Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Apr-2017

سند متهالك - أوري سفير

 

معاريف
 
الغد- لا تعلم أي مدرسة للدبلوماسية في العالم دبلوماسية وحل النزاعات، مثلما يديرها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. فعندما تسلم ترامب مهام منصبه، اعتبر في حكومة إسرائيل كتجسد لرؤيا المستوطنين. "ترامب هو منا"، هتف رجال "يشع" المستوطنون من نفتالي بينيت وحتى فتيان التلال. وبالمقابل، رأى العالم العربي في انتخابه نهاية العالم في ضوء تصريحاته ضد المسلمين، التي اعتبرت كعنصرية. 
مر شهران وانقلبت الخواطر. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قلق، حتى لو لم يكن يعترف بذلك. فالمسيح في واشنطن يبدو أكثر فأكثر مثل باراك اوباما. رئيس الوزراء يخشى بالأساس من تصريحات ترامب وممثليه عن "الصفقة العظمى"، الذي يتطلع لها بيننا وبين الفلسطينيين، باسناد عربي. وفجأة يظهر مبعوث ترامب للمفاوضات في المنطقة جيسون غرينبلات في مؤتمر الجامعة العربية في عمان، ويلتقي مرة اخرى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبوزراء خارجية الأردن، مصر، السعودية، تونس، اتحاد الإمارات، الجزائر وغيرهم. وهو يقول لهؤلاء أن برأي الرئيس الأميركي يحتمل أن يكون حان الوقت لتحقيق صفقة في الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني. وقد التقى حتى الآن، الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري السيسي مع الرئيس ترامب، ورئيس السلطة الفلسطينية سيلتقي ترامب في أيار (مايو). وسيكون للقطار الجوي العربي الى واشنطن أغلب الظن تأثير على الرئيس الأميركي بالنسبة لمركزية المسألة الفلسطينية في الدول العربية. 
ما الذي يقف خلف دوافع ترامب؟ بخلاف سلفه في المنصب، لا يدور الحديث عن قلق قيمي من آثار الاحتلال على هوية اسرائيل الديمقراطية. فالديمقراطية الإسرائيلية تعنيه بقدر ما تعنيه قشرة الثوم، وهكذا ايضا الأميركيون. ترامب يحتاج إلى الدول العربية من أجل التحالف ضد داعش. وهي في هذه اللحظة ذخر استراتيجي في حملة ترامب للعلاقات العامة؛ عندما تسقط عاصمة داعش في سورية يريد ان يعلن: "جئت، رأيت، انتصرت" على داعش؛ هذا رغم انه لم يكن ساهم في شيء في حرب الاستنزاف ضد التنظيم الاسلامي، الذي كان اوباما بدأ بها. 
حل الدولتين سيكون خاضعا لتفكر العلاقات العامة لدى الرئيس الأميركي. وبالتالي فان سياسته ستبقى غير متوقعة. وبذات القدر الذي لا يمكن فيه لليمين أن يعتمد على ترامب، لا يمكن لليسار ان يفعل ذلك ايضا. 
حان الوقت لقطع الحبل السري عن أم أميركا. فهوية الدولة والديمقراطية في اسرائيل متعلقتان بنا فقط. في هذه اللحظة نحن نتدهور في منحدر سلس نحو تحولنا الى دولة أبرتهايد ثنائية القومية. لا باراك اوباما الليبرالي، ولا ترامب المحافظ، يمكنهما أن يمنعا ذلك. الاول لم ينجح، الثاني لا يهتم. نحن نوجد اليوم في مفترق تاريخي: الضم أو فك الارتباط، دولة ثنائية القومية او دولة يهودية. ثيوقراطية او ديمقراطية. حان الوقت للحسم من خلال استفتاء شعبي. اليسار يخاف من الاستفتاء الشعبي، لأنه يقدر أنه سيخسر. اليمين لا يريد لأنه برأي قادته، نتنياهو وبينيت، فانهم يتقدمون نحو ضم الضفة الغربية حتى دون حسم الجمهور. ليس الخيار بين دولتين ودولة واحدة، بل بين دولتين ولا دولة. في الوضع الحالي، حيث لا يعنى رئيس وزراء اسرائيل وكذا رئيس الولايات المتحدة الا بالعلاقات العامة، فإننا محكومون بضياع الهوية اليهودية الديمقراطية.