Friday 4th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Sep-2024

نتنياهو وضع حدا لآمال صفقة المخطوفين

 الغد-هآرتس

 
بقلم: يوسي فيرتر  3/9/2024
 
الاشارة الأولى على فقدان الأعصاب الذي سيطر على بنيامين نتنياهو أمس جاءت في الصباح عندما تم الغاء جلسة الحكومة. الحكومة ليست صورة فوتوغرافية لـ "مرحبا، يا الصف الأول"، بل هي مجلس ادارة الدولة، وهي ليس من شأنها الذهاب إلى إجازة عندما تكون هناك مأساة وطنية. هذا الحدث الغريب ذكر بغياب نتنياهو في الساعات التي اعقبت هجوم حماس في صباح 7 اكتوبر، والدلائل منذ ذلك الحين على عدم القدرة على أداء مهمته.
 
 
 أيضا أمس، بتأخير كبير، بعد فترة طويلة من الرئيس الأميركي ونائبته كمالا هاريس ورئيس الدولة ووزراء وسياسيين آخرين بارزين، نشر رئيس الحكومة فيلم فيديو. مضمونه كان يمكن أن يقوله في بداية الجلسة، وحينها كان يمكن أن يطلب من الوزراء الوقوف دقيقة صمت، لكنه اختبأ.
سلوك نتنياهو يثير شكوك كبيرة بأنه في لحظة الضغط هذا الشخص لا يمكنه أداء وظيفته. وعندما يرجع الى نفسه يرجع أيضا الماكياج الثقيل والشعارات الفارغة والشر، يرجع الكذاب المتحايل. "من يقتل مخطوفين لا يريد صفقة"، حسب تعبيره. وكالعادة فإن كل ما يجب عليه فعله من اجل تحريك حوار آخر في قاعدته هو عرض ادعاء مضاد يظهر فيه منطق داخلي، وماكنة السم ستتولى ما تبقى.
الاشارة الثانية على ذعره تم اعطاؤها في وقت لاحق في اليوم عندما نشر مكتب رئيس الحكومة إعلان بخصوص محادثته الهاتفية مع عائلة الكسندر لوفنوف، وهو واحد من المخطوفين الستة الذين قتلوا. كانت هناك كلمات لم نفكر في أن نسمعها منه، " اعتذر"، "أطلب العفو" (لأنه لم ينجح في إعادة ابنهم الى البيت). حسب التقديرات فإن 27 مختطفا قتلوا بشكل متعمد أو بسبب قصف الجيش الاسرائيلي منذ الصفقة الاولى قبل تسعة اشهر. وهو لم يتمكن من قول أي شيء يرمز الى مسؤوليته عن مصير اشخاص بسبب اخفاقاته وجدوا انفسهم في يد حماس، بالضبط هو امتنع عن ذلك بشكل متعمد، وحتى أنه لم يعمل على الاتصال. "عفوا، عفوا، هي الكلمة الاصعب"، كما غنى التون جون. الآن فقط هو وجد الكلمات.
هاكم صفارة تهدئة لجميع الابواق ومطفئي النار، المحاربون الذين يجدون في احضانهم الدعم: لا توجد هنا معجزة طبية، الشخص المنغلق والساخر وعديم القلب لم يظهر أي مرونة ولم يصبح ايضا شخص انساني بين عشية وضحاها. ولكن جهاز قياس الزلازل السياسي خاصته ما يزال حادا. فقد اكتشف تحول كبير في الصفائح التكتونية – المظاهرات التي تم تنظيمها في شوارع البلاد، وعلى رأسها المظاهرة امام وزارة الدفاع في تل ابيب التي ظهرت مثل ليلة غالنت في طور الامكان، قرار رئيس الهستدروت الاعلان عن الاضراب العام في الاقتصاد، والمبادرات التلقائية لمصالح تجارية خاصة تنازلت عن الأرباح وأغلقت أبوابها. اللحظة التي خشي منها كثيرا، التي فيها الألم سيتحول إلى غضب، والتعب سيصبح طاقة، واللامبالاة ستختفي وشارع ايالون سيشتعل مرة اخرى، هذا المشهد قريب اكثر من أي وقت مضى. فقد هذا ما كان ينقصه.
خلال ذلك ولدت الحاجة الملحة لاستبدال المصطلحات. التعبير عن الأحاسيس ولفظ الكلمة التي يحظر قولها. لا يوجد أي شيء أصيل لديه. كل شيء مخطط له وتمت هندسته بشفافية مقرفة. صوته الفارغ غرق في بحر الصراخ والاحتجاج والبكاء الذي ساد في البلاد. ورغم أن المخطوفين الستة قتلوا قبل عقد جلسة الكابينت التي ستبقى إلى الأبد في الذاكرة أو خلالها، فإن قتلهم لا ينبع من القرار الإجرامي، البقاء في محور فيلادلفيا، إلا أن أغلبية ساحقة في أوساط الجمهور، بما في ذلك اليمين، كانت تغلي من الغضب.
المظاهرة في تل ابيب كانت كبيرة جدا، الإضراب العام، الجزئي، الذي بدأ صباح أمس انتهى في المساء. نتنياهو سيقول لنفسه: أنا بقيت على قيد الحياة، سنواصل قدما. ولكن محظور السماح بذلك. هذا هو الوقت المناسب للقيام بخطوات جذرية. عائلات المخطوفين والناشطين من اجلهم مستعدون لذلك. لقد يئسوا من هذا الزعيم الوحشي، الذي سمته عيناف تسنغاوكر "السيد موت"، وكانت دقيقة في التسوية. لكنها لن تستطيع التأثير لوحدها. اذا بقيت احداث الامس احداث لمرة واحدة فان كابنت الدماء سيستمر في العمل.
  في كل الحالات من الافضل عدم زرع الكثير من الآمال. غضب الجمهور الذي تم التعبير عنه في "ليلة غالنت" في السنة الماضية (إضافة الى ضغط كبير من أميركا)، أدى الى الغاء إقالة وزير الدفاع، لكن في حينه مصير الحكومة لم يكن على كفة الميزان. "ليلة غالنت 2" لن تدفع نتنياهو الى الصفقة، لأن بقاءه الشخصي والسياسي أهم بالنسبة اليه ألف مرة أكثر من حياة المخطوفين.