Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Sep-2018

تسريبات روسية وإسرائيلية الأزمة بين موسكو وتل أبيب بعد إسقاط الطائرة حقيقية والامتحان في الهجمة الإسرائيلية المقبلة

 وديع عواودة:

 
 
الناصرة ـ «القدس العربي»: قبيل صدور نتائج  التحقيقات الروسية في سقوط الطائرة «إيليوشين20 «في سوريا ومقتل 15 عسكريًا، وصف مسؤولون إسرائيليون «الأزمة» الروسية الإسرائيلية بأنها «حقيقية وعميقة وحادة».
 ووسط تسريبات بأن موسكو ترى التحقيقات والمزاعم الاسرائيلية المعلنة كاذبة، وحسب تسريبات اسرائيلية اعتبرت نتائج زيارة الوفد العسكري الذي أوفده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالعكسية، حيث بيّنت الفجوة بين الروايتين الروسية والإسرائيلية حول أسباب سقوط الطائرة.
وقد وصف مسؤولون كبار في مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الإحاطات الصحافية التي قدموها لوسائل الإعلام المحلية، الصيغة الإسرائيلية للتحقيقات حول حادثة سقوط الطائرة بأنها «كاذبة».
كما وصفت الصحيفة الروسية المقربة من الكرملين ومن مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية «كومسومولسكايا برافدا»، اللقاءات التي جمعت الوفد العسكري الإسرائيلي، الذي ترأسه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، مع نظرائهم الروس، بأنها اجتماعات «باردة، صعبة، صارمة وخالية من الابتسامات».
 
موسكو ستنشر بيانات أنشطة طيران إسرائيل
 
وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيانها أنها ستنشر، اليوم الإثنين ربما، بيانات عن أنشطة الطيران الإسرائيلي في منطقة تحطم طائرة «إيليوشين 20 «في سوريا. ووعدت بتقديم تسلسل زمني كامل من حادثة تحطم الطائرة مع بيانات رادارية حول الوضع الجوي في سوريا. 
كما أكدت الصحيفة أن «المسؤولين الروس طالبوا إسرائيل، أولا وقبل كل شيء، بالاعتراف بأن تصرفاتها أدت إلى «المأساة»، وأن «الخطأ يقع على عاتق الطرف الإسرائيلي، الذي يجب أن يتحمل المسؤولية»؟ وأضافت أن «العسكريين الروس أوضحوا لوفد نوركين أن البيانات الروسية تتناقض مع البيانات الإسرائيلية». وأشارت الصحيفة إلى أن نوركين، خلال إجابته عن أسئلة قائد سلاح الجو الروسي، اعترف أن إسرائيل لم تتحقق من وجود طائرات روسية في المجال الجوي خلال هجوم على أهداف في سورية. 
يشار الى أن اللقاءات العسكرية والأمنية الحساسة في روسيا لا تشهد عادة تسريبات من هذا النوع. ما يشير إلى أن التقارير التي أوردتها الصحيفة الروسية مصدرها إما مسؤول عسكري رفيع المستوى، أو ربما من المتحدث باسم بوتين، أو مسؤول كبير آخر في المكتب الرئاسي. 
في كل الأحوال وصفت الصحيفة الروسية أعضاء الوفد الإسرائيلي بأنهم «تعرقوا بشكل غير مريح في مقاعدهم وتجنبوا الأسئلة التقنية، وحاولوا التركيز على مسؤولية الإيرانيين عن الحادث وعن خطأ في تشغيل أنظمة الدفاعات الجوية السورية».على خلفية ذلك قال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، ان التحقيق الإسرائيلي لم يثر اهتمام الروس، الذين تعاملوا مع «لفتة» نتنياهو التي تمثلت بإرساله وفد قادة سلاح الجو الإسرائيلي على أنها إجراءات استعراضية». ويتزامن ذلك مع توقعات بأن تقوم روسيا بإغلاق المجال الجوي مقابل الساحل السوري بعد انتهاء التدريب العسكري الجوي الذي تقوم به، ومن المقرر أن ينتهي  بعد غد الأربعاء .
واعتبر فيشمان أن «الرسالة السياسية الروسية إلى إسرائيل واضحة ومباشرة ولا لبس فيها، ومفادها أن روسيا لا تريد أن تستمر إسرائيل في التحليق بحرية في الأجواء السورية وتنفيذ ضربات جوية على النحو الذي قامت به مؤخرًا». وأشار إلى أن «تحطم الطائرة شكل فرصة للروس لتغيير صيغة التفاهم والاتفاقات بين البلدين فيما يتعلق بحرية العمل الإسرائيلي في سوريا».
وأضاف أن «إسرائيل تواجه بذلك قرارًا دراماتيكيًا حول عمق الأزمة التي هي على استعداد اأن تصل إليها مع الروس». 
في المقابل يجدد مسؤولو الأجهزة الأمنية في إسرائيل تأكيداتهم على أن إسرائيل ستواصل هجماتها في سوريا رغم الأزمة والتوتر الأمني في أعقاب سقوط الطائرة الروسية بالنيران السورية المضادة، وأنها  لن تتخلى عن الجهود العسكرية لتدمير البنية العسكرية الإيرانية في سوريا ومنع نقل الأسلحة إلى حزب الله.
وقال فيشمان إن «إسرائيل مقتنعة وتحاول إقناع الروس بأنها تصرفت وفق جميع الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، وكل ما حدث كان بسبب عدم احتراف العسكريين السوريين، وأن عدم مهاجمتها لأهداف إيرانية على طول الساحل السوري، دفع الإيرانيين لإنشاء مرافق وإقامة منشآت تحت مظلة الدفاع الجوية الروسية. لذلك، ستواصل إسرائيل العمل على «اجتثاث  البنية التحتية الإيرانية»، معتقدا  أنه يتعين على إسرائيل في الفترة القليلة المقبلة اتخاذ قرارات بشأن استمرار النشاط في الأراضي السورية وعلاقاتها مع الروس».
 
ليبرمان: لن نغير سياستنا في سوريا
 
وفي حديث للإذاعة الرسمية الإسرائيلية قال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أمس «لن نغير سياستنا في سوريا، لقد تصرفنا بمسؤولية، ووفقًا لآلية التنسيق نفسها، لم ولن يتغير أي شيء». وقال ليبرمان ردا على سؤال حول إجراءات روسية قد تحد من حرية إسرائيل في الأجواء السورية»الأمور تحت السيطرة، ونحن نجري حوارًا طوال الوقت». وأضاف» لقد أوضحنا  للروس أننا لن نسمح لسوريا بأن تتحول إلى قاعدة أمامية إيرانية ضد إسرائيل، سنواصل العمل لمنع هذا، لدينا كل الوسائل وكل الاحتمالات والخيارات مفتوحة».
واعتبر أن وسائل الإعلام والتقارير الصحافية تضخم من حجم الأزمة مع روسيا، مشيرًا إلى أن التنسيق متواصل، فيما كرر التصريحات الإسرائيلية التي تحمل جيش النظام السوري مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية.
وحسب الإذاعة ترجح التقييمات الإسرائيلية أن الوقت كفيل بمحو أثر الأزمة، وأن المصالح المشتركة في الحفاظ على العلاقات الطبيعية مع روسيا سيكون أقوى من «الأزمة».
وتشير التقديرات الإسرائيلية، وفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى أن الهجوم الإسرائيلي المقبل على أهداف في سوريا سيكون بمثابة اختبار لكلا الجانبين الإسرائيلي والروسي إلا أن ذلك لن يتم دون التركيز على التنسيق المسبق مع الروس، ولو على حساب الإضرار بأمن المعلومات، طالما أنها لا تستفز الدب الروسي. يشار ان وزارة الدفاع الروسية أعلنت الثلاثاء الماضي، أن أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز «أف 16 «هاجمت أهدافا سورية في مدينة اللاذقية. وخلال قيام الدفاعات الجوية السورية بالتصدي للطائرات الإسرائيلية، أسقطت طائرة «إيليوشين20 «بواسطة صاروخ «أس 200»، ما أدى إلى مقتل 15 عسكريًا روسيا. لكن وبعكس جهات روسية انتقدت الجانب الاسرائيلي بلهجة عالية، فقد عاد رئيس روسيا لرش الماء البارد على تصريحات روسية غاضبة بقوله قبل أيام إن «سلسلة أخطاء تراجيدية» قد تسببت بالحادثة. واعتبر مراقبون أقواله محاولة للحفاظ على مصالح روسيا مع دولة الاحتلال وعمق تحالفهما.