Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Oct-2022

حصان طروادة الذي يدمر إسرائيل

 الغد-هآرتس

بقلم: روغل الفر 3/10/2022
 
المؤرخة باربارة توخمان، التي وضعت مفهوم “مسيرة الحماقة” في كتابها المعروف الذي صدر في العام 1984 عندما كانت إسرائيل في ذروة مسيرة حماقة أخرى كهذه، وهذه المرة في لبنان، قالت إن الحماقة تبدأ دائما بأبسط غريزة إنسانية وهي التدمير الذاتي. “الشهوة للقوة”، “التي يتم اشباعها فقط من خلال استخدامها ضد الآخرين” (هل هذا يبدو معروف؟). مع ذلك، يصعب تشخيصه بسبب ميل الانسان الى قمع الصدمة.
رحلة باربارة التاريخية على طول مسارات مسيرات الحماقة بدأتها بحادثة حصان طروادة، الذي لا نعرف ما اذا كان اسطوري أو تاريخي. لأن الطرواديين انفسهم هم الذين فتحوا أبواب مدينتهم وأدخلوا إليها الحصان، الذي في داخله اختبأ الجنود اليونانيون الذين تسببوا بدمارها. هذه الأسطورة هي أسطورة ناجعة لفحص حالة إسرائيل من جانبيها. اليمين يعتبر اتفاق أوسلو حصان طروادة الذي اختبأ فيه العنف، واستنتج من ذلك بأنه يجب افشال بكل ثمن اقامة دولة فلسطينية. هذه هي رواية حصان طروادة للمستوطنين: السلام مع الفلسطينيين هو خدعة الفلسطينيين، التي هدفها قتل اليهود وتدمير إسرائيل كدولة يهودية. الرواية المنافسة تعتبر سباسطيا والون موريه حصان طروادة الذي ادخله المجتمع الاسرائيلي بارادته من ابوابه ومن داخل بطنه يواصل الظهور المزيد والمزيد من المستوطنين الذين يقومون باحراق أسس اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.
من غير المهم من هو حصان طروادة الحقيقي في هذه القصة. التاريخ سيحكم. في الصيغتين القصة تنتهي بنفس الصورة: منع اقامة دولة فلسطينية وخراب إسرائيل. في الحالتين الأمر انتهى بانتصار مشروع الاستيطان. جميع التيارات الإسرائيلية وجميع مسيرات الحماقة تتدفق وتصب في بحر ثنائية القومية، البحر الذي يغرق إسرائيل اليهودية والديمقراطية. التدفق هو عملية مستمرة أحادية الاتجاه، وهكذا أيضا الغرق، البحر سيغطي كل شيء.
من المهم معرفة هل ستأتي في وقت ما لحظة فيها من يؤيدون حل الدولتين سيعترفون بحقيقة أن هذا الحل غير قابل للتطبيق، ويدركون أن إسرائيل هي دولة ثنائية القومية. في نهاية المطاف لن يصدر أي إعلان رسمي، ولن يصدر في أي يوم إعلان رسمي. حكومة إسرائيل لن تعلن “بدهشة وبأسف شديد وحزن عميق”، مثلما صاغ ايتان هابر الإعلان عن قتل اسحق رابين وموت حل الدولتين وموت إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وانبعاثها من الرماد كدولة ابرتهايد ثنائية القومية. يمكن الافتراض بأن إسرائيل الرسمية ستواصل تسمية نفسها “يهودية وديمقراطية”، وستواصل الكذب على نفسها بالضبط كما تفعل ذلك الآن، والى الأبد. انظروا إلى “الجمهورية الديمقراطية الالمانية”، وهي المانيا الشرقية. اسماء أو تعريف الدول هي احيانا الكذب الذاتي الأكثر وضوحا. ويمكن الافتراض ايضا أن “الصديقة الجيدة” للولايات المتحدة ستواصل ذلك. هكذا ايضا الاتحاد الأوروبي الذي سيواصل تخصيص ميزانيات سخية لليهود في اسرائيل الذين سيواصلون التحقيق والدفع قدما بحل الدولتين، أي الارتزاق منه، رغم أن خططهم الجميلة لن تخرج في أي يوم الى حيز التنفيذ.
إسرائيل هي دولة قوية لديها علاقات أمنية وعسكرية واستخبارية واقتصادية متشعبة مع الغرب. وسيمر وقت طويل جدا الى أن يطلب منها، اذا حدث ذلك، الاعتراف بأنها دولة ثنائية القومية، وأن تعطي سكانها الفلسطينيين حقوق متساوية. وحتى عندما سيطلب فهذا سيكون بالاساس ضريبة كلامية. أي أن النعامة ستواصل تعليق الآمال على حلم الدولتين الذي يدفع جانبا حقيقتين وهما أن حل الدولتين مات والدولة ثنائية القومية هي دولة ابرتهايد غير اخلاقية بشكل واضح، التي يبدو أنها ستستطيع البقاء لفترة طويلة.