Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Feb-2017

لازلنا نبحث - د. فايز الربيع
 
الراي - لا زال مسلسل القضية الفلسطينية في إنحدار دائم منذ أن أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار التقسيم ، الذي رفضه العرب ، الى أن وصلنا الى قبول حل الدولتين ، والمفاوضات التي إستمرت سنين طويلة ، ونحن نتحدث عن الحل ، ونبحث عن حلول أجّلنا فيها الحدود والقدس والمياه ، الى أن وصلنا لا حدود ولا قدس ولا مياه ، ولا أرض نتفاوض عليها.
 
الى مسلسل الحروب الدامية بيننا ، كما كانت العرب تغير على بعضها البعض ، بأسلحتها التقليدية الى الحروب التي نستعمل فيها أفتك الأسلحة كان القتل بالعشرات وبالمئات ، وأصبح بعشرات الآلاف بل وبمئات الآلاف ، من خراب بيوت العدو الى خراب بيوتنا بأيدينا من شعارات وحدة عربية وتضامن إسلامي ، الى قطرية نواجه فيها مصيرنا منفردين ، ديننا واحد وكتابنا واحد ولغتنا واحدة ومع ذلك عداوتنا شرسه وقاتلة ، بأسنا بيننا شديد ، نستحي الآن أن نرفع شعارات الوحدة والتضامن والأمن القومي العربي.
 
الدارسون لتاريخ الأمم والحضارات يقولون أن كل أمة تأكل بعضها البعض لا بد لها أن تقف ، ويقف مثقفوها وحكامها وشعوبها على مفترق الطريق ويسألون أنفسهم الى متى ، والى أين نحن ذاهبون ، لا شك أن الأفراد يزولون ، ولكا الأخطر أن تزول الأمة ، وتزلزل أركانها.
 
هناك أسئلة سألنا أنفسنا عبر التاريخ ، واجبنا عليها بعد أن تجاوزنا مرحلة ( أن نبحث ) الى ( أن نعمل ) لا شك أن منعة وقوة أي قطر عربي بعد أن أصبح التقسيم أمراً واقعاً هو قوة الأمة ، لأن « لبنات « البناء يشد بعضها بعضاً ، نحن هنا في الاردن بحاجة الى أن نؤكد أن قوة الأردن هو قوة للعرب ، ومستقبله جزء من منظومة مستقبل هذه الأمة ، نحن على أبواب قمة عربية ، عاصرناها منذ أن بدأت في الأسكندرية حتى الآن ، ونصيب الأردن منها أكثر من قمة ، كان أسم واحد منها ( الوفاق والإتفاق ) ، الأمر لن يحل فقط بإجتماع مسؤولين من وزراء خارجية وجامعة دول عربية ، يقدمون فيها توصيات تقر ، وينفّض السامر ببروتوكولات تعودنا عليها ، الأمر أخطر بكثير من توصيات وقرارات لا تنفذ.
 
الأحوال تغيّرت كثيراً ، موازين القوى الدولية تغيرت ، سياسات الدول أصبحت لها مسارات ، والعدو الأول يتربص بنا ، ويقتنص هذه اللحظات التاريخية ، لينقض على ما تبقى ويفرض حلولاً علينا في بيئة هي صالحة له ، ولكنها ضد صالحنا ، لا يمكن أن نواجه الواقع إلا بتغير نهج السياسات ، والعمل وليس البحث ، كفانا بحثاً فالداء معروف ، ولكننا بحاجة الى تشخيص الدواء ، وحتى نستطيع أن نشربه حتى ولو كان مراً إذا كان فيه علاج ، هي وقفة لحماية ما تبقى والبدء من جديد ، لأننا أمة قد تمرض وتضعف ولكننا تعلمنا من التاريخ أنها لن تموت ، فقد مرت بظروف أحلك وأصعب ولكنها نهضت من جديد ، هو التفاؤل بأن ننهض من جديد ولكن ليس بأدوات الفشل وإنما بأدوات النجاح.
 
EMAIL:DRFAIEZ@HOTMAIL.COM