Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2017

الروس ..هُمْ هُمْ!! - صالح القلاب
 
الراي - خلافاً لما ساد في الفترات الأخيرة فإن ما يتأكَّد يومياًّ أنَّ الوضع الروسي لا يزال على ما هو عليه بالنسبة للصراع المتداخل المحتدم في سوريا منذ عام 2011 وأنَّ العمليات العسكرية، بما في ذلك الغارات الجوية الروسية، لم تتوقف ولا للحظة واحدة وهكذا وبالتالي فقد ثبت أن «حكاية» المناطق الأقل توتراً كذبة كبرى وأنَّ جبهات القتال كلها أصبحت أكثر إشتعالاً وأن الجبهة الجنوبية التي كانت تعتبر هادئة قياساً بما كان ولا يزال يجري في الجبهات الأخرى أصبحت تدور فيها مواجهات حرب فعلية وحقيقية .
 
والمضحك حتى حدود الإستلقاء على الظهر أن الروس يتعاملون مع الآخرين بمن فيهم الولايات المتحدة على أساس أنهم مغفلون وأغبياء والدليل هو أن موسكو تقول إن الغارات الجوية التي تشنها أميركا، والدول الداخلة في تحالفها، على مواقع جيش النظام السوري «والقوى الرديفة والحلفاء» تعتبر خرقاً لمبادىء القانون الدولي وهي ، أي موسكو، قد عبرت عن أسفها لإستمرار حماية مجموعات المسلحين الذين قالت أنهم يتلقون الرعاية والدعم المالي والسياسي والإعلامي من بعض الدول الغربية و «الإقليمية» !!.
 
أما بالنسبة لها، أي روسيا، فإنه ليس خرقاً فظاً لمبادىء القانون الدولي أن تواصل طائراتها العسكرية ومن كل الأنواع غاراتها في كل جبهات القتال التي لا تزال كلها «متوترة» وأن تواصل أيضاً الإشراف على كل عمليات التهجير وبالقوة وعمليات التشتيت السكاني والتغيير الـ»ديموغرافي» وحيث أصبحت العديد من أحياء «الشام» وضواحيها «متروسة» بالمستوطنات الإيرانية التي غير ممكن إلا تشبيهها بالمستوطنات الإسرائيلية إن في هضبة الجولان المحتلة وإن في الضفة الغربية الفلسطينية .
 
تقول المتحدثة الرسمية بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة والدول الداخلة في تحالفها على مواقع جيش النظام السوري و«القوى الرديفة والحلفاء»، أي إيران وعشرات التنظيمات الطائفية التي جاءوا بها معهم إلى سوريا، تعتبر خرقاً فظاً لمبادىء القانون الدولي أما الغارات الجوية الروسية التي بقيت متواصلة منذ أيلول عام 2015 وأما كل هذا الذي قامت وتقوم به روسيا ومعها الإيرانيون وكل «شراذمهم» المذهبية فإنه يشكل إنسجاماً مع مبادىء القانون الدولي.. وبخاصة ما جرى في حلب وفي حمص وحماه.. وما يجري الآن في الجبهة الجنوبية بالقرب من الحدود الأردنية .
 
إن روسيا لا تزال على ما هي عليه وأنها لم تغير أيٍّ من مواقفها تجاه الأزمة السورية ولو بمقدار قيد أنْملة، كما يقال، وأكبر دليل على هذا، مع أن الأدلة في هذا المجال لا تعد ولا تحصى، هو أنَّ آخر ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية هو : بالإستناد إلى المعلومات الروسية فإنه لا دليل أبداً على إستخدام الأسد للأسلحة الكيماوية .. نحن مقتنعنون بأنه لم يقم بذلك !!.
 
إنه منطق أعوج بالفعل فالروس، حسب وكالة «رويترز» يحتجون ويعترضون على تنفيذ الجيش الأميركي لضربة جوية ضد فصيل تدعمه حكومة الأسد ويعتبرونه عرقلة للجهود الرامية إلى حل سياسي للصراع أما قصفهم الجوي الذي لم يتوقف ولو للحظة واحدة والذي إشتد كثيراً على درعا والجبهة الجنوبية في الفترة الأخيرة فإنه لا يعرقل هذه الجهود التي تحتاج رؤيتها إلى مكبر بحجم الكرة الأرضية .