Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-May-2017

قضيتان في التربية والتعليم - د. عدلي قندح
 
الراي - تطالعنا وسائل الأعلام المختلفة بين الفينة والاخرى بأنباء عن مقترحات لتطوير التعليم في مراحله ما قبل الجامعة وتصب في معظمها في تطوير المناهج وأساليب التقييم والامتحانات. ونعتقد أن هذه المقترحات تأتي في مجملها اجتهادات لا تستمر لفترة طويلة وتتغير بتغير وزير التربية والتعليم وكان آخرها ما يتعلق بامتحان التوجيهي. فقبل أقل من سنة أخذ قرار بأن يصبح امتحان التوجيهي لفترة واحدة في نهاية السنة الثانية عشر من المدرسة، وباعتقادي أن مثل هذا القرار يعيد مستوى التوجيهي سنوات طويلة للخلف، فمثل هذه الخطوة تعتبر رجعية لأسباب عديدة أذكر منها؛ أنه لا يجوز أن يتم تقييم طالب المدرسة بعد اثنتا عشر سنة من الدراسة من خلال امتحان واحد مدته القصوى ساعتين في المواد التي يدرسها في سنة التوجيهي وخلال مدة لا تتجاوز اسبوعين فهذا فيه ظلم حتى وان أعطي فرصة لاعادة تقديم الامتحان في الفصول والسنوات اللاحقة. فأقرانه في التوجيهي الدولي أكان البريطاني أو الامريكي يبدأ تقييمهم في السنوات الثلاث الاخيرة من مراحل دراستهم المدرسية ولديهم عدة فرص لإعادة تقديم امتحانات في أي مادة او عدد من المواد التي كان اداءهم فيها متدني أو في المواد التي يرغبون رفع معدلاتهم فيها. فكيف بنا نأخذ مثل هذا القرار بأن يصبح امتحان التوجيهي لفترة واحدة وخلال اسبوعين ولساعات محددة لا تتجاوز 12 ساعة؟! أملنا في وزير التربية الحالي الدكتور عمر الرزاز كبير وهو مطلع على أساليب دولية متنوعة لتقييم الطالب أن يعيد النظر بالقرار بأن يتم اعطاء الفرصة للطالب بحيث يتم تقييمه من خلال امتحانات تعقد في السنتين الاخيرتين من مراحل الدراسة الثانوية وذلك رحمة بالطلاب والاهالي وبالدولة التي نامل أن تكون قراراتها تقدمية.
 
وفيما يتعلق بالتعليم العالي أود التطرق لموضوع واحد وهو درجة البكالوريوس في الهندسة، فدولة عظمى مثل المملكة المتحدة تمنح درجة البكالوريوس في اي تخصص في الهندسة خلال ثلاث سنوات، وجامعاتها من اعرق الجامعات العالمية وترتيب عدد ليس بالقليل منها ما يزال ضمن افضل الجامعات العالمية ومهندسيها صمموا وما يزالوا يستطيعون تصميم أفضل الطرق والجسور والسكك الحديدية والعمارات الشاهقة. ويعتقد القائمون على التعليم العالي في بريطانيا، وهم صادقون في ذلك، ان الطالب الذي ينهي المرحلة المدرسية بمعدلات جيدة جدا وممتاز لا يحتاج الى أكثر من ثلاث سنوات لإنهاء مرحلة البكالوريوس في اي تخصص هندسة.علما بان الجامعات البريطانية لا تدرس في فصل الصيف وتعطل اسبوعين في عيد الميلاد واسبوعين في عيد الفصح. وقد علمت مؤخرا من صديق اردني يحمل درجة الدكتوراه في الهندسة ويعمل مدرساً في احدى الجامعات البريطانية ان هناك نية لدى الجامعات البريطانية لزيادة ساعات التدريس في الجامعات وفتح المجال للتدريس في فصل الصيف لتقليص عدد سنوات درجة البكالوريوس في الهندسة من ثلاث سنوات الى سنتين. أما في الاردن، فان عدد سنوات الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس في اي تخصص هندسة يحتاج هو خمسة سنوات، ولا أعلم لماذا؟! هنالك مواد دراسية تعتبر متطلبات جامعية ومتطلبات كلية لا حاجة لها لطالب يدرس الهندسة ويمكن اختصارها وتقليص سنوات منح درجة البكالوريوس في الهندسة على الاقل سنة كاملة أو سنة ونصف والاكتفاء بأربع سنوات او ثلاث سنوات ونصف فقط. واذا ارادت الجامعات المحافظة على ايراداتها من الرسوم فيمكنها رفع الرسوم وتعويض خسارتها من المواد غير الضرورية التي يتم شطبها من الخطة الدراسية المقررة. وبذلك يتم كسب سنة في عمر الطالب لتصبح سنة انتاجية في عمر الاقتصاد الوطني.
 
نقطتان أضعهما أمام وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي لدراستهما والاخذ بالمقترحات أعلاه رأفة بأبنائنا وباقتصادنا الوطني.