Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jun-2023

الأمن، هاجس بناء السفارة الأميركية الجديدة في بيروت

 الغد-تقرير خاص – (الإيكونوميست) 18/5/2023

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
السفارة الأميركية الجديدة في بيروت شاسعة، لكن أهم شيء بالنسبة لدبلوماسييها ربما يكون مغادرتها. من المؤكد أن الشكوك حول أميركا عميقة بالفعل في الشرق الأوسط، ولذلك فإن عزل دبلوماسييها عن السكان المحليين بالكاد يحسن الأمور، خاصة في أماكن مثل مصر والأردن ولبنان، حيث العلاقات مع أميركا كانت ودية بشكل عام. وفي الوقت الحاضر، يُمنع موظفو السفارة من استخدام وسائل النقل العام أو العيش خارج المساكن الرسمية. ويقول إليوت أبرامز، المساعد السابق في وزارة الخارجية، أنها ستكون خسارة حقيقية إذا لم يتمكن الدبلوماسيون الأميركيون من التنقل بحرية داخل البلاد أو الاختلاط بالسكان المحليين. 
أزميرا حموري ديفيس عند خيمة الأمم بالقرب من قرية نحالين في الضفة الغربية المحتلة، 
 
 
في التلال فوق بيروت، تتأرجح الرافعات فوق منشآت حرم سفارة أميركية جديدة واسعة. وبينما تغطي مساحة تبلغ أكثر من 43 فدانًا، (430 دونماً)، ستكون هذه السفارة الجديدة ثاني أكبر موقع دبلوماسي في العالم، والذي لا يتفوق عليه سوى موقع السفارة الأميركية في بغداد. ومن المقرر أن تبلغ تكلفة المشروع مليار دولار، وهي نفس تكلفة بعثة الولايات المتحدة في لندن، والأغلى تكلفة بين كل ما قامت أميركا ببنائه على الإطلاق. وتشير ضخامة حجمها إلى أن أميركا ليست لديها خطة للتخلي عن دورها في الشرق الأوسط. لكنها تسلط الضوء أيضًا على الصعوبات التي تواجهها القوة العظمى في المنطقة.
سوف تُحاط السفارة الجديدة في بيروت بجدران خرسانية شاهقة وأسوار من الأسلاك الشائكة. "هل هذه سفارة أم قاعدة عسكرية؟" تساءل الناس على "تويتر" عندما تمت مشاركة صور المشروع.
مثل السفارة الحالية، تقع السفارة الجديدة في عوكر، وهي ضاحية مورقة بعيدة عن وسط المدينة. ومن الواضح أن الأمن هو العنصر المهيمن، كما هو الحال الآن في جميع أنحاء العالم. وحتى في لندن، التي تعتبر أقل خطورة بكثير من عواصم مثل بغداد أو بيروت، هناك خندق مائي يمتد حول السفارة الأميركية. كما أن السفارة الأميركية في القاهرة المكونة من عشرة طوابق، والتي بنيت في العام 1980، أصبحت الآن محاطة بطوق من الدروع الخرسانية المضادة للانفجارات.
لتركيز أميركا على الأمن عندما يتعلق الأمر ببناء السفارات جذوره في لبنان. في نيسان (أبريل) 1983، قامت منظمة "الجهاد الإسلامي"، وهي من أسلاف "حزب الله"، بتفجير السفارة الأميركية في بيروت. وأسفر الهجوم عن مقتل 63 شخصًا وتدمير جزء كبير من المبنى. وفي العام التالي فجر "حزب الله" سيارة مفخخة أسفرت عن مقتل 23 شخصا في ملحق بالسفارة. ودفعت تلك الهجمات أميركا إلى التركيز بشكل كبير على الأمن عند تصميم وبناء سفاراتها.
قام بتقنين هذا المبدأ في العام 1985 بوبي راي إنمان، وهو أميرال متقاعد حديثًا، في تقرير لوزارة الخارجية. وتضمن التقرير سلسلة من الإرشادات الخاصة بالمباني الدبلوماسية الأميركية والعاملين فيها. وقيل إن المرافق الدبلوماسية يجب أن تقع داخل محيط واحد جيد الدفاع، بعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان.
يقول إليوت أبرامز، المساعد السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أن تهديد الإرهاب يمثل مشكلة حقيقية للسفارات الأميركية، لكن العزلة والمظهر الشبيه بالحصن للسفارات الأميركية يعطي انطباعا سيئا. ولا يتوقع سكان بيروت المحليون الاستفادة من الصرح الجديد. ويقول صيدلاني يقع محله بالقرب من الموقع: "الناس من السفارة لا يشترون الأشياء من هنا. إنهم يجلبون كل شيء معهم -يحملونه في طائرة هليكوبتر."
من المؤكد أن الشكوك حول أميركا عميقة بالفعل في الشرق الأوسط، ولذلك فإن عزل دبلوماسييها عن السكان المحليين بالكاد يحسن الأمور، خاصة في أماكن مثل مصر والأردن ولبنان، حيث العلاقات مع أميركا كانت ودية بشكل عام. وفي الوقت الحاضر، يُمنع موظفو السفارة من استخدام وسائل النقل العام أو العيش خارج المساكن الرسمية. ويقول أبرامز أنها ستكون خسارة حقيقية إذا لم يتمكن الدبلوماسيون الأميركيون من التنقل بحرية داخل البلاد أو الاختلاط بالسكان المحليين. ويشير حجم السفارة الجديدة في لبنان إلى التزام جدير بالملاحظة بمواصلة العمل في الشرق الأوسط. لكن الدبلوماسيين الذين يعملون هناك سيحتاجون إلى العثور على طريقة للخروج أبعد من جدرانها.
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: America’s new embassy in Beirut is vast: But for its diplomats the most important thing may be to leave it