والساحة الاردنية ذات القاعدة الجماهيرية العريضة, بأصولها التاريخية المشتركة, ومعاناتها الانسانية

الواحدة, اوجدت توجهات فكرية متطابقة يسهل جمعها في صيغة تشاركية شعبية ورسمية لتحقيق المنجزات الوطنية , وتوزيع الادوار بأداء متناغم ومنهاج جامع.

 

والاتحاد الوطني الاردني الذي تأسس في اواخر سبعينيات الماضي , وافتتحت له مكاتب في المحافظات, وفروع في ارجاء البلاد, وصحف يومية معبرة عن توجهاته السياسية كان بمثابة بادرة حكومية طيبة منظمة لانشاء منبر سياسي عام ولغة مشتركة بمرجعية موحدة ترفد مسيرة الشعب وتطلعاته المستقبلية ساهمت في صمود وتماسك الجبهة الداخلية , ومجابهة التحديات الاقليمية والدولية المستجدة.

 

والانتماء ليس دعوى عريضة, او محض ادعاء, بل هو نابع من معطيات تاريخية انسانية اجتماعية تحمل في طياتها روح الولاء الوطني, والالتزام الاخلاقي الذي يجسد العلاقة المصيرية بين المواطن والوطن لتنصهر جميعاً في بوتقة واحدة ورابطة جامعة تشكل الهوية الوطنية التي يمكن تعريفها وتحديدها كما يجب ان تكون.

 

والاصلاح الشامل مهمة حكومية مستمرة لاعادة تشكيل الهياكل على اسس متينة عادلة لبناء الثقة والاطمئنان على سلامة الطريق مما يحفز الاخرين على تصعيد وتيرة العمل وبذل الجهد , وهو امر لا يختلف عليه اثنان لان الفائدة في المحصلة سوف تعم الجميع , وتزيل العوائق والحواجز التي تعترض طريق التقدم والتنمية , وتقضي على بؤر الفساد والمحسوبية كمرض اجتماعي لابد من معالجته.

 

والاداء الفردي او النخبوي سوف لن يصنع قصة نجاح لعدم قدرته على الاحاطة بالصورة الكلية للواقع والمستقبل التي يمكن البناء عليها لتظل حركة التطور تراوح مكانها , وتفسح المجال امام قوى الشد العكسي التي دأبت على المزايدة والتشكيك في كل ما من شأنه دفع عجلة التقدم الى الامام.