Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Aug-2020

ننتصر لمهنة التعليم "نعم" ولكن "لا" لتسييسها

 الدستور-كتب: محرر الشؤون المحلية 

تمر البلاد في هذه الآونة في مراحل معقدة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، فمن جهة البلد يعاني من ضيق ذات اليد في وقت تخلت فيه بعض الدول الشقيقة او الصديقة عن واجباتها تجاه هذا البلد المرابط منذ اكثر من مائة عام، وواجه خلالها الكثير من التحديات والمنعطفات التاريخية والتي كانت رغم صعوبتها وقساوتها يخرج منها البلد بحنكة قيادته الهاشمية والتفاف ابنائه حولها وتضحياتهم التي عز نظيرها اكثر قوة واصلب عودا، وهذا هو ديدن الاردنيين على مر الزمان .
 
وما تركه الجانب الاقتصادي ينسحب ايضا على الكثير من الجوانب الاخرى وفي مقدمتها الحالة الاجتماعية الصعبة التي يعض فيها الاردني على اصابعه على ان يمد يده الى غيره ، جنديا كان ام موظفا ام عاملا ام معلما او في أي مهنة اخرى كانت، وصحيح ان البلد عانى من قضايا الفساد والتي يقف لها القضاء العادل والنزيه بالمرصاد والذي لم يفرق فيها بين كبير او صغير، مثلما ينسحب الامر على الجانب السياسي والضغوطات الهائلة التي تمارس على هذا البلد قيادة وشعبا للرضوخ الى المطالب الدولية وخاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقدس والوصاية الهاشمية على المقدسات فيها والتي تواجه دائما بالرفض من قمة هرم هذا البلد ممثلا بقائده المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والذي لخصها غير مرة في خطاباته المحلية بلاءاته الثلاث كما فعل ذلك في كبريات المحافل الدولية، وقدم موقف الاردن ورسالته بكل جلاء ووضوح .
 
ويتصدى الاردن وبكل ما أوتي من قوة الى ما تعلن عنه اسرائيل من عملية ضم غور الاردن الى الكيان الاسرائيلي وهناك الكثير من المواقف المشابهة والمعقدة وفي مقدمتها قضايا اللجوء والمخيمات وغيرها الكثير والتي تتطلب منا جميعا ومن كافة فسيفساء المكونات الاردنية ان تشكل جبهة واحدة مناصرة ومساندة لمواقف جلالة الملك كي يتجاوز هذا البلد تلك المحن التي يواجهها يوما بعد اخر .
 
ووسط هذه الاجواء تبرز قضايا محلية وفي مقدمتها قضية المعلمين الذين نقف معهم ونؤازرهم في حقوقهم المهنية والارتقاء بمستوى المهنة لينعكس اثر ذلك على ابنائنا الطلبة ابداعا وتميزا ليستقبل الوطن بعد حين النخب القادرة على بنائه ورسم مستقبله كما فعل الاباء والاجداد وقدموا من اجل ذلك التضحيات الجسام ، وتجاوزا بوقفتهم الاسطورية بوجه العاتيات كل التحديات والمنعطفات الخطيرة التي كادت ان تعصف بالوطن واهله .
 
نعم نقولها للمعلمين الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة من اجل الوطن، الوطن الذي قدم وما زال لهم وميزهم عن الكثيرين من ابنائه، وحين ينادي المنادي ان الوطن بحاجة يجب ان يكون المعلم "لانه كذلك" اول المبادرين لنصرته ودعمه ومؤازرته ، بعيدا عن التسيس والصراعات الحزبية والتوجيهات القادمة اليه من خارج الوطن خاصة تلك التوجيهات التي تاتي من الخارج ولا تحمل في ثناياها الا السم والعبث بمقدرات الوطن واهله وابنائه .
 
ومرة اخرى وثانية وثالثة نقف مع المعلم الذي يوجه بوصلة العمل للارتقاء بمهنة التعليم وان لا يكون حجر عثرة امام الدولة التي قدمت كل شيء من اجل ان يكون الوطن واهله بخير رغم ما يحيط به من ظروف صعبه، فماذا يعني توقيف علاوة على كافة قطاعات الدولة بما فيها العسكري ورجل الامن والموظف وكافة القطاعات الاخرى لفترة مؤقتة في حالة استثنائية فرضتها جائحة الكورونا ؟، فحالنا كحال سائر الدول في العالم التي اصابتها هذه الجائحة ونحن بحمد الله نتعافى منها وغيرها ما زال يعيش في اتونها.
 
وهنا نتوجه الى اخوتنا الاساتذة الافاضل والمعلمات الفضليات لتنطلق المبادرة منهم لتقديم مصلحة الوطن العليا على كل المصالح الآنية او الشخصية او تلك القادمة من خلف الحدود ولا هدف لها إلا النبش والعبث بالوطن واستقراره وأمنه في محاولة يائسة من تلك الشرذمة التي لا هم لها الا الخراب والقتل وسفك الدماء .