Friday 12th of December 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2025

"الصهيونية" الآن هي البديل الصحيح سياسيا لـ"اليهودية"

 الغد

هآرتس
بقلم: يوسي كلاين
 
هل ليبرمان صهيوني؟ صدقوني، هو نفسه لا يعرف. حتى بينيت ولبيد لا يعرفان. الصهيونية حسب ويكيبيديا هي تجديد سيادة اليهود في البلاد، تجميع الشتات، استيطان البلاد وإحياء اللغة العبرية.
 
 
 ليبرمان لن يحب ذلك، لكن بناء على ذلك فإن العرب الإسرائيليين هم صهاينة بدرجة لا تقل عنه. هم يقبلون سيادة اليهود وتجميع الشتات وإحياء اللغة (عبرية منصور عباس أفضل من عبرية ليبرمان).
 هم يقبلون الصهيونية ولكن لا يمكنهم أن يكونوا صهاينة. فقط اليهود يمكن أن يكونوا صهاينة. العرب يخيفونهم. هل ربما سيهدأون إذا أبقينا الأطباء والممرضات والصيادلة والعمال في قراهم، وقمنا بإعادة الحكم العسكري؟ الحاكم العسكري سيحدد ساعات حظر التجول، والعمل سيحصلون عليه فقط بتصريح منه. "بعد 7 تشرين أول (أكتوبر) مستويات الشك والألم كبيرة جدا"، شرح لبيد. هو مُحق. هم يجب أن يخافوا. من يعرف ما الذي سنفعله بهم عندما يزداد شكنا والألم؟ يجب عليهم أن يبقوا محبوسين في قراهم وهذا من مصلحتهم. ما الذي فعلوه بعد 7 تشرين أول (أكتوبر)، الذي رفع مستوى شك لبيد؟ هو لا يشرح ذلك. أيضا حتى ليبرمان وبينيت.
 ولكن يبدو أن الخوف منهم كبير جدا، إلى درجة أنه بسبب ذلك هم مستعدون للخسارة في الانتخابات. يمكن السخرية من غبائهم، لكن لا يمكن الاستخفاف بتضحيتهم: أمامنا سياسيون، بوعي كامل، يحفرون قبورهم. مقولة "فقط حكومة صهيونية" حولوها إلى مقولة وطنية جدا، إلى درجة أنه لا يوجد لأي أحد الشجاعة كي يسأل ما هي بالضبط صهيونيتهم.
 "الصهيونية" هي الآن البديل السليم، سياسيا، لـ"اليهودية". "فقط حكومة يهودية" تظهر عنصرية، وتناقض "المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية الكاملة، لكل مواطنيها، بدون تمييز في العرق والدين والجنس"، المذكورة في وثيقة الاستقلال.
 لذلك فقد تم اختراع خدعة: الصهيونية ليست دينا، لكن فقط الدين يحول المواطنين إلى صهاينة. من يقومون بالاضطهاد دائما يخافون من المضطهدين. والأسباب معروفة لمن يقومون بالاضطهاد بدرجة لا تقل عن المضطهدين. الاضطهاد مكشوف.
 هم يخافون من أنه ذات يوم سيستغلون قوتهم الانتخابية ويصممون فجأة على المساواة التي يستحقونها حسب القانون. اذهب واشرح لهم بأنهم ليسوا مواطنين، بل هم ضيوف.
 يجب عليهم شكرنا لأننا نسمح لهم بالتصويت على قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية، وتعيين الحاخامات والخميرة في المستشفيات. مهما حاولوا، هم لن يكونوا صهاينة. (هذا جيد، أيها اللحوحين، أيضا الحريديين لا يمكنهم ذلك).
هل ليبرمان في الأصل يعرف ما هي الصهيونية؟ من المؤكد أنه لا. ويوجد لذلك سبب: لا يوجد داعٍ للمعرفة. الصهيونية قامت بدورها، ولم يتم وضع أهداف جديدة. جميعنا صهاينة، ولكن لا يوجد لأي أحد أي فكرة عن معناها. يجب علينا الانفصال بهدوء عن "الديمقراطية"، التي في هذه الأثناء تحمي العرب هنا. من يعرف ما الذي يمكن أن يطلبوه باسمها.
في هذه الأثناء هم لا يطالبون ويوجد إجماع: هم أيضا لن يحصلوا.
القاعدة لا تريد أن يحصلوا على حقوقهم، ولا حتى الكهانيون أيضا. "الكتلة الليبرالية" تدير نظرها عندما يتحدثون عن حقوقهم. هي لم تسأل نفسها في أي يوم كيف أنه منذ إقامة الدولة لم يتم إنشاء فيها أي بلدة عربية (باستثناء قرية بدوية واحدة).
لا يجدر السؤال. الجواب سيكشف العنصرية المصابة بجنون العظمة في الدولة التي أصبحت أكثر "يهودية" وأقل "ديمقراطية". في مثل هذه الدولة مسموح المساس بحقوق غير اليهود وبتمثيلهم في الحكومة. لماذا يوافق الليبراليون المتنورون على ذلك ويسلمون به؟ لأنهم هم أيضا أصبحوا قاعدة. ليست القاعدة العنيفة، الجاهلة والغبية، بل هامشها الناعم والمهذب. قاعدة – لايت. الجناح المعتدل.
 هم يشبهون القاعدة أكثر مما هم مستعدون للاعتراف. جميعنا قاعدة واحدة كبيرة. جميعنا نؤمن بأنه "لا يوجد من نتحدث معه"، أو على الأقل قبلنا ذلك.
الفرق في الأسلوب وليس في الجوهر. الجوهر هو إقصاء تقريبا ربع سكان الدولة عن المشاركة في قيادتها. الجوهر هو العنصرية المتخفية وراء الواجهة الهشة للصهيونية. ليبرمان، بينيت ولبيد، لا يخشون من أنه في يوم ما سيستيقظ 2.2 مليون شخص ويحتجون على التمييز والاضطهاد. ليس العرب هم الذين يخيفونهم، بل نحن القاعدة الذين نخيفهم.