خطة الجيش الإسرائيلي التي أصبحت جاهزة واستعرضت أمام المجلس الوزاري المصغر في الأسابيع الأخيرة- ستنفذ.
 
وأوضح فيشمان أن هذه هي التعليمات التي تبثها قيادة الجيش الإسرائيلي وهذه هي على ما يبدو توصياتها للحكومة. وحول دواعي نشر هذه التهديدات الآن، أشار فيشمان إلى أنه على حماس “ألا تستمع إلى القيادة الإسرائيلية وإنما إلى مزاج الجمهور الإسرائيلي: القوانين تغيرت وليس بسبب مصالحنا، وإنما لأن إسرائيل ذاهبة إلى انتخابات. وفترة الانتخابات لا تستدعي مفرقعات كلامية فقط وإنما  مفرقعات عسكرية أيضا. وليس في جبهة غزة وحسب”.
 
ويتفق فيشمان مع مراقبين آخرين بأن الجولة القتالية الأخيرة بين إسرائيل وغزة وما تبعها من تفاهمات وقف إطلاق نار واستئناف المحادثات حول تهدئة، إلى تسريع عجلة الانتخابات المبكرة في إسرائيل، خلافا لرغبة نتنياهو، مثلما تبدو الآن.
 
وفي أجواء الانتخابات تتصاعد حدة تصريحات السياسيين الإسرائيليين لتصبح متجانسة مع توجهاتهم في الاستطلاعات حيال غزة. بالمقابل وعلى هذه الخلفية كتب فيشمان ما يلي: “عندما يتحدثون عن حلول وسطية، تتراوح بين قصف عقارات وحرب شاملة، تظهر على الفور قضية اغتيال قيادة حماس. وأوصى الجيش في اجتماع الحكومة السابق بالتريث، إذ أن القيادة السياسية تريد استمرار حكم حماس في القطاع وهي ضعيفة، وهنا يطرح السؤال: ما هو المنطق في تصفية القيادة والمخاطرة بنشوء فوضى؟ فالاغتيالات ليست خطوة رادعة فقط وإنما هي نوع من الدعوة إلى مواجهة شاملة.
 
فخ نتنياهو
 
كما أن المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل يرى أن تبكير موعد الانتخابات “يقلص حيز المناورة بأيدي نتنياهو ويضر به انتخابيا وفخ غزة، الذي يلاحق نتنياهو منذ فترة طويلة وتسبب الآن بتفكيك مبكر لائتلافه، من شأنه أن يزيد خطورة الوضع على خلفية الانتخابات.
 
وأوضح هرئيل أن الفخ الذي وقع فيه نتنياهو “يزداد خطورة لأن ضبط النفس الذي كان يسمح به لنفسه، بصعوبة، عندما كانت حكومته مستقرة نسبيا، بات أصعب للتطبيق في فترة المنافسة في الانتخابات، بينما يطوقه منافسوه، من اليمين واليسار، ويوجهون إليه انتقادات ومزاودات. معتبرا أن تسوية كاملة مع حماس سيصفها معارضوه أنها استسلام آخر لـ”الإرهاب”.
 
وخلص للقول إن استمرار الوضع القائم يعني هجمات صاروخية، بذرائع متنوعة، مرة كل بضعة أسابيع، وفيما صورة الهلع والغضب في بلدات غلاف غزة تلاحقه طوال المعركة الانتخابية. بينما نتنياهو يتحفظ من حرب مع حماس، خشية أن تطول، وتسبب خسائر بشرية ولن تحقق أهدافها المعلنة تماما كما حصل في “الجرف الصامد” عام 2014.
 
وعلى هذه الخلفية أعلن مكتب نتنياهو، صباح الأحد، عن إلغاء نتنياهو اجتماعي وزراء حزب الليكود الحاكم ورؤساء كتل الائتلاف ممن دفع بعض رؤسائه لتقديم الانتخابات العامة.
 
وكان نتنياهو قد التقى السبت مع رئيس حزب “البيت اليهودي” ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، لكن هذا الاجتماع فشل أيضا، بعدما رفض نتنياهو طلب بينيت بتولي حقيبة الأمن.
 
وخرج بينيت من الاجتماع ليعلن أنه سيتم تقديم الانتخابات. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن قياديين في أحزاب الائتلاف قولهم إنه يتخوفون من تبلور صفقة بين نتنياهو وكحلون، تقضي بموافقة نتنياهو على خطة كحلون برصد ميزانيات بمليارات الشواقل إلى المتقاعدين من سلك الشرطة مقابل إرجاء الانتخابات.
 
وقال الوزير المقرب من نتنياهو، أوفير أكونيس، للإذاعة نفسها “اعتقد أننا ذاهبون إلى انتخابات لا ضرورة لها من أية ناحية، وليس لأن الليكود يخشى الانتخابات”.